"إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر أين أقامك".. داعية يوضح الفرق بين الفرح المحمود والمذموم

  • 66
الفتح _ الفرح بطاعة الله

قال المهندس علاء حامد، الكاتب والداعية الإسلامي: المفترض أن العبد عندما يصلي يفرح، عندما يتصدق يفرح، فلو قال أحدهم "لماذا نفرح؟ والله عز وجل يقول: {إِِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص: 76]"، نقول: ليس هذا هو المقصود بالنهي عن الفرح، المقصود بالفرح في الآية، العُجب والخيلاء، أما الفرح بالله، هو الفرح أن الله وفقك لطاعته.

وميز "حامد" -في مقطع فيديو له- بين الفرح المحمود والفرح المذموم؛ فالفرح المحمود هو الفرح بالله، وأما الفرح المذموم فهو فرح العبد بنفسه، قال تعالى: {إِِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص: 76]، وقال في موطن آخر: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]، فعندما ينسب العبد العمل لنفسه فهذا فرح مذموم يؤدي إلى العُجب، أما الفرح المحمود هو أن ينسب العمل لله ويفرح بفضل الله عليه.

وأضاف: والعبد يفرح باختيار الله له لعمل الطاعة، فمثلًا استشعار نعمة الإسلام وأن هناك من على ملة الكفر لم يوفقه الله لهداية الإسلام، استشعار العبد أن الله اختاره لقيام الليل، وغيره لم يوفق للقيام، كم من شخص رأي فقير ولم يتصدق عليه، وربنا سبحانه وتعالى أوقع في قلب أحدهم الرغبة للتصدق عليه، كم من شخص لا يطلب علم وربنا سبحانه وتعالى رزقه بصحبة صالحة تذكره بطلب العلم وتشده إلى التحصيل والمتابعة، أكيد هذا اختيار من ربنا للعبد يشعره بالفرح، فرحة الطاعة.

وتابع "حامد": وكم من شاب عاصٍ لاهٍ بعيد عن طاعة الله يضيع وقته في المحرمات والشهوات، في حين مثلًا تجد مسلمة قذف الله حب النقاب في قلبها، فرحة به جدًا على الرغم من مهاجمة الكثير لها، فكم من صديقة لها خلعت الحجاب وترتدي ثياب غير شرعية، وهي ترتدي النقاب وهن يسخرن منها، هن ما زلن متربصن بالأفعال المحرمة من صداقات للشباب، وهي منّ الله عليها وقطعت كل علاقاتها المحرمة، والتزمت بطاعة الله، فحالها تكون سعيدة باختيار الله لها؛ لأنه قد يسول لها شيطانها فعل الحرام ولكن هداية الله وتوفيقه لها تمنعها.

ونصح الكاتب والداعية الإسلامي، الشباب بأهمية الحرص على طاعة الله، وأنها سبب في رفعته، قائلًا "إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر أين أقامك"، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَن سرَّهُ أن يعلمَ ما لَهُ عندَ اللَّهِ ، فلينظرْ ما للَّهِ عندَهُ» [الكامل في الضعفاء] إذا أقامك الله على طاعة فافرح فهذا مقامك عنده، وإذا ابتلاك بمعصية فاحزن فهذا مقامك عنده، قال الحسن البصري عن العصاة "هانُوا عَلَيْهِ فَعَصَوْهُ، ولَوْ عَزُّوا عَلَيْهِ لَعَصَمَهُمْ، وإذا هانَ العَبْدُ عَلى اللَّهِ لَمْ يُكْرِمْهُ أحَدٌ" .