حرب غزة تعري العلمانيين والليبراليين وزاعمي "حقوق الإنسان"

دعاة: كشفت ازدواجية المعايير تجاه الإسلام والمسلمين.. وفضحت التواطؤ

  • 22
الفتح - أرشيفية

يقترب العدوان الصهيوني البربري على قطاع غزة من إتمام شهره الثالث، وسط صمت مطبق من دعاة الحرية وحقوق الإنسان، بل منهم من يعرقل وقف العدوان ويؤيد استمراره، كدليل واضح على الانهيار الأخلاقي لديهم، فيما يرى مراقبون أن هذه الازدواجية الغربية هي دليل واضح على زيف مزاعمهم ودعواتهم الباطلة، متسائلين: متى يدرك دعاة الليبرالية والعلمانية حقيقة الأمر ويرون الصورة كاملة؟

وفي هذا الصدد، أوضح الشيخ شريف الهواري، الأمين العام للدعوة السلفية، أن صمت هؤلاء الذين زعموا أنهم دعاة الحرية وحقوق الإنسان والمساواة على العدوان البربري على غزة طوال هذه الشهور بل وسعيهم نحو عرقلة وقف هذا العدوان، يعد دليلًا عمليًا على انهيار الأخلاقيات والقيم لدى هؤلاء القوم، موضحًا أن هذا ولا شك  من فضل الله عز وجل أن ظهر في هذه الأوقات العصيبة لينتبه أبناء هذه الأمة من الذين انخدعوا بشعارات القوم، وجروا خلفها ورفعوها ودعوا إليها بدعوى تطبيق هذه الشعارات -الحرية والمساواة وحقوق الإنسان– من خلال قواعد الليبرالية والعلمانية الهدامة؛ مضيفًا: "فالحمد لله أن ظهرت على حقيقتها من مروجيها ممن تبنوها ودعوا إليها وزعموها؛ فالحمد لله رب العالمين وإن كانت الأحداث مؤلمة غير أنها كشفت هذا".

ونوه الهواري في تصريحات لـ "الفتح" بأن كثيرًا من أبناء المسلمين أفاقوا من ارتباطهم بهذه الشعارات وبهذه الكلمات المعسولة المليئة بالخداع والمراوغة، وأن كثيرًا من أبناء المسلمين أعلن أنه انصدم في هؤلاء القوم، وهناك من تبرأ منهم واعتزلهم بعد أن تبين له زيف هذه الشعارات التي رفعوها، وأنهم لا يكيلون بمكيالين وحسب بل بمكاييل كثيرة.

وأكد أن هذا من المكاسب التي جاءت من الحدث المؤلم الذي آلم إخواننا في غزة وآلمنا، موضحًا أن هذا مصداقًا لقول الله تعالى: "لا تحسبوه شرًا لكم"، والحمد لله أن كشف هؤلاء القوم على حقيقتهم. 

وشدد أمين الدعوة السلفية على ضرورة أن يسعى المخلصون من أبناء هذه الأمة وأن يتحركوا لإقامة الحجة ولكشف هذا العوار وهذا الانحراف وهذا السقوط غير الأخلاقي لهؤلاء القوم تحذيرًا للناس منهم، موضحًا أن هذا الصمت المطبق من قبل دعاة الحرية والمساواة والليبرالية سيكون وبالًا عليهم، لا سيما أن هذا الصمت يأتي متبوعًا بالتدعيم المطلق لليهود والدفاع عنهم بل وعرقلة حتى من يطالب بوقف العدوان على المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ وفي المستشفيات وفي المدارس، فالحمد لله أن القوم سيفضحون وأن التاريخ سيسجل هذا عليهم؛ ليكون شاهداً على انحراف القوم وعلى قرب زوالهم بإذن الله تبارك وتعالى. 

بدوره، بيّن الدكتور أحمد رشوان، عضو الهيئة العليا لحزب النور، أن التيار العلماني والليبرالي له شقان، الأكبر منهم مسيس وله نوايا وتوجهات سياسية، لذلك هو يدرك ماذا يفعل وبماذا ينادي لكنه يتدثر دثار الليبرالية أو العلمانية، لافتًا إلى أن هذا النوع من هذا التيار يتبنى وينادي بكل ما هو عكس الصبغة الأخلاقية والدينية والوطنية الخاصة ببلدنا مصر، إذ إن هذا النوع موجه وكثير منهم تحركهم أيادٍ من الغرب. 

وأفاد رشوان في تصريحات لـ "الفتح" بأن هذا الشق يؤكد قول كثير من الناس بأن الليبراليين والعلمانيين هم أذناب الغرب، لافتًا إلى أن هذا الفريق التزم الصمت في هذه المحنة التي يعيشها أهل غزة لأنه غير قادر على الكلام، فضلًا عن أنهم لو تحدثوا لانكشفوا لذلك فإن كثيرًا منهم التزم الصمت التام، ومن تحدث منهم تحدث على استحياء. 

وأشار عضو الهيئة العليا لحزب النور إلى أن الشق الثاني وهو الجزء القليل منهم هم مغيبون وينخدعون بشعارات الحريات وحقوق الإنسان، وهذه الفئة أدركت الأمر ورأت الحقيقة، وكثير منهم عرف الآن أن الغرب وأمريكا ومن على شاكلتها من البلاد يستخدمون شعارات –بالقياس على أرض الواقع– هي شعارات كاذبة وخادعة ولا علاقة لها بالواقع من قريب أو بعيد.

من جهته، قال الدكتور وائل سمير، عضو الهيئة العليا لحزب النور، إن حرب غزة كشفت الازدواجية الغربية بل كشفت حقيقة الحضارة الغربية، وخلعت برقع الادعاءات الزائفة لحقوق الإنسان وحقوق الأطفال والنساء، وشعارات المساواة والحرية والإنسانية، وما يسمى زورًا بالدين الإبراهيمي؛ فلا سياسية إلا سياسة القوة، والمصلحة اليهودية الغربية، والسعي بشتى السبل في تحقيق أدنى انتصار لكي يخدعوا به أنصارهم ومؤيديهم.

وأوضح سمير في تصريحات لـ "الفتح" أنه ظهر لكل ذي عينين حقيقة هذه الحرب، مؤكدًا أنها حرب عقيدة ودين وليست مجرد حرب حدود، مشيرًا إلى أنهم لم يستحوا في أن يستعملوا الفيتو الأمريكي أمام رغبة قوى العالم أجمع في وقف هذه الحرب.

وتساءل عضو الهيئة العليا لحزب النور: أين دعاة القوى الليبرالية ودعاة حقوق الإنسان الذين صدعونا ليل نهار في اتهام بلاد المسلمين؟! وأين دعاة العلمانية والقوى المدنية الذين يستحي من أن ينتسب دستورها وشعبها بهويته الإسلامية أمام إعلان دولة إسرائيل بهويتها اليهودية ؟!

كما وجه سمير حديثه لدعاة التنوير والصدام وإسقاط المجتمعات في براثن الفوضى والتبعية الغربية، سائلًا إياهم: هل لم يعد واضحًا لكل ذي عينين عاقبة هذه المخططات الغربية التي تقوم على أشلاء المسلمين؟!.

وبيّن سمير أن حقيقة الأحداث في غزة تدعو الدول العربية والإسلامية إلى أهمية اجتماعها وتمسكها بهويتها الإسلامية، موضحًا أنه يتوجب على الشعوب أن تستيقظ من مخططات الإضعاف والتفتيت بالشهوات والملهيات تارة، وبالشبهات والجماعات المنحرفة تارة أخرى.