مصر مستمرة في استقبال مصابي العدوان الإسرائيلي.. ومساعٍ للتوسع في المستشفيات الميدانية

  • 28
الفتح - استقبال مصابي غزة في المستشفيات المصرية

مع استئناف عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بعد كسر الهدنة مع المقاومة، لم يعد هناك مكان آمن بالقطاع، حيث إن القصف ينال من الجميع، فضلًا عن المستشفيات والمراكز الصحية ووصل الأمر إلى أن منظمة الصحة العالمية تحاول إخراج أكبر قدر ممكن من الإمدادات الطبية من مستودعها، ويمكن أن يصبح الوصول إلى المستودع مشكلة خلال الأيام القادمة بسبب العمليات البرية.

 ومن المُرجَّح أن يؤدي تكثيف العمليات العسكرية البرية في جنوب غزة، لا سيّما في خان يونس، إلى تعذّر حصول آلاف الأشخاص على الرعاية الصحية - وخصوصًا تعذُّر الوصول إلى مجمع ناصر الطبي ومستشفى غزة الأوروبي، وهما المستشفيان الرئيسيان في جنوب غزة - مع تزايد عدد الجرحى والمرضى. 

وفي ذات السياق تواصل مصر العمل على نقل أكبر عدد ممكن من المصابين والجرحى إلى خارج القطاع، وتقديم الخدمات الطبية العاجلة لهم على أيدي أساتذة واستشاريين متخصصين فى كافة التخصصات الطبية، تم مد مستشفيات العريش والشيخ زويد، بهم منذ اندلاع الأحداث وتصاعدها في القطاع، فضلًا عن حالة الاستعداد القصوى التي أعلنت عنها وزارة الصحة والتأهب الدائم لاستقبال المصابين والجرحى الفلسطينيين، والتي توليها القيادة السياسية اهتمامًا بالغًا، وتكريس كافة الإمكانية لهم، من خلال خطة عمل موضوعة، وتواصلت على كافة المستويات.

وكشفت مصادر مطلعة لـ "الفتح" عن أن هناك مساعي جادة للتوسع في إنشاء مستشفيات ميدانية داخل القطاع بالإضافة لما هو قائم حاليًا، بشرط التوصل لضمانات كافية لحماية الأطقم الطبية المتطوعة للعمل بها وتقديم الخدمة لأهالي القطاع، وهذا ما يجري العمل به الآن.

من جانبه كشف الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بشرق المتوسط، عن الدور الذي تقوم به المنظمة لحماية العاملين بالمظلومة الطبية في القطاع، وكذلك الفرق الطبية المتطوعة للعمل بجانب الأطقم الطبية الفلسطينية في غزة، موضحًا أنه تحت مظلة القانون الدولي ومعاهدة جنيف لحماية النظام الصحي والعاملين به وكذلك المرضى، والفرق الطبية الموجودة بأرض الميدان، في مثل هذه الظروف تعمل المنظمة مع الشركاء والمنظمات الأممية ذات العلاقة، لرفع مستوى الوعي حول هذا القانون وروح القانون وكذلك المواد المختلفة فيه بهذا الشأن.

وأوضح "المنظري" أنه يتم رفع تقارير من خلال نظام الترصد والتسجيل الخاص بمثل هذه الحالات، مشيرًا إلى وجود فرق تابعة للمنظمة تتواجد بأرض الميدان حتى تضمن مصداقية هذه التقارير ومشاركتها مع المنظمات الأممية ذات الصلة، ورفع الوعي حول هذه الانتهاكات واتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل الجهات المختصة في الأمم المتحدة وغيرها من القنوات.

من جهتها أكدت الدكتورة مي الكيلة، وزير الصحة الفلسطينية، على أن الوضع الصحي في قطاع غزة كارثي، حيث سجلت آخر إحصائيات لعدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية حتى اليوم الـ60 على التوالي استشهاد 16060 مواطنًا، موضحة أن نحو 40 ألف مواطن جرحوا خلال العدوان، أكثر من 70% منهم من النساء والأطفال بينهم 6 آلاف طفل، ونحو 4 آلاف امرأة، كما أنه هناك 20 مستشفى ما يزال خارج الخدمة، رغم من أن بعضها استأنف عملياته جزئيًا بعد وصول الوقود، أي أن جميع المرضى بما فيهم مرضى غسيل الكلى والسيدات الحوامل والأطفال في شامل غزة لايوجد لديهم أي مكان لتلقي العلاج.

وأشارت "الكيلة" إلى أن نسبة الإشغال في مستشفيات جنوب قطاع غزة بلغت حتى الآن أكثر من 216% إلى جانب النقص الحاد في الكوادر البشرية والأدوية والمستلزمات الطبية والوقود، مشيرة إلى أن 4 مستشفيات في الشمال تعمل بشكل جزئي، وتقدم خدمات محدودة، إلى جانب مستشفيين يقدمان خدمات غسيل الكلى فقط، كما أن مستشفيات الشمال لا تستطيع إجراء العمليات الجراحية، فيما خرجت 55 سيارة إسعاف عن الخدمة بشكل كامل.

 كما تعاني المنظومة الصحية من نقص الخدمات والأدوية ومستلزمات الإسعافات الأولية، فضلاً عن الحالة الوبائية في مراكز اللجوء من مدارس وتجمعات وصلت إلى إحصائيات كارثية، حيث إن النقص الحاد في المياه والغذاء والدواء والمستلزمات التي تتعلق بالنظافة أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة بين النازحين وبأعداد مخيفة، تنذر بالكارثة المحققة، حيث إن منظمة الصحة العالمية وفي أحدث تقرير لها قالت إنه من المتوقع أن تكون الوفيات بسبب الأمراض وانهيار القطاع الصحي بغزة كبيرة .

 كما أكدت رصد ارتفاع ملحوظ في عدد الحالات المسجلة من الأمراض المعدية بين المواطنين النازحين حيث تم تسجيل أكثر من 117 ألف حالة التهاب تنفسي حاد، وأكثر من 86 ألف حالة إسهال وجفاف حاد عند الأطفال دون سن الخامسة، وأكثر من 50 ألف حالة مرض جلدي، منها 26 ألف حالة جرب وتقمل، وأكثر من 2400 حالة جدري.