قال الدكتور أحمد رشوان الداعية الإسلامي: جاء في الجزء الثاني من القرآن الكريم في سورة البقرة، بدأ الربع الأول بقوله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [البقرة142]، ها نحن في ثاني يوم بعد ما أتممنا الصيام، وصلينا بالأمس القيام، وآيات تحويل القبلة، سبحان الله وكأنها إشارة من الله عز وجل أن رمضان والصيام والقيام فيه فرصة لتحويل القبلة، تحويل القبلة من الغفلة إلى اليقظة، ومن البعد إلى القرب من الله عز وجل.
أضاف "رشوان" في مقطع فيديو له عبر صفحته الشخصية: الله عز وجل يقول للنبي ﷺ {قدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ}، الله سبحانه وتعالى يرى تقلب الأوجه، ويرى تقلب القلوب، ويرى حالنا، ويسمع دعائنا، فندعو الله عز وجل أن يحول قبلتنا من الغفلة إلى الطاعة، ويجعل رمضان هذا رمضان خير علينا وعلى الأمة جميعًا.
أشار الداعية الإسلامي، إلى أن الله سبحانه وتعالى أنزل آيات تبرد قلوبنا على إخواننا في غزة نسأل الله جل وعلا أن يفرج عنهم ما هم فيه، قال تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ} [البقرة154] بل نحن الأموات حقيقة وليسوا هم، نحسبهم والله حسيبهم فيما نراه منهم من صبر، فإن أمرهم عجيب قمة في الثبات، متابعًا، كنا نتكلم عن الصحابة والتابعين وتابعي التابعين وثباتهم، الآن أصبح عندنا نماذج ثبات عجيبة الشكل، في الواقع الذي نحياه ونعيشه.
أوضح "رشوان" أن شهر رمضان هو شهر القرآن وفيه أُنزل كل الكتب السماوية كما صح ذلك عن النبي ﷺ، منوهًا عن فضل الدعاء مستشهدًا بقول الله تعالى: {وإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة186]، حيث أرشد إلى أن كل الآيات في سورة البقرة فيها سؤال للنبي "يسألونك" والجواب "قل" يسألونك عن الخمر، الأهلية، المحيض، اليتامى، يأتي الجواب من الله "قل"، إلا في الدعاء الله سبحانه وتعالى ذكر الإجابة "فإني قريب" فالله سبحانه قريب فلا تجعل بينك وبينه واسطة.