مصر تكثف جهود إنفاذ المساعدات الإنسانية إلى غزة

سيارات إسعاف مجهزة تنتظر الجرحى أمام معبر رفح.. والمستشفيات تواصل الطوارئ

  • 19
الفتح - مساعدات غزة أرشيفية

تكثف مصر جهودها لإدخال أكبر عدد من الشاحنات المحملة بالمساعدات الغذائية والإنسانية لدعم الأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة، وذلك خلال أيام الهدنة، وذلك في سياق دورها المحوري الداعم للقضية الفلسطينية على جميع المستويات.

ووضعت القيادة السياسية المصرية، مختلف أجهزة الدولة وقطاعاتها ومن بينها وزارة الصحة المصرية، على درجة الاستعداد القصوى، فلا تزال المستشفيات المصرية في حالة استعداد تام لاستقبال مصابي جرحى العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، مستغلة الهدنة في نقل عدد أكبر من المصابين الفلسطينيين.

أيضا ما زالت هناك خطة لـ "الصحة المصرية"، لتقديم سبل الرعاية الطبية للجرحى والمصابين من الأشقاء الفلسطينيين، بداية من استقبالهم وتقييم حالتهم الصحية، ونقلهم إلى المستشفيات بواسطة سيارات الإسعاف المجهزة، وصولًا إلى التدخلات الجراحية الدقيقة التي تم إجراؤها للحالات الحرجة منهم، إلى جانب خدمات الدعم النفسي للمصابين ومرافقيهم، حيث إن أغلب المصابين كانوا من الأطفال تحت سن 18 عامًا، بينما بلغت نسبة الجرحى من النساء نحو 43%.

وفي سياق متصل، كشف الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة المصرية للاستعلامات، خلال بيان حصلت "الفتح" على نسخة منه، أن مصر كثفت جهودها مع سريان الهدنة الإنسانية في مرحلتها الأولى، والمرحلة الثانية"، موضحًا أن حجم المساعدات الطبية التي دخلت قطاع غزة حتى أمس، بلغ 2812 طنًا، كما بلغ حجم المساعدات من المواد الغذائية 11427 طنًا، والمياه 8583 طنًا.

وأوضح "رشوان" أنه تم إدخال 1048 طنًا من الوقود حتى مساء أمس، ليصل بذلك إجمالي الشاحنات التي دخلت من معبر رفح لغزة 2263 شاحنة، مشيرًا إلى أن مصر استقبلت 566 مصابًا فلسطينيًا، بنحو 300 مرافق، و8691 شخصًا من الرعايا الأجانب ومزدوجي الجنسية.

وأكد "رشوان" على تسهيل مصر دخول 421 فلسطينيًا عالقًا إلى قطاع غزة، مُشددًا على استمرار الجهود المصرية في العمل على الإسراع بعمليات نقل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

من جهته، كشف الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان لـ "الفتح"، أن الوزارة خصصت أكثر من 150 سيارة إسعاف مجهزة على أعلى مستوى عند معبر رفح، لتقديم الخدمة الطبية الآنية للعابرين من قطاع غزة إلى مصر، فضلًا عن تجهيز 35 سيارة إسعاف بحضانات لنقل الأطفال المبتسرين من قطاع غزة إلى المستشفيات المصرية، حيث يتم علاجهم في 24 مستشفى، مؤكدًا أن جميع المصابين بحالة جيدة ويتلقون الرعاية الصحية بأحدث البروتوكولات العلاجية.

وشدد على وجود توجيهات بسرعة تجهيز شحنات أُخرى من الأدوية وإرسالها لقطاع غزة، خاصةً الأدوية الخاصة بمرضى الأورام والأمراض المُزمنة، مؤكداً الاستعداد لمشاركة البروتوكولات العلاجية الخاصة بالمرضى مع الجانب الفلسطيني بما يضمن الحفاظ على الأمن الصحي للمواطنين.

وأكد "متحدث الصحة" استعداد الوزارة لتوفير جميع احتياجات الجانب الفلسطيني من الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة، فضلاً عن التعاون لتنفيذ برامج التطعيمات لأطفال قطاع غزة، والتأكيد على استعداد مصر لاستقبال مرضى الأورام والأمراض المُزمنة وتقديم كافة الخدمات العلاجية اللازمة لهم.

وفي سياق متصل، تحاول المنظومة الصحية في غزة إعادة ترتيب طواقمها خلال الهدنة، إذ تعكف على علاج بعض الآثار الناتجة عن القصف الإسرائيلي، الذي استمر لنحو 50 يومًا، مُخلّفًا دمارًا كبيرًا في المنشآت والمراكز الصحية بشكل عام، وأضعف قدراتها على مواجهة الأوضاع الصحية المُتردية داخل القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي.

وأكدت الدكتور مي الكيلة، وزيرة الصحة الفلسطينية، أن الوزارة تعمل على إعادة ترتيب قدراتها وطواقمها في غزة خلال الوقت الراهن، استغلالًا للهدنة السارية حاليًا بين الاحتلال الإسرائيلي، والمقاومة، مضيفة أن المساعدات، التي ارتفعت وتيرة تدفقها خلال الهدنة، أوجدت حلولًا مؤقتة لتردي الوضع الصحي في القطاع غزة.

يذكر أن وزيرة الصحة الفلسطينية كشفت عن أن هناك 3 مستشفيات فقط بقطاع غزة لا تزال تقدم الخدمات الطبية للمرضى، مشيرة إلى إنهاك الطواقم الطبية التي تحتاج إلى المساعدة لاستكمال العمل.