الإيمان والتقوى سبب لجلب البركات.. "برهامي": مصائر الأمم والشعوب مرتبطة بأحوالهم وإيمانهم

  • 76
الفتح - الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية

قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية: إن الله -سبحانه وتعالى- جعل مصائر الأمم والشعوب مرتبطة بأحوالهم وإيمانهم، وأعمالهم وأقوالهم، فحسب ما يصنعون يفعل بهم -سبحانه-؛ فهو الذي بيده الأمر وبيده الملك، وهو الذي يخفض ويرفع، ويعز ويذل، مستشهدا بقوله تعالى:(﴿قُلِ ‌اللَّهُمَّ ‌مَالِكَ ‌الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [آل عمران: 26-27].

وأضاف "برهامي" - في مقال له بعنوان "تأملات في مسألة القدس (1)" نشرته جريدة الفتح-: أكثر الناس لا ينتبهون لذلك، ويظنون أن المال والعزة والسلطة هي التي تحدد الأمور، وهي التي تحدد مستقبل الدول والجماعات والطوائف؛ موضحاً، أن الحق الذي لا شك فيه أن هذا ابتلاء من الله -تعالى- لخلقه؛ لينظر: ماذا يصنعون إذا مكَّن لهم؟! قال -تعالى-: (﴿ثُمَّ ‌جَعَلْنَاكُمْ ‌خَلَائِفَ ‌فِي ‌الْأَرْضِ ‌مِنْ ‌بَعْدِهِمْ ‌لِنَنْظُرَ ‌كَيْفَ ‌تَعْمَلُونَ﴾ [يونس: 14]، وجعله -سبحانه- سنة ماضية لا تبديل لها، قال -تعالى-: ﴿فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ ‌تَحْوِيلًا﴾ [فاطر: 43].

وتابع: إن الكفر والفساد والكبر لا بد أن يكون عاقبته الذل والهوان، وتسليط الأعداء، وإن كانوا أكفر ممَّن فعل الفساد والعلو، ولكن يسلطهم الله -عز وجل- ثم ينتقم من الذين سلطهم إذا كانوا أهل فساد، متابعا: وأما أهل الإيمان والتقوى، فقال -سبحانه وتعالى-: (﴿وَلَوْ ‌أَنَّ ‌أَهْلَ ‌الْقُرَى ‌آمَنُوا ‌وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [الأعراف: 96]، مؤكداً على أن الإيمان والتقوى سبب لجلب البركات، ورفع المحن والابتلاءات، أما التكذيب والكسب والعمل السيئ؛ فمآله أن يأخذهم الله.

وتساءل نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية: كم مِن أمم سادت ثم بادت؟، وهذه آثارهم تعرفنا بمآلهم ومصيرهم؛ فأين قوم ثمود ومساكنهم إلى الآن؟ موجودة في الجبال منحوتة، تشهد بأنهم كانوا في القوة بما لم يمكن لغيرهم؛ فقد نحتوا الجبال نحتًا، وقوم ثمود قبل إبراهيم -عليه السلام-، وكذلك قوم عاد لا تزال ترى مساكنهم: (﴿فَتِلْكَ ‌مَسَاكِنُهُمْ ‌لَمْ ‌تُسْكَنْ ‌مِنْ ‌بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ﴾ [القصص: 58].