"الزراعة" و"الموارد المائية" تواصلان خطط التحول للري الحديث

خبراء: الحيازات الصغيرة والمحافظات الساحلية أبرز التحديات.. وزيادة الإنتاج متوقعة

  • 23
الفتح - الري الحديث أرشيفية

يحظى تحديث وتطوير منظومة الري الحقلي للأراضي المستصلحة، والقديمة التي تروى بالغمر في الوادي والدلتا باهتمام بالغ لدى مسؤولي وزارتي الزراعة والري، وفقًا لرؤية الحكومة وسياسة مصر الزراعية الهادفة إلى الحفاظ على المياه وبما يتماشى مع التغير المناخي وزيادة مستهدفات الزراعة والتركيب المحصولي للعديد من الأصناف والنباتات والمحاصيل للمساحة الزراعية في مصر.

وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية في مصر نحو 10 ملايين فدان 4 منها أراضٍ حديثة ومستصلحة بينما 6 ملايين فدان أراضٍ قديمة.

وجاء تنفيذ مشروع تحديث نظم الري الحقلي بالتوازي مع المشروع القومي لتأهيل وتبطين الترع وصيانة وتطهير المصارف والقنوات المائية، فيما تؤثر تحديات على نتائج المشروعين.

ونظرًا لأهمية هذا الأمر، اتجهت الحكومة إلى إطلاق مبادرة التحول إلى طرق الري الحديث سواء بالرش أو التنقيط أو المحوري، عبر قروض دون فائدة لمدة 10 سنوات.

ومن جهته، أكد رائف تمراز، وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب السابق، أهمية تحديث وتطوير نظم الري الحقلي، موضحًا أنه يزيد الإنتاجية الزراعية بنحو 30، كما يوفر في استخدام السماد والأيدي العاملة ويحد من انتشار الحشائش ويقلل التكلفة، يتم الري بالطرق الحديثة المحسنة باستخدام أنابيب وأدوات للري الحديث عبر محاور وتجهيزات وقنوات مدفونة للحد من عوامل التسرب الجوفي والبخر.

ولفت إلى أن طرق الري الحديث يمكن استخدامها في زراعات الخضر والفاكهة، والري بالرشاشات ويكثر استخدامه في زراعات البرسيم والقمح، أما الري بالحلقات فيستخدم بشكل أوسع في زراعات الموالح، مشيرًا إلى أن المساحات الصغيرة يمكن التغلب عليها بعمل وحدات من 10 إلى 15 فدانًا ويتحكم فيها نظام "سنسور"، بالتعاون مع الجمعيات الزراعية ومديريات الزراعة ومراكز الإرشاد الزراعي في كل محافظة.

أضاف تمراز، أن بعض الأراضي المستصلحة حديثًا تروى بالغمر، وهذا يؤثر على إنتاجية بعض المحاصيل مثل القمح، مضيفًا أن نظم الري الحديث ستحتاج إلى زيادة وعي وكفاءة الفلاح والمزارع ليكون جاهزًا للتعامل مع المنظومة الحديثة خصوصًا أصحاب المساحات والحيازات الصغيرة، وذلك بتنظيم دورات إرشاد زراعي.

وقال إن التحديات التي تواجه طرق الري الحديث تكمن في المساحات والحيازات الصغيرة في الوادي والدلتا، فضلاً أن المحافظات الساحلية والموازية للبحرين الأبيض المتوسط والأحمرفضلاً عن الأراضي الملاصقة والقريبة من البحيرات المالحة هذا يحتاج إلى مياه عذبة لخفض نسب ومعدلات ملوحة التربة وهو ما سيمثل عائقًا، لكن يمكن لكليات ومعاهد الزراعة ومراكز البحوث الزراعية أن تضع برامج خاصة تكون قابلة للتنفيذ على أرض الواقع للتغلب على هذا الأمر.


وتتبنى وزارتا الزراعة والري تنفيذ برنامج لتوعية المزارعين بأهمية التوسع في برامج تطوير نظم الري الحديث والمقنن بشكل عام للحد من هدر المياه والحفاظ عليها وترشيد استخدامها لمواجهة نقص وشح المياه، وكذلك التغيرات المناخية وذلك من خلال التوسع في إدخال أجهزة الرش والتنقيط الحديثة والتي بالفعل تم تطبيقها في العديد من المناطق المستصلحة والجديدة.

كما تهدف السياسة الزراعية إلى رفع كفاءة المرشدين الزراعيين، وتدريبهم على الطرق الحديثة الموفرة للمياه بالتعاون مع مراكز البحوث الزراعية بهدف التوصل إلى استنباط أصناف جديدة قصيرة العمر ومبكرة النضج تتماشى مع رؤية الدولة في إطار تعزيز الإدارة المتكاملة للموارد المائية وتطوير نظم الري بما يضمن الاستخدام الرشيد لتلك الموارد ويعظم الاستفادة من إنتاجية وحدات المياه.

ويرى الدكتور إبراهيم الوصيف، رئيس قسم المحاصيل بكلية الزراعة جامعة الأزهر الشريف، أن الري الحديث مهم وسيوفر مياه الري ومقررات المنظومة السمادية، كما يزيد من الرقعة الزراعية بالتوسع الأفقي.

وفيما يخص الاستهلاك المحصولي، ذكر "الوصيف" أن كل محصول له استهلاك مائي فالأرز على سبيل المثال شره لاستخدام المياه أيضًا الموز كذلك، وقصب السكر  حيث يحتاج الفدان الواحد ما بين 10 إلى 12 ألف متر مكعب مياه وهذا معدل كبير مقارنة بباقي الأصناف والمحاصيل الزراعية الأخرى، وهناك نظام حديث للري المطري لمحصول قصب السكر ويوفر جزءًا كبيرا من المياه المهدرة ويستخدم الآن في تجربة حديثة بمركز البحوث الزراعية، ويحسن إنتاجية المحصول فضلاً أن هناك نية للتحويل من قصب السكر والذي يزرع في الوجه القبلي إلى البنجر الذي يزرع في الأراضي القديمة والجديدة وهذا يوفر من استخدام المياه.

وقال الوصيف إن معظم المحاصيل التي تزرع على خطوط أو سطور أو مصاطب يستخدم معها الري الحديث، أما الزراعات التي تزرع بالبدار ممكن تنفع لها طرق أخرى مثل البفوت وذلك للساحات الشاسعة، كذلك يوجد الري بالرش وهذا تكلفته عالية، مشيرًا إلى أن الهدف من التحويل إلى الري الحديث توفير مياه الري والحفاظ عليها ومواجهة النقص الحادث لها.

وفيما يتعلق بطبيعة التربة والتغير المناخي خاصة المناطق المحاذية للشريط الساحلي، توجد تحديات من بينها تملح الأراضي والتربة في بعض المناطق المحاذية للبحرين الأحمر والأبيض والبحيرات المالحة في محافظات سيناء وبورسعيد والسويس والإسماعلية والشرقية والدقهلية والغربية وكفر الشيخ ودمياط والبحيرة والإسكندرية ومطروح أو ما تعرف باسم محافظات زمام السواحل رغم محاولات تحويلها من نظام ري بالغمر إلى ري بالتنقيط لكن تحتاج هذه المناطق إلى غسيل مستمر لإزالة الرواسب الملحية.

وحول أهمية الري الحديث والمقنن بشكل عام تشير بعض التقارير إلى أن الري بالرش يصلح لمختلف المناطق في الوادي والدلتا كما يصلح في الأراضي الصحراوية، حتى إذا كانت غير مستوية السطح، ويوفر العمالة ويرفع من كفاءة استخدام المياه، حيث إن متوسط كفاءة الري لهذا النظام 75%.