• الرئيسية
  • منوعات
  • آفاق دعوية
  • منها الإخلاص وحسن الاعتقاد ووجوب امتثال أوامر الله.. "داعية" يوضح بعض الأمور الواجب على المسلم اتباعها حتى يصلح أمر دينه ودنياه

منها الإخلاص وحسن الاعتقاد ووجوب امتثال أوامر الله.. "داعية" يوضح بعض الأمور الواجب على المسلم اتباعها حتى يصلح أمر دينه ودنياه

  • 33
الفتح - الداعية الإسلامي أحمد رشوان

قال الدكتور أحمد رشوان، الكاتب والداعية الإسلامي: جاء في قول الله تعالى في الجزء الخامس: {لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا}، [النساء: 148]، ربنا سبحانه سميع يسمع تعاملات الناس مع بعضهم البعض، عليم من فيهم الظالم ومن المظلوم.

وأضاف "رشوان" -في مقطع فيديو له عبر حسابه الشخصي على "الفيس بوك"- أنه من ضمن وظائف الرسول واتباع الرسل قطع الحجج على الناس، قال تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 165]، ولابد من تعريف الناس الدين، وهذه ليست وظيفة العلماء أو المشايخ فقط، هذه وظيفتنا كلنا كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "بلغوا عني ولو آية" [رواه البخاري] فهذا أمر مهم جدًا، نحن مأمورون بالبلاغ.

وأشار إلى أن قول عز وجل: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا}[النساء: 157)، دليل على أهمية الاعتقاد وسلامة الاعتقاد، فلابد أن يحافظ المؤمن على عقيدته، تجد الآن أشخاص يهدمون في العقيدة، أمر عجيب جدًا، يأتي أحدهم يقول كل الناس ستدخل الجنة، على اعتبار أن الجنة (الأنتريه الخاص ببيتهم)، بالطبع لا، الجنة ملك لله عز وجل، يدخل ما يشاء في رحمته، هذا اعتقاد موجود في القرآن، وموجود في السنة، لا تخجل منه، إنما في المعاملات، فربنا الذي أمرنا بحسن الاعتقاد هو الذي أمرنا بحسن التعامل مع المسلم ومع غير المسلم، وبحفظ الدماء مع المسلم، ومع غير المسلم، فلا يصح خلط الأوراق تحت مظلات ما أنزل الله بها من سلطان.

وأوضح "رشوان" ضرورة حفظ العقود والوفاء بها، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}، فهو أمر عام واجب فلابد أن نفي بالعقود مع الناس، أي عقد لابد أن نفي به، مستنكرًا أن هذا الأمر أصبح غريبًا في زماننا إلا من رحم ربي، وكأن الوفاء بالعهد أمر غريب، كما في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم "بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء"، ثم نوه بما جاء في سورة المائدة من قصة بني إسرائيل، عندما قال الله تعالى لهم ادخلوا الأرض المقدسة على لسان سيدنا موسى: {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ}، فهم لم يمتثلوا الأمر وتلوعوا، مثل ما أحيانًا يحصل في كثير من الأوامر الربانية تلوع فيها وتكاسل أو إبداء حجج -نسأل الله العافية-؛ ولذلك الصحابة مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في  بَدرٍ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، إنَّا لا نَقولُ لك كما قالت بَنو إسرائيلَ لِموسى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24]، ولكنِ اذهَبْ أنتَ وَرَبُّكَ فقاتِلا، إنَّا معكم مُقاتِلونَ.

وأكد أن المسلم يجب أن يلتزم أمر الله عز وجل، ولا يتلكأ، ولا يتلكع؛ لأنهم عندما تلكئوا كتب عليهم ربنا التيه 40 سنة، فمن يتلكع عن أمر ربنا يُحرم منه، ويدخل في التيه ربنا يعافينا ويعافيكم من التيه.

وأرشد الكاتب والداعية الإسلامي إلى أن العبرة في الأعمال ليست بالكثرة، ففي التفسير الذي جاء في قصة القربان، الذي قدم القربان الأكبر في أعين الناس والأعظم في الدنيا، ليس هو من تقبل منه، وإنما الذي تقبل منه من قدم قليل؛ لأن الله سبحانه وتعالى يتقبل ما كان مخلصًا: {إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [الأنفال: 70]، رزقنا الله وإياكم الإخلاص، فالعبرة ليست بالكثر، وضرب مثلًا بالعبادة في رمضان أن نأخذ عبرة من هذه القصة، ليس أن أظل أقرء تلاوات وختمات وركعات من دون تدبر وإخلاص، نعم، مطلوب الاجتهاد في العبادة، لكن مع حضور القلب قالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وأعْمَالِكُمْ" [رواه مسلم]، فإنما يتقبل الله من المتقين، ربنا يتقبل من الذي يتقي بالعمل الصالح عذاب ربه ويخافه ويرجوه، وهذا هو مقصود الصيام.