أوضح الدكتور محمود عمارة، الخبير التربوي، أن مِن خصائص مرحلة الطفولة ما يسمَّى بـ"الهوية الجنسية"، وهي أن أفراد كل جنس يفضِّلون اللعب وتكوين الصداقات مِن أبناء جنسهم، فالبنين مع البنين، والبنات مع البنات، مشيرًا إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد حثَّ على الاستفادة مِن هذا الأمر الفطري، فقال مؤكِّدًا: "وفرقوا بينهم في المضاجع" [رواه أبو داود، وحسنه الألباني].
وأشار "عمارة" في مقال له بعنوان "همسات تربوية (2) (طفل المرحلة الابتدائية)" نشرته جريدة الفتح- إلى أن المستفاد تربويًّا مِن ذلك أن يسعى المربي إلى تعزيز هذه الخاصية في نفوس الأولاد مِن خلال التأكيد اللفظي والتصريح المتكرر في مواقف عدة، أن هذا هو الصواب؛ أن يلعب البنين مع البنين، والبنات مع البنات، ويكرر هذا الأمر كثيرًا، لا سيما في مرحلة الطفولة الأخيرة (الصف الرابع والخامس والسادس الابتدائي) حتى يستقر ذلك المعنى في نفوسهم، وحتى يسهل التوجيه في مرحلة المراهقة والتي تنعكس فيها هذه الخاصية، فيرغب البنين في تكوين علاقات مع البنات، والعكس.
ولفت إلى أنه إذا رأي المربي ولده يلعب مع مجموعة مِن البنات وهو في مرحلة الطفولة، فإن ذلك قد يسبب له إزعاجًا والحقيقة أن هذا السلوك لا يمثِّل قلقًا في هذه المرحلة، وما عليه إلا أن يوجِّه برفقٍ ولينٍ، لكن إذا سمع المربي أو رأى مِن ولده أو ابنته ما يثير الدهشة في الميل الى الجنس الآخر أو التعبير بكلمات الحب والغرام في مرحلة الطفولة، فينبغي أن نراجع نحن -الآباء والأمهات- سلوكياتنا أمام أبنائنا، فقد تكون الأسرة هي مَن غرستْ ذلك في نفوس وعقول الأبناء، وذلك مِن خلال أشيا، منها:
- مشاهده الأفلام والمسلسلات.
- السماح للأولاد بمتابعة أفلام الكرتون التي لا تخلو مِن قصص الحب والغرام، بل والمشاهدات المخلة أحيانًا والصور العارية.
- حديث الأم مع صديقاتها أمام أولادها تحكي مواقف واقعية أو درامية عن اختلاط الرجال بالنساء.
وشدد الخبير التربوي على أنه يجب علينا أن ننتبه جيدًا لما يشاهده أولادنا ويسمعونه، ليستمتعوا ببراءة طفولتهم وفطرتهم التي فطرهم الله عليها.