انهيار المنظومة الصحية في غزة.. أين حقوق الإنسان؟

خروج ١٦ مستشفى بسبب قصف الاحتلال.. و٢٠٠٠ مريض سرطان يواجهون الموت

  • 25
الفتح - إسعاف غزة

مع دخول الحرب على غزة أسبوعها الرابع، يزداد الوضع سوءًا في كل مناحي الحياة بشكل عام، فيما أدى قصف الاحتلال المتواصل إلى انهيار المنظومة الصحية، إذ توقفت 16 مستشفى عن العمل نهائيًا بسبب التدمير ونفاد الوقود، بالإضافة إلى تلقي 22 مستشفى بالقطاع إنذارات من الاحتلال الصهيوني بالإخلاء الفوري، ما يهدد حياة المرضى، ويزيد من حجم المأساة، فضلا عن تعريض عدد كبير من الأطفال بالحضانات إلى الموت وكذلك حالات الغسيل الكلوي.

ووجهت وزارة "الصحة الفلسطينية" نداءات بضرورة توفير الوقود لتشغيل المولدات بالمستشفيات في ظل استمرار انقطاع الكهرباء والماء، فضلًا عن استمرار القصف، وهو ما يتعمد جيش الكيان الصهيوني منعه.

وأعلن الدكتور أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، انهيار المنظومة الصحية في غزة بالكامل، مشيرًا إلى أن نحو 1000 جريح في حاجة إلى الخروج العاجل من القطاع إلى المستشفيات المصرية والعربية.

ووفقًا لوزارة "الصحة الفلسطينية" فإن توقف مستشفى الصداقة التركي في القطاع عن العمل، جراء قصفه من قبل قوات الاحتلال، ونفاذ الوقود فيه بشكل كامل، وهو المستشفى الوحيد المخصص لعلاج مرضى السرطان في قطاع غزة، وبذلك يصبح عدد المشافي المتوقفة عن العمل جراء القصف ونفاذ الوقود ١٦ مستشفى من أصل ٣٥، ما يهدد حياة ٧٠ مريضاً بالسرطان داخل المستشفى، كما أن مجمع الشفاء الطبي سيتوقف عن العمل خلال أقل من ٢٤ ساعة جراء نفاد الوقود، حيث يعمل المستشفى حالياً بأقسام الطوارئ والجراحة والكلى والعناية المكثفة وحضانات الأطفال فقط، وأنه يعمل بسعة تفوق أضعاف طاقته الاستيعابية وبكادر لا يغطي ٣٠٪ من الاحتياج اللازم، ويبلغ عدد المواطنين المستأمنين من عدوان الاحتلال في مجمع الشفاء الطبي وحوله بنحو ٥٠ ألفَ مواطن، حيث يتعرض محيط المستشفى لقصف متكرر.

وأفادت مي الكيلة وزيرة الصحة الفلسطينية، بأن ٨١ مريضاً فقط سُمحَ لهم بالخروج للعلاج من قطاع غزة إلى مصر من بين آلاف الجرحى، وجددت الوزيرة مناشدات عاجلة بوقف العدوان الإسرائيلي والسماح بإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة، وكذلك السماح بإدخال الفرق الطبية المتطوعة وإخراج الجرحى للعلاج.

وفي سياق متصل، استقبل معبر رفح أول دفعة من الجرحى الفلسطينيين، وتم فرز الحالات بالمستشفى الميداني وتوزيعهم على مستشفيات شمال سيناء، كما خصصت محافظة شمال سيناء 3 أماكن لإقامة المرافقين للجرحى في الشيخ زويد والعريش طبقا لتوجيهات القيادة السياسية، كما أنه جارٍ تجهيز مستشفى ميداني آخر ببئر العبد، للعمل على تطبيب الجرحى القادمين من الأراضي المحتلة خلال الأيام المقبلة، بجانب مستشفيات المحافظة. 

وأكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أنه تم رفع السعة الاستيعابية لمستشفيات هيئة الرعاية الصحية بالإسماعيلية لاستقبال المصابين والمرضى بما يضمن توزيعهم على المستشفيات بشكل رشيد لضمان تقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية اللازمة لهم على أكمل وجه، فضلاً عن التنسيق مع المستشفيات الجامعية بكافة المحافظات، كما تم مراجعة منظومة الاستقبال والإحالة للمستشفيات حال الحاجة لذلك، وتوافر الفرق الطبية والأجهزة الطبية اللازمة بالمستشفيات في العريش وبئر العبد والشيخ زويد في محافظة شمال سيناء.

وشدد "عبد الغفار" على التأمين الكامل لكافة المستشفيات بمحافظة شمال سيناء بالتنسيق مع الجهات المعنية وبالتنسيق مع اللجنة العليا لإدارة الأزمة، لافتاً إلى رفع حالة الاستعداد القصوى بكافة الهيئات التابعة للوزارة وهيئة الإسعاف المصرية، حيث تم تخصيص 40 سيارة إسعاف للاصطفاف داخل معبر رفح، كما يستمر التنسيق مع منظمات المجتمع المدني بمصر لتقديم الرعاية اللازمة لمرافقي المصابين من الأطفال الذين سيتم استقبالهم بالمستشفيات المصرية، بما يضمن تقديم الخدمات اللازمة لهم.

وفي سياق آخر، سجل 2000 طبيب رغبتهم في التطوع لعلاج المصابين الفلسطينيين منذ بدء العدوان على غزة، وتعمل نقابة الأطباء على استمرار تدريب هؤلاء المتطوعين على دفعات تشمل 40 طبيبًا يوميًا على كيفية التعامل مع الأحداث والتصرف في المناطق الملتهبة والصحة المهنية وغير ذلك، وفور السماح بفتح المعبر سيكون أطباء مصر جاهزين لهذه المهمة داخل الأراضي الفلسطينية.