للرد على من يسعى إلى تشويه صورة مصر.. تقرير يوثق جهود القاهرة لدعم الفلسطينيين والأشقاء في قطاع غزة

  • 49
الفتح - أرشيفية

سلط تقرير بحثي الضوء على جهود مصر لدعم الفلسطينيين والأشقاء في قطاع غزة، موضحًا أن مصر تضع ولا تزال القضية الفلسطينية منذ نكبة 1948 في مقدمة أولوياتها، ودائمًا ما كان الشأن الفلسطيني أهم ملفات السياسة الخارجية المصرية.

وأوضح تقرير مركز "رواق" للأبحاث والدراسات أن موقف مصر ثابت من القضية الفلسطينية، ويؤكد ذلك واقع الحروب التي خاضتها مصر من أجل أرض فلسطين والعمق التاريخي والجغرافي بين مصر وفلسطين؛ ففي مراحل تاريخية كانت مدينة غزة تحت الحكم المصري كما كانت “إيلات” المحتلة مدينة مصرية، ولم يتوانَ أي صانع قرار مصري عن تقديم كامل المساندة والعون لحقوق الشعب الفلسطيني العادلة في إنهاء الاحتلال الصهيوني وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف.

واستعرض التقرير الذي جاء بعنوان "غزة.. ماذا قدَّمت مصر للفلسطينيين منذ بداية العدوان الصهيوني على القطاع بعد طوفان الأقصى؟" الجهود المصرية في دعم فلسطين وغزة، مستشهدًا بأن مصر دائمًا ما كانت الطرف الذي يتدخل لوقف العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين وتتوسط لتقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية وترعى مصر الحوار الفلسطيني – الفلسطيني وتتم استضافته في القاهرة في جولات متكررة بهدف مساعدة الفصائل على تحقيق الوفاق الفلسطيني وتشكيل موقف وطني موحد، ورغم أن للقاهرة باعًا طويلًا في دعم أشقائها الفلسطينيين منذ أن وطأت أقدام الاحتلال الصهيوني الأراضي الفلسطينية حتى باتت القضية الفلسطينية من ثوابت القضية الفلسطينية؛ إلا أننا سنكتفي بذكر ما قدمته مصر للفلسطينيين في قطاع غزة والقضية الفلسطينية منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى يوم الـ7 من أكتوبر 2023.

وبين التقرير أن اهتمام مصر بقطاع غزة ودعم القضية الفلسطينية جاء عبر عدة صور واتجاهات منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع في 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن، وكان بدايتها في إدانة العدوان الصهيوني والإصرار على الحق الفلسطينية في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أراضيهم المحتلة ورفض التهجير أشكاله ومقترحاته وحق الفلسطينيين في أراضيهم، وإجراء عشرات الاتصالات واللقاءات في القاهرة وخارجها مع الزعماء والقادة العرب والأوروبيين، والإدارة الأمريكية تؤكد على الرفض القاطع للتهجير، وعقد الرئيس السيسي قمة القاهرة للسلام بحضور العديد من دول العالم والمنظمات الأممية ممثلة في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، كما وفرت القاهرة آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية والغذائية للقطاع، ولم تكن أبدًا سببًا في تأخيرها، بل ضغطت كثيرًا لعبورها وفتح منذ اليوم الأول للعدوان معبر رفح، ورفضت سياسات العقاب الجماعي التي تنتهجها إسرائيل ضد أهالي غزة، من تجويع وتهجير وحصار وقطع كهرباء ومياه واتصالات والدفع للتهجير القسري.

كما استقبل مطار العريش آلاف الأطنان من المساعدات لإدخالها من خلال معبر رفح، وجهزت مصر واستقبلت آلاف الجرحى والمصابين من الفلسطينيين ومزدوجي الجنسية داخل مستشفيات العريش، وأقامت مستشفى ميداني داخل معبر رفح، كما تحركت القاهرة دبلوماسيًّا أكثر من مرة أمام مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل وقف العدوان وإدخال المساعدات، ونجحت القاهرة ومعها الدوحة في إقامة هدنة إنسانية في نوفمبر توقف فيها القصف وتبادل الطرفان الأسرى، واليوم تسارع القاهرة خطواتها من أجل منع العدوان الصهيوني على أكثر من مليون ونصف المليون نازح فلسطيني في رفح، وأكدت في أكثر من تصريح أن قصف رفح يهدد بتعليق مصر اتفاقية السلام، وتستقبل القاهرة وفودًا إسرائيلية وقطرية وفلسطينية وأمريكية من أجل إتمام هدنة أكبر قد تمتد لنصف عام على 3 مراحل تشهد وقف كامل لإطلاق النار، وعدة خطوات تنتهي بوقف كامل للعدوان.

كما وثق التقرير جهود ومساعي الدولة المصرية من أجل دعم أشقائها الفلسطينيين في ظل ما يتعرضون له من شتى أنواع المأساة في قطاع غزة، وبيان ضغوطها لوقف العدوان على المدنيين من النساء والأطفال، ورفع المعاناة والإجرام الصهيوني اليومي عنهم، وتسطير التحركات المصرية سياسيًّا ودبلوماسيًّا ومخابراتيًّا؛ لوأد ما يحاك بأهالي قطاع غزة من مخططات تهجير وإبادة، وتصفية للقضية الفلسطينية العادلة.

وسعى تقرير "رواق" البحثي للرد على كل من يسعى إلى تشويه صورة القاهرة وطمس جهودها ومحاولاتها لرفع العدوان ودفع المعاناة عن أهل غزة وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية منذ اليوم الأول للاعتداءات الصهيونية وحتى اللحظة عبر معبر رفح الذي لم يغلق ولو لساعة واحدة في وجه المساعدات وعبور العالقين والجرحى والرعايا الأجانب، فضلا عن أن التقرير رصد كيف سخَّرت مصر قدراتها -بما هو مستطاع ومتاح في ظل الضغط الغربي المضاد والدعم الأمريكي للاحتلال والأوضاع الاقتصادية في مصر- للخروج من الوضع الراهن الذي يعيشه الفلسطينيين في القطاع، ووقف إطلاق النار، وإنهاء الحرب.