موضحًا أنواعه وفضله وحرص السلف عليه.. "محمود عبد الحميد": العلم النافع هو المنتقى من كتاب الله وصحيح سنة رسوله ﷺ

  • 37
الفتح - محمود عبد الحميد، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية

قال محمود عبد الحميد، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية: إن العلم النافع هو العلم الذي يكون سببًا لصلاح العبد في الدنيا والآخرة، وهو العلم المنتقى من كتاب الله وصحيح سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو العلم الذي يقوم به الدين، ويتحقق به منهج المرسلين، ويرتفع به شأن الآخِرِين كما ارتفع به شأن الأولين، وهو الذي به حياة القلوب من الجهل، ومصباح البصائر في الظُلَم، والذي هو سبب في رقي الأمة وسموها وعلوها، والذي يشكل الأمن والأمان للأمة من أن تتردى في مهاوي الردى، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الله لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا، يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ وَلكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا" [متفق عليه].

وأضاف "عبد الحميد" -في مقال له بعنوان "السلفيون.. وطلب العلم النافع"-: العلم النافع هو الذي به صلاح القلب بمعرفه الله -سبحانه وتعالى- وأسمائه وصفاته وأفعاله، وعظيم حقه، ومعرفة الحلال والحرام، والأوامر والنواهي، ومعرفة العبادات متى تصح ومتى تبطل، ومعرفة شئون المعاد، وما يكون للإنسان بعد موته من البعث والجزاء، والحساب، والجنة والنار، والصراط، والميزان، فإن العلم النافع تتوقف الحياة الحقيقية عليه، وهو النور؛ لتوقف الهداية عليه، فلا روح ولا حياة إلا بالعلم النافع المنتقى من الكتاب والسنة، ولا نور ولا هداية إلا بالاستفادة بهما، قال تعالى: {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ} [غافر: 15].

وأوضح أن تعلم العلم على نوعين:

- النوع الأول: فرض على الأعيان، لا يعذر أحد بتركه، وهو: تعلم ما يستقيم به دينه، وتصلح به عقيدته وصلاته وزكاته وصيامه وحجه وعمرته.

- النوع الثاني: ما زاد عما ذكرنا كأحكام المعاملات والمواريث والأنكحة والقضاء، فهذا تعلمه واجب على الكفاية، إذا قام به من يكفي؛ سقط الإثم عن الباقين، وإن تركه الكل؛ أثموا، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ" [رواه ابن ماجه، وصححه الألباني]؛ ولذلك دعا السلف الصالح إلى تعلم هذا العلم.

وأشار عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية إلى قول معاذ -رضي الله عنه-: "تعلموا العلم؛ فإن تعلمه لله خشية، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، وهو الأنيس في الوحدة، والصاحب في الخلوة، والدليل على الدين، والصبر على البأساء والضراء، به يرفع الله أقوامًا فيجعلهم في الخير قادة سادة هداة يقتدى بهم، أدلة في الخير يقتفى أثارهم، به يبلغ العبد منازل الأبرار والدرجات العلى، والتفكير فيه يُعدَل بالصيام، ومدارسته بالقيام، به يُعبَد الله -عز وجل-، وبه يوحَد، وبه يمجَد، وبه يُعرَف الحلال والحرام، وبه توصَل الأرحام، وهو إمام والعمل تابعه، يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء".