داعية إسلامي: للصيام درجات ثلاث مَن استكملها استكمل الصيام ونال أجره كاملًا

  • 17
الفتح _ شهر العتق من النار

قال الدكتور علاء بكر الداعية الإسلامي: أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم مِن ذنبه، وقد ذكر الفقهاء أن الصوم هو الامتناع عن المفطرات مِن طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس مع النية، ولكن ينبغي التنبُّه إلى أن هذا التعريف للصيام لا يكفي وحده لنيل الأجر المرجو مِن الصيام إلا بإضافة درجتين أخريين معه؛ فللصيام درجات ثلاث مَن استكملها استكمل الصيام، ونال أجره كاملًا؛ وإلا فلا.

وأضاف "بكر" في مقال له بعنوان "كمال الصيام والعتق مِن النار" نشرته جريدة الفتح، فالحد الأدنى مِن الصيام: الامتناع عن المفطرات مِن دخول الفجر الصادق إلى غروب الشمس مع النية، فمَن جاء به سقط عنه به فرض صيام ذلك اليوم، فلا يؤمر بقضائه بعد رمضان، ولكن هذا لا يكفيه لنيل أجر صيام اليوم حتى يضم إليه الدرجة الآتية.

وأشار " بكر" إلى الحد الأوسط من الصيام: وتكون بأداء الواجبات الشرعية اليومية المأمور بها، و ترك المحرمات المنهي عنها، فلا يقع الصائم في المعاصي الصغيرة أو الكبيرة، فإن المخالفات الشرعية تنتقص مِن أجر الصيام، بل قد تضيع الكبائر أجر الصيام بالكلية، فمَن جاء بهذا الحد الأوسط مِن الصيام نال أجره، وهو مغفرة ما تقدم مِن ذنبه، كما ورد في الحديث.

وأوضح "بكر"  الحد الأعلى مِن الصيام، ويكون باجتهاد الصائم بعد أداء الواجبات وترك المحرمات في الازدياد مِن أنواع الطاعات المستحبة والمندوبة في ليله ونهاره، مِن صلاة النوافل المؤكدة وغير المؤكدة، وصلاة التراويح والتهجد، وقراءة القرآن، والتصدق بالمال والطعام، ومساعدة الفقراء والمحتاجين، والوقوف مع اليتامى والأرامل، ومدارسة القرآن والسُّنة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بآدابه وضوابطه، والالتزام بآداب الصيام و أخلاقه، والقيام بحقوق الأهل والأولاد، وصلة الأرحام، إلى آخر ذلك مِن الأعمال المقربة مِن الله -تعالى- التي ينال بها العبد رضا الله -تعالى- ومحبته.

وأكد الداعية الإسلامي على أن هذا هو الحد مِن الصيام الذي يؤهل الصائم لأن يكون بفضل الله ورحمته ممَن يعتق الله -تعالى- رقبته مِن النار في شهر رمضان، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ" (رواه الترمذي، وصححه الألباني)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: "إِنَّ للهِ عُتَقَاءَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لِكُلِّ عَبْدٍ مِنْهُمْ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ" (رواه أحمد، وصححه الألباني). يعني في رمضان.