• الرئيسية
  • الأسرة والطفل
  • التربية مسؤولية مشتركة بين الوالدين.. خبير تربوي: الأب ليس صندوقًا ماليًا بل هو القدوة الأولى والموجه والمعلم والمربي

التربية مسؤولية مشتركة بين الوالدين.. خبير تربوي: الأب ليس صندوقًا ماليًا بل هو القدوة الأولى والموجه والمعلم والمربي

  • 72
الفتح - أرشيفية

قال الدكتور محمود عمارة، الخبير التربوي: إن التربية مسئولية مشتركة بين الأب والأم؛ فليس الأب صندوق مالي يحصل الأولاد مِن خلاله على الأموال اللازمة لشراء احتياجاتهم ومتطلبات معيشتهم، وإنما هو القدوة الأولى في حياة أولاده وهو الموجِّه والمعلِّم والمربي، فالمسئولية مشتركة بين الأباء والأمهات، وليس كما يعتقد البعض أن الأم تربي وحدها والأب يعمل.

وأشار "عمارة" -في مقال له عبر موقع "صوت السلف"- أن البعض يعتقد أن الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة بصفة خاصة هم مسئولية الأم، بينما الأب ملزم بالعمل خارج المنزل وفقط، مضيفًا: ولقد بينت الأبحاث في هذا المجال أن علاقة الأب بالأبناء في هذه المرحلة لا تقل أهمية عن علاقة الأم بهم، فعلاقة الأب العاطفية بأولاده تساعده في بناء أساس شخصية أكثر أمنًا واطمئنانًا؛ خاصة مع توفر التفاهم بين الزوجين.

وتابع: إن العلاقة بين الزوجين مِن الأسس المهمة لبناء الشخصية السوية بين الأبناء، فمِن الواضح أن نوعية العلاقة بين الزوجين تصبغ الأسرة كلها بصباغها، وهذا أمر طبيعي فالأبوان المتحابان المتفاهمان يجعلان الجو الأسري بهيجًا، ويجعلان بناء الأسرة متينًا ومنسجمًا.

وأكد "عمارة" أن تفاهم الزوجين وتحاببهما يترك آثارًا بعيدة المدى في حياة الأبناء، حيث إنهم يتشربون من آبائهم وأمهاتهم المعايير والمفاهيم والتقاليد التي سيعاملون بها أزواجهم وزوجاتهم في المستقبل، لافتًا إلى أن البنت تعامل زوجها وتتوقع منه بحسب الخبرة التي اكتسبتها من خلال معايشتها لأبويها، وكذلك الابن؛ ولهذا فإن التجربة علَّمت العامة أن يسألوا عن أم البنت التي يرون خطبتها، كما أنهم يسألون عن أهل الأم، أي: أخوال البنت وخالاتهم؛ لأنهم وجدوا أن البنت تتطبع بطباع والدتها.

واستطرد: نحن نستطيع إذًا أن نقول "إن التفاهم بين الزوجين هو أكبر هدية يقدمانها لأولادهما"، وهذا يؤكِّد المسئولية المشتركة بين الوالدين في بناء صرح الشخصية الشامخ لكل ابن وبنت من أبناء الأسرة، متسائلاً "ما الأوقات التي تقضيها مع أولادك في البيت لتجلس معهم وتتحاور وتتناقش؟"، قائلاً: لا أقصد الأوقات التي تستغرق الأوامر والنواهي المباشرة، مثل: (اكتب الواجب - احفظ ما عليك - لا تضرب إخوانك)، وإنما أتساءَل عن "الوقت الذي تقضيه في التربية الحقيقية لأبناءك!".

ووجه الخبير التربوي الوالد والوالدة، إلى أن  المسئولية عظيمة، وأنه مِن العبث أن نقصِّر في حق أبنائنا، ثم ننتظر مخرجات ممتازة من التفوق، وحُسْن الخُلُق، والالتزام الأخلاقي، والحِفَاظ على الصلاة في أوقاتها، والصحبة الصالحة، وغيرها؛ فلكلِّ نتيجه مقدمات وأسباب إن ضيعناها، ضاعت النتائج والمخرجات.