البرتغال.. فوز المعارضة اليمينية في الانتخابات التشريعية

  • 9
الفتح - لويس مونتينيغرو يحتفل أمام أنصاره في لشبونة

فازت المعارضة من يمين الوسط في الانتخابات التشريعية في البرتغال أمس الأحد، بعد ثماني سنوات من حكم الاشتراكيين، بحسب تقديرات للنتائج بثتها القناة التلفزيونية العامة "آر تي بي".

وأقر زعيم الحزب الاشتراكي الذي يمثل يسار الوسط في البرتغال بيدرو نونو سانتوس بهزيمته في الانتخابات البرلمانية. وهنأ سانتوس التحالف الديمقراطي الذي يمثل يمين الوسط بالفوز الذي جاء بهامش ضئيل للغاية.

وقبل ثلاثة أشهر من الانتخابات الأوروبية، أكد هذا الاقتراع في البرتغال أن اليمين المتطرف آخذ في الصعود في جميع أنحاء القارة العجوز، كما أظهر الناخبون الإيطاليون والهولنديون.

وكانت الدولة الواقعة في شبه الجزيرة الإيبيرية واحدة من الدول القليلة في أوروبا التي يقودها اليسار حتى مطلع نوفمبر عندما استقال الاشتراكي أنطونيو كوستا بعدما تولى السلطة لثماني سنوات، وتخلى عن الترشح لولاية أخرى بعد أن ورد اسمه في تحقيق في قضية استغلال نفوذ.

وبحسب تقديرات النتائج التي بثها تلفزيون "آر تي بي"، فاز التحالف الديمقراطي (يمين الوسط) بزعامة لويس مونتينيغرو (51 سنة) بما يراوح ما بين 29 و33% من الأصوات، لكنه لن يتمكن من تشكيل غالبية بمفرده.

وكان يأمل مونتينيغرو بالتعويل على حزب "المبادرة الليبرالية" الذي حصل على 5 إلى 7% من الأصوات بحسب تقديرات النتائج، غير أن الحزبين لن يصلا معًا إلى غالبية 116 نائبًا من أصل 230 مقعدًا.

وكان لويس مونتينيغرو وهو أستاذ قانون وبرلماني مخضرم قد استبعد تشكيل حكومة بدعم من اليمين المتطرف.

ويحل الحزب الاشتراكي الذي حصل على غالبية مطلقة في الانتخابات التشريعية السابقة في يناير 2022 مع نتيجة 41.4%، ثانيًا مع 25 إلى 29% من الأصوات.

أما نسبة المشاركة المقدرة بما بين 32 و38% بحسب التقديرات، فهي الأدنى منذ عام 2005. وقال زعيم التحالف الديمقراطي لويس مونتينيغرو بعد التصويت في إسبينيو قرب بورتو (شمال)، "أشعر بالهدوء والتفاؤل".

أما القوة السياسية الثالثة منذ انتخابات عام 2022 التي فاز فيها الحزب الاشتراكي بغالبية مطلقة، فهو حزب "كفى" (تشيغا) المناهض للنظام بقيادة أندريه فينتورا (41 سنة). وحصل على 14 إلى 17% من نسبة الأصوات بحسب التقديرات.

ورجحت استطلاعات الرأي التي أجريت قبل الانتخابات أن يكون اليمين بأكمله المكون من أحزاب: (العمل الديمقراطي، وتشيغا، والمبادرة الليبرالية) ضمن الغالبية في البرلمان المقبل.

من جهته، دعا بيدرو نونو سانتوس الوزير السابق من الجناح اليساري للحزب الاشتراكي، البرتغاليين أمس الأحد إلى التصويت بكثافة حتى تستمر البلاد في المضي قدمًا.

وركز الشعبوي أندريه فنتورا حملته الانتخابية على اتهام الحزبين الرئيسين الوسطيين اللذين يتقاسمان السلطة منذ قيام النظام الديمقراطي، بأنهما "وجهان لعملة واحدة يجب محاربتهما".

وأدلى أستاذ القانون والمعلق الرياضي السابق المعروف بهجماته المعادية للأجانب، وخصوصًا الأقلية الغجرية، بصوته ظهرًا في إحدى مدارس العاصمة. وقال أمس الأحد: "مع كل التغيرات الاجتماعية والديموغرافية والاقتصادية يشعر البرتغاليون بأن عليهم التصويت، وأن لديهم رأيهم في الخيارات السياسية".

ورحب فنتورا مساء أمس بـ"نتيجة تاريخية" لحزبه في الانتخابات، مؤكدًا أنه متوفر لتقديم حكومة مستقرة للبرتغال مع غالبية يمينية قوية.

ورغم إصلاح الموارد المالية العامة، ونمو يفوق المتوسط الأوروبي، وبطالة في أدنى مستوياتها- تضرر أداء الحكومة الاشتراكية بسبب التضخم والخلل في الخدمات الصحية والمدارس، بجانب أزمة سكن حادة.

تضاف إلى ذلك فضائح فساد أدت في نهاية المطاف إلى سقوط أنطونيو كوستا وتضاعف عدد المهاجرين في خمس سنوات، وهما موضوعان واعدان لليمين المتطرف.