مفندًا أهداف الميليشيا الحقيقية.. باحث لـ"الفتح": مصر المتضرر الرئيسي من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر

  • 140
الفتح - بايدن والحوثيين

قال أسامة الهتيمي الصحفي والباحث في الشأن الإيراني، إنه لا شك أن حدث غرق السفينة البريطانية روبيمار في البحر الأحمر ليس حدثًا عاديًا رغم المناوشات التي تجري في هذه المنطقة منذ عدة أسابيع، موضحًا أن المخاطر المترتبة على تسرب ما تحمله هذه السفينة من مواد كيمائية سامة لا يقل خطرًا عن كارثة الخزان "صافر" الذي تدخلت الأمم المتحدة العام الماضي لنقل حمولته إلى سفينة أخرى وهو ما دعا العديد من الجهات من بينها الحكومة اليمنية الشرعية إلى توجيه نداءات واستغاثات للمجتمع الدولي للتدخل الفوري للحد من حجم الكارثة المحتملة على كل من الحياة البحرية والبرية أيضا.

وأكد الباحث في تصريح لـ"الفتح"، أنه سواء كان الحوثيون هم المسئولون عن الاستهداف الذي أدى إلى غرق السفينة أم طرف آخر بحسب زعم ميليشيا الحوثي فإن الانعكاسات السياسية والأمنية لغرق هذه السفينة سيمتد لفترة طويلة إذ من المرجح أن تكون هناك ردة فعل على غرق السفينة عبر استهدافات أمريكية وبريطانية جديدة ومكثفة ضد الحوثيين الذين سيقومون بدورهم بالتصعيد في البحر الأحمر ما يعمق من أزمة الملاحة في البحر الأحمر لتكون مصر أحد أهم المتضرريين من هذا التصعيد الذي من المتوقع أن يتسبب في انخفاض أكبر وأشد مدخولات مصر من العملة عبر قناة السويس.

ونبَّه الهتيمي إلى أنه ثمة مسألة أخرى تتعلق بالأهداف الخفية لما يحدث في البحر الأحمر إذ لا يمكن غض الطرف عن أن هناك أطرافًا دولية أخرى مستفيدة من تعطيل الملاحة في  باب المندب وقناة السويس في إطار الصراع بين القوى الدولية الكبرى حول مد النفوذ والسيطرة كما أنه ليس من المستبعد أن يكون التصعيد في البحر الأحمر محاولة إيرانية  لتطبيع العلاقات مع مصر كون أن القاهرة تدرك طبيعة العلاقة الوثيقة بين طهران والحوثيين ومن ثم فإن بمقدور إيران الضغط على الحوثيين لوقف هجماتهم على السفن المارة بالمضيق وهو الاحتمال الذي يدعمه محاولات إيران الحثيثة لإنشاء قاعدة عسكرية لها على البحر الأحمر في السودان.

وتابع: "كذلك فإن من التحديات المحتملة لهذا التصعيد ما أشارت إليه منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" في تقرير لها بشأن تفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي في اليمن خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة المقبلة على الأقل من العام الجاري وهو ما يضاعف من الماسأة الإنسانية لليمنيين الذي يعيشون أسوأ كارثة منذ العام 2015 الأمر الذي يقلل بشكل أو بآخر من فرص أي عملية سياسية تستهدف إنهاء الصراع في اليمن.

وأردف: "بطبيعة الحال لا تنحصر التداعيات الغذائية لتأزم الموقف في البحر الأحمر على اليمن فقط بل ستمتد إلى العالم كله وسط توقعات بارتفاعات كبيرة في الأسعار حيث تضاعفت تكلفة شحن السفن الخاصة بنقل البضائع أربع مرات تقريبا نظرا لخضية أصحاب شركات النقل من السير في البحر الأحمر فضلا عن انخفاض نقل البضائع بنسبة 30%".