داعية إسلامي: السلف الصالح كان حريصًا على إخفاء طاعته أشدّ من حرص أحدنا على إخفاء معاصيه

دياب: من يهتمون بأرشفة أعمالهم الصالحة والافتخار بها وإظهارها هم عكس ما كان عليه السلف الصالح

  • 40
الفتح - الداعية الإسلامي، مصطفي دياب

قال الداعية الإسلامي، مصطفي دياب: هناك كلمة رائعة وبشرى صالحة التي قالها عبدالله بن مسعود لتلميذه الربيع بن خثيم لما رأى من صلاحه واستقامته وعلمه وورعه وزهده وتقواه وإخلاصه؛ فقال له: (يا أبا يزيد لو رآك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأحبك، وما رأيتُك إلا ذكرتُ المخبتين)


وتسائل " دياب" عبر منشور له  على الفيس بوك: تُرى: لو رآك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأحبك ؟!
ولماذا يحبك؟ ومن أنت وماذا تفعل حتى يحبك؟. وأردف:  إن الربيع بن خثيم كان يصلي من الليل ويبكي بكاء من قتل قتيلاً وندم على قتله، ولما تراه أمه باكياً وتريد أن تهوِّن عليه يقول لها: بل قتلت نفسي .. يظن أنه قتلها بقِلّة إخلاصه وكثرة تقصيره وتلوثه بالذنوب والمعاصي، وهو ذلك العبد التقي النقي الورِع الصادق المخلِص الشاب الذي يعجبُ ربهُ منهُ إذ ليس له صبوة.

وأضاف الداعية الإسلامي: لو رآك لأحبك؛ لصِدقِك في قولِك وفعلِك، وصبرِك عن المعاصي وعلى الأقدار وعن ماحرم الله.. لو رآك لأحبك: فليكن عملُك في السر أعظم وأكثر من عملِك جهراً؛ فقد كان عمل الربيع كله سراً، وإن كان ليجيئُ الرجلُ وقد نشر المصحف فيغطيه بثوبه، لقد كان حرصهم على إحفاء طاعتهم أشد من حرص أحدنا على إخفاء معاصيه.

وحثّ "دياب" كل مسلم على التصدق بصدقة في الخفاء حتى لا تعلم شمالك ما تنفق يمينك، واجعل دائماً هدفك مرضاة الله والعمل لله وحده عزّ وجلّ؛ ينير الله لك الدرب، فإذا اطّلع الخبير على الضميرِ فلم يجد في الضميرِ غيرَ الخبيرِ جعل فيه سراجاً منيراً، إن أُناساً في عصرنا أصبحوا يهتمون بأرشفة أعمالهم الصالحة والافتخار بها وإظهارها، بخلاف ما كان عليه السلف الصالح (من استطاع منكم أن يكون له خبءٌ من عمل صالح فليفعل)

واستنكر مواقف البعض قائلا: وقد تري أحدهم وقد وقف أمام الكعبة ليأخذ صورة (سِيلفي) معها أو مع المقام، أو يطلب منك وأنت تطوف بالبيت أن تلتقط له صورة وقد رفع أكُفَّ الضراعة إلى الله أو صورة حال سجوده في حجر إسماعيل أو وهو ملتصق بالكعبة؛ تُرى: لو رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبه؟!
قال الفُضيل: إذا كان الله يسأل الصادقين عند صدقهم (لِّيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ) مثل إسماعيل وعيسى عليهما السلام؛ فكيف بالكذابين من أمثالنا؟!


وقرأ الفضيل قوله تعالى: (وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) فقال: اللهم إنك إن بلوت أخبارنا فضحتنا وهتكت أستارنا وأنت أرحَم الراحمين. وقال يحيي بن كثير: تعلّموا النية فإنها أبلغ من العمل.

وأوضح الداعية الإسلامي، أن الإخلاص باختصار  هو نسيان رؤية الخلق، بدوام النظر إلى الخالق" باختصار: "حركتك وسكونك في سرك وعلانيتك لله لا يمازجها شيئ، لا نفس ولا هوى ولا دنيا"، وقال ابن عباس: "إنما يُحفظ الرجُل على قدر نيته". مردفا" أما الأخ "الفيمص EL.famous": قال عنه ابراهيم بن أدهم: ما صدَق الله عبدٌ أحبَّ الشهرة.