الزراعة الذكية.. خطوات سريعة لمنع تفاقم أزمات الغذاء

تكلفة أقل وإنتاجية أكبر.. ومختصون: لا نملك رفاهية الوقت

  • 18

برزت أهمية الزراعة الذكية كإحدى وسائل سدّ فجوة الغذاء العالمية، خاصة مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وما نجم عنها ارتفاعات قياسية وغير مسبوقة في أسعار الغذاء والطاقة، وذلك أملاً في زيادة المساحات المزروعة وزيادة إنتاجيتها بمعدلات مثالية.

وتكشف إحصائيات البنك الدولي أن أكثر من 250 مليون شخص يواجهون خطر المجاعة بسبب الاضطرابات والحروب وأن سبع دول على شفا المجاعات.

وأفاد تقرير للبنك الدولي أن العام السابق 2023، كان الأعلى خلال السنوات السبع السابقة، مدفوعًا بتأثير التغيرات المناخية على الانتاج الزراعي، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة الغذاء بشكل مطرد منذ تفشي كوفيد -19، مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية العالمية إلى أعلى مستوى لها منذ 10 سنوات قبل الحرب الروسية الأوكرانية.

وسلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء في تقرير، الضوء على أهمية الزراعة الذكية وتحقيق التنمية المستدامة، موضحًا أن أبرز مزايا تطبيق الزراعة الذكية، تقليل المدخلات، وتعظيم الاستفادة من أجهزة التحكم الذاتي والاستشعار عن بعد في إدارة المزارع وتقليل استهلاك المياه، وتطوير طرق الري، ومشاركة القطاع الخاص، وتفعيل التقنيات الحديثة في المزارع، وتطويع الحيازات الكبيرة، مع الاستفادة من الحيازات الصغيرة بما يتناسب معها من أفكار وأطروحات قابلة للتنفيذ، وفقًا لما يسمى برقمنة الخريطة الزراعية قدر المستطاع، مع تحديد السياسات الزراعية الأكثر كفاءة في استهلاك المياه، مع وضع خريطة تتماشى مع المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء وليكن ذلك في إطار خطة التحول الرقمي، مع الاستجابة من تجارب الدول الناجحة في هذا الأمر.

وعن سبل تعزيز الوسائل الحديثة للزراعة، أكد الدكتور سعد زكريا أستاذ بكلية الزراعة جامعة كفر الشيخ، أنه يمكن للوسائل الحديثة زيادة إنتاجية الفدان، من خلال عدة طرق على رأسها توفير كمية التقاوي المستخدمة، وانتظام عملية الزراعة بدقة، وهو ما يساعد على حساب إنتاجية المحصول بشكل متقارب، كما يسهم في تكثيف عملية الزراعة بشكل منتظم، كما يمكنها حساب عدد الشتلات وكمية التقاوي التي توضع في الجورة الواحدة، وكذلك دقة وانتظام العمليات الزراعية.

وأوضح أن عمليات الحصاد الآلي يمكنها التقليل من كمية الهدر، باتباع غربلة وتنقية المحصول من الشوائب خاصة للمحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والذرة والأرز، وهو ما سيؤدي إلى حصاد المحصول بشكل سريع ومنظم، إضافة إلى قلة التكلفة والجهد.

وعن المساحات الواسعة في المناطق الجديدة، أفاد "زكريا"، بأن الأمر لم يصبح رفاهية بل هناك ضرورة للتغلب على فجوة الغذاء، كما أن استخدام الطرق الحديثة والميكنة أقل تكلفة وتلوثًا للبيئة.

ولفت إلى أن التوسع الآلي يؤدي إلى سرعة التجميع والحصاد ويفيد التربة من حيث التجهيز ويسهم ذلك في رفع المكافحة ويقلص الإنفاق مقارنة بالعمالة اليدوية.

وفيما يخص الصوامع، أوضح "زكريا" أن المشروع القومي للصوامع حدّ من مشكلة الهدر، التي كانت موجودة سابقًا وساهمت في تحقيق أهداف التوسع بزراعة المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح.

وناشد وزارة الزراعة استجلاب آلات لحصاد الزيتون والبطاطس والبنجر، بما يشجع على التوسع في زراعتها وسد العجز في سلع السكر والزيوت بصفة عامة.

ونوه بأن كليات الهندسة الزراعية لديها مشروعات بحثية يمكن الاستفادة منها، مشددًا على ضرورة دعم الأبحاث العلمية من خلال وضع خطة استراتيجية لها، وتسليط الضوء على الخطط البحثية لكي تلبي احتياجات المجتمع.

أما الدكتور أشرف كمال، أستاذ الاقتصاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية، فأكد أن الزراعة الحديثة تسهم في زيادة المساحات وتقليص الفجوة الغذائية، وذلك من خلال تحسين وتطوير الأصناف قليلة المكث في التربة والمتحملة للإجهاد البيئي في نفس الوقت، أو استخدام الأسمدة الكيمائية والمبيدات بالمعدلات المثلى.

وأوضح أستاذ الاقتصاد الزراعي أن الزراعة المحمية جزء رئيسي من الزراعة الحديثة، وهي مهمة وتتيح توفير المساحة الأرضية، والمياه بنسبة خمسة أضعاف ما توفره الزراعة التقليدية، كما أنها تتيح استخدام المقاومة الحيوية، وجودة أعلى في حالة التصدير للأسواق الخارجية.

ولفت "كمال" إلى أن من بين طرق الزراعة الحديثة تطوير أصناف للزراعات شرهة المياه خصوصًا محاصيل الأرز وقصب السكر، والموز، مشيرًا إلى أنه بالفعل توجد أصناف عالية الإنتاجية وقليلة المكث في التربة، وأبرزها الأرز.