• الرئيسية
  • منوعات
  • آفاق دعوية
  • إذا أردنا استرداد القدس فعلينا أن نقيم شرع الله.. "برهامي": الكرب الذي نعيشه الآن من أجل غزة كان يعيشه "نور الدين زنكي" من أجل حصار دمياط

إذا أردنا استرداد القدس فعلينا أن نقيم شرع الله.. "برهامي": الكرب الذي نعيشه الآن من أجل غزة كان يعيشه "نور الدين زنكي" من أجل حصار دمياط

  • 428
الفتح - الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية

قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية: إن الأمة الإسلامية واجهت أعداءً كُثر قبل ذلك؛ إذ واجهت الصليبيين وواجهت التتار وبفضل الله عز وجل يسر الله فتح القدس واستردادها من الصليبين على يد صلاح الدين الأيوبي.

وأضاف "برهامي" -في محاضرة له عبر موقع "أنا السلفي"- أنه من الملاحظ صورة المجتمع في عهد "نور الدين زنكي"، فقد كان رحمه الله ينهى عن الخمور التي كانت قد انتشرت، وكان ينهى عن المعازف التي كانت قد انتشرت، وكان مدمنًا على قيام الليل وعلى التضرع إلى الله عز وجل والاجتهاد في الدعاء.

وتابع أن الكرب الذي نعيشه الآن من أجل غزة، كان "نور الدين" يعيشه من أجل حصار دمياط الذي استمر مدة طويلة بلا طعام ولا شراب إلا ما كان عندهم من نهر النيل، ولكن الحصار كان شديدًا. وكان "زنكي" منزعجًا جدًا من الصليبيين الذين يحاصرون دمياط، وكان يقاتل في مواقع متعددة وقد استخلص مدنًا كثيرة من أيدي الصليبيين، وكان  مجموع ما استخلصه في حياته خمسين مدينة وما حولها من القرى.

وأوضح "برهامي" أنه كانت هناك واقعة اسمها واقعة "تل حارمُ" وقد انتصر فيها "نور الدين" على الصليبيين، وحين أخذ البلد صلى لله طويلًا، وسجد سجدة طويلة دعا الله عز وجل فيها أن يفك الحصار عن دمياط، فقال فيها "اللهم أنقذ المسلمين في دمياط، واغفر لنور الدين محمود الكلب".

واستطرد: هذه الكلمة خطأ شرعًا ولا يجوز لمسلم أن يصف نفسه أو غيره من المسلمين بكلمة "كلب"، ولكنه لم يكن عالمًا ولكنه كان متواضعًا؛ لذلك أبقى الله له الذكر الحسن. وحين أتى إليه إمام مسجده وبشّره قائلًا: رأيت رؤيا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: بشِّر نور الدين محمود زنكي بالنصر على الأعداء، فقلت: قد لا يصدّقني يا رسول الله! فهل من علامة؟ قال: العلامة ما حدث منه يوم موقعة حارم، وإمام المسجد لم يكن يعرف موقعة حارم.

فلما صلى معه الفجر، قال نور الدين: ما عندك؟ قال: بشّرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنصرك على الفرنجة، وبرفع هذه الغمة، ويقول لك: العلامة ما حدث منك في تل حارم، قال نور الدين: وما حدث مني؟ قال: حدث منك أنك قلت: اللهم اغفر للعبد المكاس الظالم محمودا، فاستحى أن يقول له: محمود الكلب، فقال نور الدين: العلامة ناقصة فقلها، قال: محمود الكلب، فبكى نور الدين محمود زنكي واستبشر وعلم أنها رؤيا حق؛ لأن أحدا لا يعلم ذلك، ووقتها جاءه النصر على الصليبيين.

وأكد "برهامي" أنه حين تعفف "نور الدين" عن الحرام ومنع المحرمات في المجتمع كانت هذه هي النتيجة. منوهًا بأن المكوس كانت شيئًا منتشرًا في زمنه، وهي الضرائب التي تؤخذ من الناس. وكان نور الدين يحضر مجالس أهل العلم فكان هناك واعظ ليس له من الدنيا إلا بُردة، رداء يلبسه، فرآه هذا الشيخ الواعظ فارتجل شعرًا فقال:


مثل وقوفك أيها المغرور

                   يوم القيامة والسماء تمور

إن قيل نور الدين رحت مسلما

               فاحذر بأن تبقى وما لك نور

أنهيت عن شرب الخمور وأنت في

                 كأس المظالم طائش مخمور

عطلت كاسات المدام تعففا

                  وعليك كاسات الحرام تدور


فظل نور الدين يبكي إلى نهاية القصيدة، وطلب من الناس أن تحله مما أخذ منهم من مكوس فأحلوه، بل وزادوا في التبرع والتوبة، ولكن بعد أن مات نور الدين رجعوا إلى شرب الخمور ورجعوا إلى المعازف وإلى المكوس، فحاربهم صلاح الدين حتى أبطل المكوس والمعازف والخمور ثم كان بعد ذلك ما يسر الله به من وقعة حطين التي انتهت بفتح بيت المقدس.