ما حكم أن أخرج فدية الصيام كلها مقدمًا في الأسبوع الأول مِن رمضان أو في وسط رمضان عن 30 يومًا؟ هل هذا يجوز أم يلزم أن أخرج كل يوم بيومه؟
أجاب الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، -في فتوى له عبر موقع "صوت السلف"- قائلاً: الظاهر جواز الإخراج دفعة واحدة في بداية رمضان، مثل تقديم الزكاة -زكاة المال والعروض مثلا- عن موعدها، والأحوط -خروجًا مِن الخلاف- إخراجها بعد أن يُفطِر؛ فإما أن تكون يومًا بيوم، أو بعد أسبوع يخرج لسبعة مساكين، أو بعد الشهر يخرج لثلاثين مسكينًا.
أما زكاة الفطر؛ فالراجح أنها لإغناء الفقراء يوم العيد؛ فلا يصح تعجيلها إلا بيوم أو يومين كما هو ثابت عن الصحابة -رضي الله عنهم-، فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: "فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى العَبْدِ وَالحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ" (متفق عليه). وقال البخاري -رحمه الله- في صحيحه: "وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- يُعْطِيهَا الَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا، وَكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الفِطْرِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ".
وعن حكم تأخير القضاء أو الفدية إلى رمضان مِن العام التالي، سأل سائل:
هل يلزم الشيخ الكبير العاجز عن الصيام، وكذا المريض الذي لا يُرجى برؤه إخراج الفدية قبْل رمضان الآتي؟
وأجاب "برهامي": فيلزم مَن عليه فدية -أو قضاء- أن يخرجها قبْل أن يأتي عليه رمضان مِن العام التالي، ولا يجوز تأخيرها.
وعن هل لها تأخير إخراج فدية الفطر في رمضان إلى حين موسم الحصاد، سأل سائل:
امرأة كانت تفطر في رمضان لأجل الحمل، وستطعم عن كلِّ يوم مسكينًا، فهل يجوز لها تأخير الإطعام لحين توفر الطعام عندهم، حيث اقترب موسم حصاد القمح، وهي ستخرج دقيقًا أو حبوبًا، فتريد أن تنتظر للحصاد لتوفره بكثرة عندها، وإن كان عندها الآن، لكن ليس بالكثير، فهل هذا يجوز أم لا؟
وأجاب "برهامي": فلا حرج في تأخير الفدية إلى ما قبل رمضان القادم، وكلما كان ذلك مبكرًا كان أبرأ للذمة، لكن هي لها ذلك إلى قبل رمضان القادم.
اقرأ أيضا:
هل يجزئ إخراج فدية رمضان والكفارات في شنط رمضان؟ وما حكم إخراج فدية الصيام بنية الفدية والصدقة عن الأموات؟ تعرف على الحكم الشرعي