عاجل

أعظمها الإخلاص والاحتساب.. "داعية" يوضح المعينات القلبية على التعبد في شهر رمضان

  • 33
الفتح - الدكتور أحمد حمدي، الداعية الإسلامي

قال الدكتور أحمد حمدي، الداعية الإسلامي: من المعينات على التعبد في رمضان بعض العبادات القلبية، هذه المعينات ترجع إلى عدة أمور، أولًا: الإخلاص، وهو من أعظم العبادات القلبية، النية الجازمة. وكذلك فإن الاحتساب هو الذي يعين الإنسان على التعبد، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "منْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" [متفقٌ عَلَيْهِ]، موضحًا: من صام رمضان إيمانًا واحتسابا بمعنى يحتسب ثواب هذا العمل، مثل ما كان السلف يقولون "إنى أحتسب على الله نومتي كما أحتسب على الله قومتي"، أي يستحضر النية في كل عمل.

وأضاف "حمدي" -خلال كلمته في الندوة التي نظمتها الدعوة السلفية بمصر بعنوان "انطلاقة قلب جديد في رمضان"- أن المرء يبلغ بنيته ما لا يبلغ بعمله، فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِنما الْأَعمال بِالنِّيات وإِنما لِكل امْرِئ ما نوى" [صحيح البخاري]، والنيات هي تجارة العلماء، والنيات تحول العادات إلى عبادات؛ فمثلًا شخص عادته أن يذهب لجدته أو خالته أو عمته حتى يأخذ منها مصروفا عندما يذهب إليها تعطيه مالا، وآخر يزورها صلة للرحم، فرق كبير بينهما، مع أنه نفس العمل ونفس المجهود، ولكن النية هي الفارقة سيأخذ ثوابا لو كانت نيته صلة الرحم.

وتابع: قال ابن القيم -رحمه الله-: قال بعض السلف "ما من فعلة وإن صغرت إلا ينشر لها ديوانان: لم؟ وكيف؟"، أي "لم فعلت؟ وكيف فعلت؟"، مستطردًا: (لم) تسأل عن النية، و(كيف) تسأل عن متابعة السنة، وإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا وصالحًا صوابًا، خالصًا يرتجى به وجهه، وصوابًا ما كان موافقًا للسنة، قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110]، العمل الصالح هو الموافق للسنة، {وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} هو الخالص لوجه الله الكريم.

وأشار "حمدي" إلى أهمية استحضار النوايا في كل أعمالنا وأهمية الاحتساب، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من سألَ اللَّهَ الشَّهادةَ صادقًا بلَّغَه اللَّهُ منازلَ الشُّهداءِ وإن ماتَ علَى فراشِه" [رواه أبو داود، وصححه الألباني]، فهذا مات على فراشه ويبلغه الله منازل الشهداء؛ لأن ربنا يعلم من قلبه أنه فعلًا -إن لم يوجد معوق- كان سيجاهد في سبيل الله -عز وجل- وهناك أثر عن الحسن البصري -رحمه الله- أنه قال "ليس الإيمان بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل"؛ فالصدق يظهر في التصرفات العملية، والأسباب التي يأخذها قبل العبادة، فالاستعداد والأخذ بالأسباب عملية تدل على صدق النية، وإن لم تفعل هذا الكلام، سيكون عبارة عن أماني، مثل: من يقول نفسي أكون طالب علم، نفسي أكون داعية، نفسي أكون متعبد، هذه كلها مجرد أماني لو لم تخطط لها، فلا بد أن تأخذ بالأسباب، وتبدأ في عمل جدول، وتنظم بين المذاكرة والدراسة وبين الاعتكاف، وبين المذاكرة والدراسة وبين العبادة، من عنده هم حقيقي، صدق حقيقي في قلبه، كلامه وأفعاله توافق الأقوال، باطنه مثل ظاهره، وهذا هو مدار الإخلاص والصدق مع الله سبحانه وتعالى.

وأردف الداعية الإسلامي قائلًا: والاحتساب يهون العبادة، كل ما الإنسان ينظر إلى مقدار الثواب المترتب تهون المشقة، كل ما تنظر إلى مقدار الثواب المترتب تهون المشقة، من يُذكر نفسه إنه سيدخل من باب الريان يُهون عليه الصيام، عندما يذكر أنه حين يصلي ركعتين في جوف الليل أو لو ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، فجزاؤه أن يظله الله تحت العرش يوم لا ظل إلا ظله، ويعدد أنواع الثواب والحسنات والدرجات التي سترتب على الفعل الذي يفعله يهون عليه مشقة العبادة، وعندما أقول لشخص لو ذاكرت بجدية وحصلت على الدرجة الفلانية، ستدخل كلية الطب التي يتمناها مثلًا تهون عليه المذاكرة، الهدف الذي تريد الحصول عليه يهون عليك مشقة التعب والآمال.