• الرئيسية
  • منوعات
  • آفاق دعوية
  • "محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان".. بسيوني: القرآن الكريم أكد أن المرأة العفيفة لا يجوز لها أن تتخذ صديقًا من الرجال

"محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان".. بسيوني: القرآن الكريم أكد أن المرأة العفيفة لا يجوز لها أن تتخذ صديقًا من الرجال

  • 128
الفتح - سورة النساء

أشار المهندس سامح بسيوني الكاتب والداعية الإسلامي، إلى قول الله عز وجل: "وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ۚ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُم ۚ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۚ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ (25)" سورة النساء.

وأوضح الداعية في تصريح لـ"الفتح" أنه لما بين الله عز وجل في سورة النساء أصناف النساء المحرمات في النكاح والتي لا يجوز أن يتزوج الرجل منهن، بين الله عز وجل بعد ذلك أنه أحل للرجال ما وراء تلك الأصناف من الحرائر العفيفات، مضيفًا:

"ثم قال الله عز وجل بعد ذلك في هذه الآية التي بين أيدينا ﴿وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ﴾ ، أي ومن لم يجد سعة من المال من أن ينكح الحرائر العفيفات، فله أن ينكح الإماء المملوكات المؤمنات وجعل لذلك شروطًا في الآية منها أن ينكحوهن بإذن أهلهن، وأن يؤتوهن أجورهن بالمعروف -أي يدفعوا لهن المهر المتعارف عليه-، وأن يكن "محصنات" أي عفيفات، و "غير مسافحات" أي غير زانيات، و"لا متخذات أخدان" أي غير متخذات للأخلاء والأصدقاء من الرجال، فإن هذه الصداقة هي رسول الزنا وسبب للوقوع في الفاحشة".


وبين الداعية أن الله عز وجل جعل الأصل في نكاح الحرة أن تكون عفيفة، وجعل الشرط كذلك أيضا في نكاح الأمة، مؤكدًا أن الله حذر عزوجل في نكاح الأمة -والتي هي أقل من الحر في المنزلة- من تلك التي تتخذ أصدقاء من الرجال، مضيفًا: "فما بالنا بالحرة العفيفة"!.

وأكد بسيوني أن المرأة العفيفة لا يجوز لها أن تتخذ صديقا من الرجال، وأنه ليس هناك صداقة بريئة بين الرجل والمرأة أو بين الشاب والفتاة، فإن فتنة النساء على الرجال من أشد الفتن كما قال صلى الله عليه وسلم: "ما تركت فتنة أشد على الرجال من النساء"،  وكما بين الله عز وجل أن شهوة الرجل للمرأة تكون شديدة، وأن نظر الرجل للمرأة المحرمة عليه لا تكون في الغالب  إلَّا بشهوة مزينة له، كما قال سبحانه وتعالى: "زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ (14)" سورة أل عمران.

وتابع: "فالله عز وجل جعل أول الشهوات شهوة النساء، وقد أمر الله عز وجل من أجل ذلك بغض البصر للرجال والنساء جميعًا فقال تعالى: ﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ (31) سورة النور".

وتساءل الكاتب كيف بعد ذلك يستقيم لفتاة حرة عفيفة أن تتخذ صديقًا لها أو أن تخلو برجل بحجة الحب أو الدراسة أو العمل أو حتى بحجة التعرف على بعضهم البعض لعله يقوم بخطبتها؟؛ مضيفًا: "فتضع نفسها في موضع الفتنة التي قد توقعها في الزنا بمثل هذه الصداقة المحرمة التي يسعى البعض الآن إلى تسهيلها وتهوينها في نفوس الفتيات والشباب بفتاويهم الشاذة التي  تسارع بشباب الأمة في ركاب النموذج الغربي والعياذ بالله".

وشدد بسيوني على أن العجب العجاب أن تجد من يسوغ الصداقة بين الشاب والفتاة بشرط العفاف، متسائلًا: "فأي عفاف يكون بعيدًا عن سياج الشرع والدين وأوامر الله الذي خلق الخلق وهو أعلم بأحوالهم وأحوال قلوبهم ونظراتهم ونياتهم، وقد جعل الله عز وجل سياجًا محكمًا حول ذلك الأمر حفظًا لعفة المؤمنات وصيانة الأعراض كما بينا عاليه من آيات، وكما حذر النبي صلى عليه وسلم: "ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان"، مضيفًا: "وصححه ابن حبان والحاكم، وقد بين الإمام المناوي في شرحه لهذا الحديث ذلك في قوله: "(إلَّا كان الشيطان ثالثهما)، أي بالوسوسة وتهييج الشهوة ورفع الحياء وتسويل المعصية حتى يجمع بينهما بالجماع أو فيما دونه من مقدماته التي توشك أن توقع فيه.

وسأل الداعية الله السلامة لنا، والهداية لهؤلاء الذين يسوغون ويهونون مثل تلك العلاقات بين الشباب والفتيات التي تهدم سمعة البنات، وتُضَيع الشباب وتُسهم في إشاعة الفواحش في المجتمعات الإسلامية، مضيفًا: "وليحذر هؤلاء المسوغين لمثل هذه العلاقات من عقوبة ذلك كما حذرنا الله: ﴿إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون‏﴾".

وأكد بسيوني أن الله يعلم بما يصلحنا ويصلح مجتمعاتنا ونحن عبيد له لا نعلم بخبايا نفوسنا ولا ما هو أصلح لنا، ولا نحتاج أن نسير نحو ثقافة غيرنا مما هدمت معاييرهم الأخلاقية وانهارت قيمهم، ودمرت العفة في مجتمعاتهم وهم لا يشعرون.