ردًا على من يقول "الجنة ليست حكرا على المسلمين".. داعية: أين تذهب بهذه الآيات من كتاب الله؟

  • 446
الفتح - الدكتور أحمد رشوان، الكاتب والداعية الإسلامي

أشار الدكتور أحمد رشوان، الكاتب والداعية الإسلامي، إلى قول الله تعالى: {لتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ} [المائدة: 82]، قائلًا: إن الذي نراه يحدث لإخواننا في غزة -نصرهم الله وآواهم وأيدهم- يدل على حقد عجيب من اليهود على المسلمين الموجودين في غزة "فما كمية القتل للأطفال والنساء وللعزل؟!"، لكن لا عجب والله عز وجل يقول ذلك {لتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ} [المائدة: 82]، فقد جاء ذكر  اليهود أولًا في العداوة والبغض.

وأضاف "رشوان" -في مقطع فيديو له عبر حسابه الشخصي على "الفيس بوك"-: وقال تعالى: {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82]، هذه الآية التي يُدلس بها  في العقائد، العقيدة ليست لعبة، من يتكلم في دين ربنا بغير حق، فإما هو يعرف، فإن كنت تدري فتلك مصيبة، أو لا يعرف ويفتي الناس، وإن كنت لا تدري وتتكلم فالمصيبة أعظم، قال تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} [المائدة: 83]، هؤلاء الأقرب مودة، الذين آمنوا بما عرفوا من الحق، يقولون ربنا آمنا، لابد من إكمال الآيات، {يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ، وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ} [المائدة: 84]، هؤلاء هم الذين أثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحت الأنهار وذلك جزاء المحسنين.

وأشار "رشوان" إلى من يخرج يُدلس على الناس ويقول الجنة ليست حكرًا على المسلمين فقط، نعم ليست للمسلمين الموجودين فقط، إنما لكل المسلمين الموجودين عبر التاريخ الذين آمنوا بكل الأنبياء المسلمين، قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19]، كل من أتى بمراد الله يستحق موعود الله من الجنة، وهذا الكلام لا يختلف عليه أحد من المسلمين.

وقال: إن الذي يسأل عن دخول النصارى الجنة يعلم جيدًا أن كل المسلمين من الأمم السابقة سيدخلون الجنة، فهذا ليس سؤاله، هو يسألك وأنت تعلم أن مراده ليس كذلك، هو مراده عن المسيحيين المعاصرين الذين لم يؤمنوا بسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- هل سيدخلون الجنة؟ ونحن نسألك صراحة من يقول ثالث ثلاثة، ومن يقول "إن الله المسيح ابن مريم" هل أنت تعتقد أن هذا يدخل الجنة؟ أجب على هذا السؤال، نحن لا نقصد المسيحيين الذين كانوا مع سيدنا عيسى، هؤلاء حواريون أنصار الله آمنوا بالله، لا نتكلم على من كانوا حول سيدنا عيسى أو سيدنا موسى وآمنوا به وقتها، لكن نتكلم عن حكم اليهود والنصارى الموجودين حاليا، ومن يسأل الآن يسأل عن هؤلاء، فهل أنت تعتقد أن من يقول ثالث ثلاثة وأن الله المسيح ابن مريم سيدخل الجنة؟! أجب عن هذا السؤال.

وأوضح ضرورة البر مع المعاهدين من غير المسلمين في التعاملات، وأن من يؤذي غير المسلمين من أصحاب العهد في أموالهم ودمائهم فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- خصيمه يوم القيامة.

وأضاف: ربنا عز وجل يدخل من يشاء في رحمته، لكن لا تفترى على الله الكذب وتتكلم بأمور عجيبة ما أنزل الله بها من سلطان، عافانا الله والمسلمين من هذا البلاء، مستشهدا بما جاء في آخر سورة المائدة، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ؟} [المائدة: 116].

وتساءل "رشوان" مخاطبًا من يقول أن الجنة ليست حكرا على المسلمين: "هذه الآيات أين تذهب بها؟! ولماذا لا تذيعها أيها المتكلم في حديثك عن أن الجنة للجميع؟!"، قال تعالى عن عيسى عليه السلام: {قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ} [المائدة: 116] فهذا ليس حقا، وقال تعالى:  {إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116)، مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117)} [المائدة] فهذا أمر ربنا، ليس أمرك أنت، ولكن أنت من تلبس به على الناس، فاتق الله اتق الله.

وشدد الكاتب والداعية الإسلامي على وجوب تقوى الله، أن يتقي العبد ربه عز وجل، وليعلم الجميع أنهم موقوفون بين يدي الله عز وجل فرادى، قال تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ} [الأنعام: 94] ستقف أمام ربنا لوحدك، لن ينفعك أحد، {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} [القلم: 9]، لا تلعب في دين الله. إن زملائنا وجيراننا من غير المسلمين نتعامل معهم بكل بر وبكل إحسان، ولكن ما يخص الاعتقاد فإن ربنا سيحاسبنا عليه. أما التعامل في الدنيا فربنا أمرنا بالبر، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [المائدة: 87]، ونهى الله عن العدوان، النهيَ عن العدوان كُلّه، وليس لأحدٍ أن يتعدَّى حدَّ الله تعالى في شيء من الأشياء مما أحلَّ أو حرَّم، فمن تعدَّاه فهو داخل في جملة من قال تعالى ذكره: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" [البقرة: 190].