رحب عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر، بطلب الإحاطة بالبرلمان حول انتشار "الدجالين والمنجمين" على القنوات الفضائية، مطالبا بمعاقبة أي إعلامي يستضيف الدجالين والمنجمين على شاشات التلفاز.
وأشار الأطرش في تصريحات لـ "الفتح" إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم "مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَةً" [أخرجه مسلم (2230)]، وعن أبي هريرة عن النبي قال: "من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد" [رواه أبو داود]، كما أشار إلى قول الله سبحانه وتعالى في محكم آياته: ( وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) (الأنعام 59)، لافتا إلى أن الغيب لله وحده وليس لأحد سواه، مستشهدا بقول الله تعالى: (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) (النمل 65).
وتساءل الأطرش مستنكرا:إذا أراد الله سبحانه وتعالى أن يعطي علمه يعطيه لمن؟ هل للملائكة الأطهار الذين لا عمل لهم إلا عبادة الله، أم يعطيه لجن، أم يعطيه للنبي صلى الله عليه وسلم أم يعطيه لباقي الناس الذين يأكلون من حرام ولا يميزون بين الحلال والحرام؟، لافتا إلى أن الله سبحانه وتعالى لما خلق ادم أبا البشر قالت الملائكة يا رب أتجعل فيها من يفسد فيها أي ما من شأنه الإفساد في الأرض وسفك الدماء؛ فرد الله على الملائكة وقال إني أعلم ما لا تعلمون، كما نعلم جميعا أن الجان المسخر لنبي الله سليمان لما قضى الله سبحانه وتعالى الموت على سليمان كان الجان يرون سليمان ماثل أمامهم متكئا على عصاه لكنهم لا يعلمون، مثلما جاء في قول الله تعالى: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) (سبأ 14)، وكذلك رسولنا صلى الله وسلم دخل غزوة أحد وقتل فيها عدد من أصحابه فهل كان يعلم ذلك؟ وكان يصلي في مكان فلدغه عقرب لو كان يعلم في هذا المكان عقرب كان يصلي؟، مردفا القول: إذا كان الله لم يعط علم الغيب للملائكة ولا للجان ولا للنبي صلى الله عليه وسلم أيعطيه لواحد من بني البشر ؟.
ونوه رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر إلى أن الدجل والكهانة يسيطر على أذهان بعض الناس الذين انساقوا وراءهم، لاسيما أن الإعلام أعطاهم الفرصة، موضحا أن الإعلام حينما يستضيف منجما على شاشة التلفاز فهو ينشر الفساد والإفساد بين المواطنين، مشيدا بطلب الإحاطة المقدم لمجلس الشعب حول هذه الظاهرة، كما طالب الأطرش بمعاقبة أي إعلامي يستضيف منجما أو دجالا وأن يعامل بحزم كل من يخالف ذلك، موضحا أنه لا يجوز للإعلام أن يستضيف أمثال هؤلاء، قائلا: أرجو من الإعلام أن يقف عند حده ولا يستضيف أمثال هؤلاء ولا يلعب بعقول البشر.