الربط بشركات التكنولوجيا المالية والصراف الآلي.. "إنستاباي" يسير على طريق التحول لبنك رقمي

  • 20
الفتح - أرشيفية

يشهد تطبيق "إنستاباي" الذي أطلقه البنك المركزي المصري إقبالًا كبيرًا من المستخدمين، حيث وصل عدد مستخدمي التطبيق إلى ما يزيد على 6.5 مليون عميل، كما شهد زيادة كبيرة في حجم المعاملات المنفذة من خلاله، كما بلغت 404 ملايين معاملة بقيمة 815 مليار جنيه في عام 2023.

وأعلن البنك المركزي إعفاء عملاء تطبيق "إنستا باي" من الرسوم على التحويلات المالية أو سداد الفواتير على جميع العمليات المالية التي تتم بالعملة المحلية بداية من عام 2024؛ ما سيزيد من الإقبال على التطبيق، ويجعله فرصة جيدة لشركات حلول التكنولوجيا المالية، فى حال ربطه بها وتقديم خدمات أكثر.

قال خبراء مصرفيون إنه حال إقرار البنك المركزى ربط البطاقات الخاصة بشركات حلول التكنولوجيا المالية  بتطبيق إنستاباى وكذلك العمل فى ماكينات الصراف الآلي لدى البنوك، فإن ذلك سيعد خطوة إيجابية نحو تعزيز الشمول المالى، والاندماج بالاقتصاد الرسمي وتوسيع نطاق الخدمات التى تقدمها هذه الشركات.

وأضافوا أن الخطوة ستسهل الوصول إلى الخدمات المالية لكل فئات المجتمع، بما فى ذلك التى لم تدخل بعد فى القطاع المصرفى وحصرهم.

بلغت نسبة النمو فى تحقيق الشمول المالى فى مصر نحو 160% ليسجل نحو 68% ، وفقًا لشريف لقمان، وكيل محافظ البنك المركزى للشمول المالي.

وتترقب شركات حلول التكنولوجيا المالية فى مصر صدور تعليمات رسمية من البنك المركزى بشأن إمكانية الانضمام إلى شبكة تطبيق إنستاباى، وسيكون ذلك من خلال تدشين إدارة داخلية للرقابة والإشراف على نشاط شركات التكنولوجيا المالية، على غرار البنوك، ما يسهم فى تقليص إجراء استخراج التراخيص لهذه الكيانات.

تسهيل السداد

قال محمد عبد العال، الخبير المصرفي، إنه فى حال ربط البطاقات الخاصة بشركات حلول التكنولوجيا المالية بتطبيق إنستاباى وأيضا باستخدام ماكينات الصراف الألي ستكون خطوة ممتازة، مشيرًا إلى أنها ستسهم فى تعزيز الشمول المالى فى مصر، وتسهل على كل العملاء السداد بالبطاقات.

وأكد أن "إنستاباي" ستظل الطريقة المفضلة للتحويلات المالية لفترة طويلة، والأكثر ثقة من العملاء وذلك لعدة أسباب، منها أن العمولات عند تطبيقها ستكون شبه رمزية وتم الاعفاء منها خلال العام الجاري، ما يجعلها خيارًا أكثر جاذبية للعملاء من الخدمات المنافسة كما ان لدية فرصة كبيرة ليكون بنكا رقميا.

وأضاف أن إنستاباي من أهم مشروعات البنية التحتية لنظم الدفع التي يرعاها البنك المركزي، لتكون بديلًا متكاملًا للمدفوعات النقدية، حيث تتيح كافة خدمات التحويلات للعملاء لحظيًا على مدار اليوم، مؤكدا أن أنستا باى أداة التحويل الرقمية الأكثر جاذبية، مُقارنة بالتحويلات النقدية التقليدية ، لأنها كانت الأسهل، الأسرع، والأدق، والأقل كلفة.

وقال إن ما استهدفه البنك المركزى لم يكن جديداً بل  كان صفحة فى استراتيجية مسايرته للتطور العالمى على مستوى المبادلات المالية والاقتصادية، واستخدام التطبيقات الإلكترونية التى من شأنها أن تحقق الأهداف القومية للشمول المالى،  وتُعبر عن  أهداف المجلس القومى للمدفوعات وأيضا تطبيقاً لما ورد فى قانون البنك المركزى والجهاز المصرفى من أهمية التوجه باقتصاد الدولة نحو الرقمنة. 

وأكد أنه لكى يحفز البنك المركزى والعملاء على استخدام التحولات النقدية التقليدية منها أو الرقمية مع جعل الأخيرة أكثر  جاذبية، وضع فى توجيهاته للبنوك، حزمة منوعة من الضوابط والمُحفزات تحقق  السرعة فى إنهاء  وتنفيذ تلك الحوالات، حيث وضع  حدود  زمنية  قصوى، مفصلة، لكل أنواع الحوالات، كما سمح بإمكانية  تقدم العملاء طلبات الحوالات الإلكترونية على مدى الأربع  والعشرين ساعة. 

وتابع أنه ضمن أيضًا أن تكون التحويلات الإلكترونية أرخص من مثيلتها التقليدية، وذلك عن طريق منح مميزات  تفضيلية للتحويلات الرقمية كإلغاء العمولات على الحوالات الواردة لطرف ثالث.

وفي إطار رؤية مصر 2030 لدعم التحول الرقمي، أصدر مجلس إدارة البنك المركزي المصري مجموعة من القرارات  بدأ تنفيذها من أول يناير الجاري، تتضمن استمرار  إعفاء العملاء من كافة المصروفات والعمولات الخاصة بخدمات التحويلات البنكية للأفراد التي تتم من خلال القنوات الإلكترونية الإنترنت والموبيل البنكي بالجنيه المصري، وكذلك الإعفاء من كافة المصروفات والعمولات الخاصة بخدمات التحويلات لعملاء المنظومة الوطنية للمدفوعات اللحظية.

رقمنة أنشطة الحوالات

وأكد أن هناك فرصًا متعددة أمام الجهاز المصرفي لتحقيق الأهداف المرجوة من رقمنة أنشطة الحوالات ، فالجهاز المصرفي يملك كل المقومات اللازمة لتحقيق خطوة كبيرة نحو المستقبل الرقمي فى كل المنتجات المصرفية بما فيها  الحوالات المصرفية،  سواء من حيث اتساع سوقها أو قيمتها ، إذ أن لديه ما يقرب من ١٠٤  ملايين مشترك فى خدمات الهاتف المحمول وبنسبة ٩٧ من عدد السكان، أكثر من 40%  منهم يستخدمون تطبيقات الانترنت، وقاعدة عملاء كبيرة محتملة،  فهناك نحو 33% فقط من المصريين يتعاملون حالياً مع الجهاز المصرفي، بينما  67% من المصريين هم خارج المنظومة المالية ، ويلاحظ بشدة مدى تجاوب البنوك فى الاستثمار في التوسع السريع في توفير النظم والتطبيقات اللازمة لتوفير الخدمات والمنتجات الرقمية للعملاء .

ولفت إلى أن تلك التوجيهات ومع توجه العملاء تدريجياً إلى استخدام التحويلات الرقمية بدلا من التحويلات التقليدية، سوف تتحقق جوانب إيجابية فى إطار السياسة النقدية ، منها  المساعدة فى تركز  السيولة النقدية  المتاحة،  لتنتقل إلى حسابات العملاء داخل البنوك،  لتكون فى اطار كمية وسائل الدفع الرسمية، وفى الحدود المخططة لتحقيق التوازن بين معدل نمو عرض النقود،  ومعدل النمو الاقتصادي . 

وأكد أنه لا يجب أن ننسى أيضًا أن استخدام الحوالات الرقمية فى ظل  تزايد استخدام التطبيقات المصرفية الرقمية المتوقع، من الممكن ان  يؤدى  نظرياً إلى  تقليص معدل إصدارات البنكنوت من حيث العدد والقيمة والتكلفة ، وفقا لرؤية وقرار البنك المركزي.

وأكد أن الهدف الرئيسي من إطلاق إنستاباي هو تسهيل إجراء المعاملات المالية الإلكترونية وتسريعها، يمكن للعملاء استخدامه لتحويل الأموال فوريًا بين الحسابات المصرفية والمحافظ الإلكترونية وبطاقات ميزة باستخدام هواتفهم المحمولة على مدار الأسبوع، مما يوفر سهولة أكبر فى استقبال وتحويل الأموال.

وتابع أن "إنستاباي" يعد التطبيق الأكثر انتشارًا فى مصر، حيث يستخدمه نحو 6.2 مليون عميل، ويوفر مجموعة واسعة من الخدمات المالية، بما فى ذلك التحويلات المالية، والدفع بالبطاقات، وشراء السلع والخدمات، وإدارة الأموال.

تقديم خدمات متنوعة

وقال أحمد شوقي الخبير المصرفي إن دخول شركات حلول التكنولوجيا المالية إلى المنصة سيتيح لها تقديم خدمات متنوعة وبالتالى يوسع نطاق استخدام منظومة إنستاباي، الأكثر شعبية وانتشارا في الوقت الحالي خاصة بعد اعفاء مستخدميها من دفع رسوم.

التكامل والترابط لادراج الشركات للاقتصاد الرسمي

ولفت إلى أن إنستاباي تعد منظومة متكاملة تخدم الجميع، وتتضمن خدمات مثل سداد الفواتير والمشتريات عبر الإنترنت، ما يتيح للمستخدمين إمكانية دفع الفواتير وشراء المنتجات عبر الإنترنت بسهولة، وضم كافة المعاملات لمنظومة رسمية تخدم الاقتصاد الرسمي وتحد من التعامل بالكاش الذى لا يمكن معرفة مصادره.

وأشار إلى أن النظام المالي يجب أن يكون مترابطًا ومتكاملًا بين الخدمات المصرفية والمالية غير المصرفية التي تشمل القطاعات مثل القروض الاستهلاكية ومعاملات التأمين، وبذلك يقدموا خدمات متكاملة ومتنوعة للعملاء بالتعاون بين الشركات والبنوك.

وقال إيهاب نصر وكيل مساعد محافظ البنك المركزي للعمليات المصرفية ونظم الدفع، في تصريحات سابقة، إن البنك المركزي المصري بصدد أيضاً إتاحة عمليات السحب النقدي من خلال ماكينات الصراف الآلي عبر تطبيق إنستا باي وإتاحة خدمات الدفع والقبول الإلكتروني من خلال رمز الاستجابة السريع.

وأشار إلى أن البنك المركزي المصري يعمل حالياً على مشروع ترميز بطاقات الدفع الإلكترونية على الأجهزة الذكية بالتعاون مع البنوك ومع مقدمي خدمات الدفع عالمياً مثل شركة "أبل باي" للانتهاء من عمليات الربط الفني المطلوبة لتفعيل خدمات ترميز البطاقات.

ويسمح التطبيق للمصريين العاملين بالخارج إمكانية التحويل من حساباتهم في البنوك المصرية، ويجري العمل حالياً على ربط تطبيق "إنستاباي" مع عدد من الدول. وارتفع عدد العمليات الشهرية للهاتف المحمول إلى نحو 85 مليون عملية، بإجمالي قيم معاملات تخطت الـ100 مليار جنيه بنهاية شهر يونيو.