• الرئيسية
  • الأسرة والطفل
  • لماذا ينشرون الفواحش؟.. "أحمد الشحات" يوضح الأسباب التي تدعو أوروبا والغرب لنشر المنكرات وخاصة الشذوذ بداية من سن الطفولة

لماذا ينشرون الفواحش؟.. "أحمد الشحات" يوضح الأسباب التي تدعو أوروبا والغرب لنشر المنكرات وخاصة الشذوذ بداية من سن الطفولة

لأن العلم في الصغر كالنقش على الحجر أراد الغرب أن يبدأ المشوار من أوله حتى لا يكون هناك ممانعة من أي نوع أو تنمر بأي شكل على السلوك الشاذ المنحرف

  • 66
الفتح - أرشيفية

قال المهندس أحمد الشحات، الكاتب والمفكر الإسلامي: قديما قالوا العلم في الصغر كالنقش على الحجر، وقد كان فهمنا لهذه القاعدة فهمًا سليمًا بريئًا، خلاصته: أنه لابد من تربية النشء في سنوات عمرهم الأولى، على المثل والأخلاق وتعاليم الدين؛ لأنها السنوات الذهبية للتعلم، ومرور هذه السنوات بدون تعلم، يُصعب من مهمة التربية والتعليم بعد ذلك، بل ربما يجعلها مستحيلة.

وأشار "الشحات" -في منشور له عبر صفحته الشخصية على"الفيس بوك"- إلى أن كل المؤسسات والهيئات كانت تحاول أن تستثمر في الأطفال قبل أن تمر هذه المرحلة الذهبية، فنشأت المدارس لتعلم الأطفال مبادئ العلوم التي يبنون عليها بعد ذلك ما يحصلونه من شتى صنوف العلم والمعرفة، أما المؤسسات الدينية والمساجد فكانت تهتم بإنشاء المقارئ والكتاتيب وحلقات تحفيظ القرآن استثمارًا لقوة الحفظ في تلك المرحلة العمرية، وقد كان الأزهر حتى وقت قريب، في عهد شيخ الأزهر الأسبق الشيخ جاد الحق -رحمه الله- يطالب الأطفال بختم القرآن كاملًا في نهاية الصف السادس الابتدائي.

وأضاف: أما من لم تظهر له ميول علمية من البداية، فقد كان يتوجه إلى تعلم حرفة أو صنعة يدوية منذ الصغر أيضًا؛ حتى يشب وهو ممسك بفنيات الصنعة عارف بأصولها، حتى الفتيات الصغيرات كن يتعلمن الحياكة والطبخ وغيرها من المهارات المنزلية في الصغر.

وتابع "الشحات": أما الترفيه، فكانت أفلام الكرتون في معظمها تسعى لغرس قيم وسلوكيات حميدة، على ألسنة الطير والحيوانات، وتمثيل المواقف المختلفة من أطفال في نفس أعمارهم، حتى يقلد الأطفال هذه السلوكيات الإيجابية؛ وبالتالي كانت هذه الأفلام وسيلة ترفيهية وتربوية في نفس الوقت.

ولفت إلى أن ما ذكره آنفًا، كان وقت أن كان العالم يعيش في حالة طبيعية تتكون فيه الأسرة من أب وأم وأطفال، أما اليوم فقدر الله علينا أن تصبح دول أوروبا هي قاطرة العالم، وهي التي تتحكم فيه بكل أدوات التحكم الناعمة والخشنة، مشيرًا إلى أن المشكلة الكبرى أن القاطرة التي تقود أوروبا ذاتها، هي السعار الجنسي، والحرية المفرطة، التي تسارع الخطى نحو الهاوية، وتستعجل الهلاك والدمار على شعوبها وشعوب العالم.

وأوضح "الشحات" أن الأسباب التي تدعو أوروبا والغرب إلى نشر الفواحش والمنكرات في العالم، وخاصة الشذوذ، يمكن إجمالها فيما يلي:

1- قامت أوروبا يوم أن قامت على تعظيم مبدأ الحريات بكافة أنواعها وألوانها، وترى أن هذا هو أعظم انتصار قدمته للبشرية، وبالتالي لديها حساسية مفرطة تجاه أي تحجيم للحريات لأي مبرر ديني أو أخلاقي أو غيره.

2- أوروبا أصبح لديها رهاب من الوصاية الدينية بشكل عام وفوبيا من الإسلام بشكل خاص، أما رهاب الدين فسببه ما عانته أوروبا في عصورها المظلمة من التسلط الديني والطغيان الكنسي، أما الفوبيا من الإسلام فبسبب أن الإسلام صاحب حضارة عريقة ومنظومة شاملة لإدارة شئون الحياة، وبالتالي فهو منافس شرس لحضارتها وخطر داهم على مستقبلها.

3- عدم سهولة التخلي عن الشهوات والملذات المفتوحة، خاصة بعدما ألفوها واعتادوا عليها، وأصبحت موجودة بشكل مباشر في كل مناحي الحياة.

4- الجنس أصبح له عائد مادي ضخم، وأصبح تجارة تدر الملايين.

5- وهناك نقطة أخرى تفرق بين الشذوذ وغيرها من صور الممارسات الجنسية العادية، أنها ممارسات تعفيهم من صداع أولاد الزنا وأطفال الملاجئ وعمليات الإجهاض وغيرها من مخلفات وجود الإباحية؛ ولأن الشذوذ ممارسة جنسية لا يترتب عليها وجود أولاد، فهي بذلك مفضلة اقتصاديا للحد من النسل وتقليص أعداد البشر التي تؤثر زيادتهم في زعمهم على مستوى الثراء والرفاهية للباقين.

ولفت إلى أنها تدفع شركات إنتاج أفلام الأطفال لتحويل أبطال هذه الأفلام إلى شخصيات شاذة؛ من أجل الوصول إلى مرحلة التطبيع الكامل والتام مع هذه الفواحش في كل ثغر وثقب في العالم؛ حتى لا يبقى صوت يواجه أو يعارض أو يمانع؛ حتى تبقى الحضارة قائمة في خيالهم المريض وتفكيرهم العاجز. 

واستطرد الكاتب والمفكر الإسلامي: ونتيجة لحرصها الشديد والمبالغ فيه على نشر هذه القاذورات، أرادت أن تبدأ المشوار من أوله حتى لا يكون هناك ممانعة من أي نوع، أو رفض بأي صورة، أو تنمر بأي شكل على هذا السلوك الشاذ المنحرف، فبدأت بالأطفال وبما يهتمون به من ألعاب وأفلام كرتونية وحلوى، من أجل القبول بأحط ما وصلت إليه حضارة الغرب من سفول وانحطاط.