• الرئيسية
  • مواد مميزة
  • من بلغتهم دعوة الإسلام ولم يقبلوها لا ينجون من عذاب الله ولو ادعوا الإيمان بغيرها.. شيخ الأزهر السابق يبين ضلال مساوات الملل في كتابه

من بلغتهم دعوة الإسلام ولم يقبلوها لا ينجون من عذاب الله ولو ادعوا الإيمان بغيرها.. شيخ الأزهر السابق يبين ضلال مساوات الملل في كتابه

  • 181
الفتح - الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر السابق

يظن البعض أن الشرع يسوي بين الملل، وأن مآل الجميع في النهاية إلى الجنة، مستندين في هذا الفهم الباطل، والقول العاطل إلى آية: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 62].

ومن البيان الواضح الجلي للآية، ما سطره الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق، في كتابه "تفسير الوسيط" [1/ 202-203].

وجاء في الكتاب:

قال الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق: ((والإيمان المشار إليه في قوله- تعالى-: مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ. إلخ، يفسره بعض العلماء بالنسبة لليهود والنصارى بمعنى صدور الإيمان منهم على النحو الذي قرره الدين الحق، فمن لم تبلغه منهم دعوة الإسلام، وكان ينتمى إلى دين صحيح في أصله بحيث يؤمن بالله واليوم الآخر ويقدم العمل الصالح على الوجه الذي يرشده إليه دينه، فله أجره على ذلك عند ربه.

أما الذين بلغتهم دعوة الإسلام من تلك الفرق ولكنهم لم يقبلوها فإنهم لا يكونون ناجين من عذاب الله مهما ادعوا بأنهم يؤمنون بغيرها، لأن الشريعة الإسلامية قد نسخت ما قبلها والرسول صلّى الله عليه وسلّم يقول: «لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي» .

ويفسرونه- أي الإيمان- بالنسبة للمؤمنين المشار إليهم بقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا.. على أنه بمعنى الثبات والدوام والإذعان، وبذلك ينتظم عطف قوله- تعالى-: وَعَمِلَ صالِحاً على قوله آمَنَ مع مشاركة هؤلاء المؤمنين لتلك الفرق الثلاث فيما يترتب على الإيمان والعمل الصالح من ثواب جزيل، وعاقبة حميدة.

وبعض العلماء يرى أن معنى مَنْ آمَنَ أى: من أحدث من هذه الفرق إيمانا بالنبي صلّى الله عليه وسلّم وبما جاء من عند ربه، قالوا: لأن مقتضى المقام هو الترغيب في دين الإسلام، وأما بيان من مضى على دين آخر قبل نسخه فلا ملابسة له بالمقام، فضلا عن أن الصابئين ليس لهم دين تجوز رعايته في وقت من الأوقات))... إلى قوله: ((والمعنى: إن هؤلاء الذين آمنوا بالله عن تصديق وإذعان، وقدموا العمل الصالح الذي ينفعهم يوم لقائه، هؤلاء لهم أجرهم العظيم عند ربهم، ولا يفزعون من هول يوم القيامة كما يفزع الكافرون، ولا يفوتهم نعيم، فيحزنون عليه كما يحزن المقصرون)). التفسير الوسيط لطنطاوي (1/ ٢٠٢- ٢٠٣).