باكستان.. رغم القيود والاعتقالات وغياب عمران خان حزب الإنصاف يعد مؤيدية بالفوز

  • 11
الفتح - مسيرات لحزب الإنصاف بقيادة عمران خان قبل اعتقاله

يدخل حزب الإنصاف الباكستاني الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق عمران خان، الانتخابات البرلمانية المقررة 8 فبراير المقبل، في غياب خان والكثير من قيادات الحزب المسجونين، مع فرض قيود قضائية وسياسية عليه، ورغم ذلك يؤكد المتحدث باسم الحزب سعيه للفوز.

ويقضي عمران خان عقوبة بالسجن 3 سنوات منذ أغسطس الماضي بعد إدانته بتهم فساد مالي، ووفق المتحدث باسم الحزب، عبدالصمد يعقوب، يجري في نفس الوقت التحقيق معه في قضايا أخرى؛ حيث تم رفع 200 قضية عليه، ورغم أن آلافا من أنصار الحزب رهن الاعتقال، فإن الحزب يستعد للانتخابات، ويعقد الاجتماعات، ويقوم جميع المرشحين بحملاتهم الانتخابية.

وينافس الحزب على جميع مقاعد الجمعية الوطنية والمقاعد الإقليمية، وتم منح مرشحيه شعارات مختلفة من أجل تخفيف الضغط عليهم، والشعب لا يحتاج إلى شعار خاص بحزب عمران خان من أجل التصويت له، بل سيذهبون للجان ويعطون أصواتهم لمرشحي حزب الإنصاف.

ويشير خبراء باكستانيون إلى سكاي نيوز أن هناك عبارة شائعة جدا يقولها الناس لمرشحي دائرتهم الانتخابية، وهي أنه "ليس من الضروري أن تأتي لطلب التصويت، فالتصويت ينتمي إلى خان"، موضحين أن المؤسسة العسكرية تستخدم جميع الأساليب لتهميش الزعيم الأكثر شعبية في باكستان، عمران خان، كما رفض القضاء استخدام شعار "مضرب الكريكت" الخاص بالحزب في الانتخابات.

ورُفض ترشيح خان ومعظم قادة حزبه للانتخابات، ومُنع الحزب من تنظيم مسيرات، وقيدت وسائل الإعلام الخاضعة لرقابة شديدة تغطيتها لأنشطة الحزب المعارض؛ ما دفع حملة الحزب الانتخابية بأكملها إلى الإنترنت تقريبا، ورفضت مفوضية الانتخابات أوراق عشرات من مرشحي الحزب على مستوى البلاد، حسب وكالة "فرانس برس".

وخسر الحزب في وقت سابق هذا الشهر معركة في المحكمة العليا في البلاد للاحتفاظ برمزه الانتخابي وهو مضرب الكريكت؛ حيث كان عمران خان لاعبًا للكريكت، وبات يتعين على مرشحي حركة إنصاف اختيار رموز فردية.

وبعد إدانة عمران خان قضائيا، أصدرت لجنة الانتخابات الباكستانية قرارها بمنع رئيس الوزراء السابق من ممارسة العمل السياسي لخمس سنوات، وتمنع القوانين في باكستان أي شخص تثبت إدانته من الترشح لأي منصب عمومي لفترة تحددها لجنة الانتخابات، وقد تصل إلى 5 سنوات كحد أقصى من بداية صدور الحكم بالإدانة.

وحُكم على خان بالسجن لثلاث سنوات، بتهمة بيع هدايا منحت للدولة بطريقة غير قانونية بعد أن حصل عليها هو وعائلته خلال فترة ولايته من عام 2018 إلى 2022، بينما ينفي خان ارتكابه هذه المخالفات، كما حُكم على عمران خان أول أمس بالسجن لمدة 10 سنوات، وأصدر القضاء الباكستاني أمس حكم إضافي عليه هو وزوجته بالسجن لمدة 14 عام.

وُلد خان عام 1952 بمدينة لاهور في إقليم البنجاب شمالي البلاد، ودرس في جامعة أكسفورد، واحترف رياضة الكريكت في باكستان، وفاز ببطولة العالم؛ وبات بطل شعبي، واستفاد من شعبيته في تأسيس حزب الإنصاف عام 1996، وتعرض للاعتقال لمواقفه المعارضة للسلطة.

وأصبح حزبه عام 2013 في المركز الثالث بين الأحزاب حصولا على الأصوات في الانتخابات، وتقدم حتى وصل زعيمه عمر خان لرئاسة الوزارة عام 2018، وقعت خلافات شديدة بينه وبين أحزاب معارضة، انتهت باتفاق المعارضة في البرلمان على عزله، وهو ما تم في أبريل 2022.

من وقتها وهو يقود احتجاجات ومظاهرات في الشارع؛ رفضا لعزله، ومطالبة بانتخابات مبكرة على أمل أن تعيده للسلطة، تتخللها أحيانا أعمال عنف، ووُجهت له عشرات التهم، من بينها الفساد والخيانة العظمى وبيع هدايا ممنوحة للدولة، ويقضي حكما بالسجن 3 سنوات في سجن "أتوك" سيئ السمعة، وقدم محاموه التماسا لنقله منه؛ بدعوى أنه لا يليق بمكانة خان.