برهامي: أحداث غزة أثببت للعقلاء أن شعارات "حقوق الإنسان" و"حرية الشعوب" عند الغرب أهون من أصنام العجوة

  • 67
الفتح - الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية

قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية: إن أحداث حصار غزة، قد فضحت حقيقة ما يسمونه: "بالشرعية الدولية"، وشعارات: "حقوق الإنسان"، و"الديمقراطية"، و"حرية الشعوب"، فضيحة لا تدع لعاقل شبهة في أن هذه الشعارات ليست إلا أصنام عجوة حين جاع الغرب الحاقد أكلها، بل هي عندهم أهون من ذلك.

وأضاف "برهامي" -في مقال له بعنوان "لا يرقبون في مؤمن إلّا ولا ذمة" نشرته جريدة الفتح-: فما ذنب شعب غزة المسلم إلا أنه اختار -حسب القواعد الديمقراطية- قيادة مسلمة فاستحق العقاب الجماعي والحصار الظالم الذي لا يتعرض له شعب على وجه الأرض بهذه الطريقة، والكل ساكت لا يحرك ساكنًا، في حين يعلن البرلمان الأوربي تقاريره عن مخالفة دول في المنطقة لحقوق الإنسان، متسائلاً: فهل اليهود فوق مستوى البشر فلا يُسألون؟ أم أن أهل غزة دون مستوى البشرية فلا "حقوق إنسان" لهم؟! وأظن أن جمعيات الرفق بالحيوان عندهم تعتبر ما يحدث منافيًا لحقوق الحيوان، لكن المشكلة أن من يتعرض للحصار هم من المسلمين، وهؤلاء القوم هم كما وصفهم الله -تعالى-: (لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاً وَلا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ) (التوبة: 10).

وتساءل "برهامي": فهل آن للمسلمين في كل مكان أن يعرفوا حقيقة عدوهم، وطبيعة الصراع بينهم وبين أعدائهم؟؛ ذلك أن كثيرًا من المسلمين إلى يومنا هذا ما زالوا يرون في الذئب راعيًا، وفي العدو حاميًا وحارسًا، وفي الولي عدوًّا محاربًا، فوقعت الفتنة والفساد الكبير الذي أخبر الله به إذا ضُيعت قضية الولاء والبراء، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) ﴿الأنفال: 73﴾، مشيرًا إلى أنه رغم قسوة الحصار وآلامه التي تعتصر قلوب كل المسلمين في الأرض؛ إلا أنه -سبحانه وتعالى- جاعل فيه خيرًا كثيرًا، وجاعل من بعده فرجًا ومخرجًا.

ووجه نائب رئيس الدعوة السلفية، رسالة لأهل غزة، قائلاً: أبشروا وأمِّلوا وارجوا كل خير، فيكفيكم شرفًا وعزة أن أسوتكم في مثل هذا الحصار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، حين حوصروا في شعب أبي طالب، وكذلك حين حاصرتهم الأحزاب ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ [البروج: 8]، ثم كانت عقب كلٍّ من الحِصارين أنواعٌ من الفرج والتمكين، والانطلاق لدعوة الحق؛ فأبشروا بنصر الله طالما صبرتم كما صبروا، واحتسبتم كما احتسبوا، وتوكلتم كما توكلوا، قائلاً لهم: (اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [لأعراف: 128].