• الرئيسية
  • أخبار المسلمين
  • منها الانغماس في بعض السلوكيات المنافية للإسلام.. "الفتح" تسلط الضوء على أهم المشكلات والتحديات التي تواجه المسلمين في إسبانيا

منها الانغماس في بعض السلوكيات المنافية للإسلام.. "الفتح" تسلط الضوء على أهم المشكلات والتحديات التي تواجه المسلمين في إسبانيا

  • 57
الفتح - حياة المسلمين في إسبانيا - قصر الحمراء في غرناطة

من واقع الأعداد والإحصاءات التي تم رصدها في الأعوام التسعة الأخيرة تبين أن أعداد المسلمين في إسبانيا في تزايد مستمر، وأنها ارتفعت بشكل ملحوظ في هذه الفترة بنسبة تقدر بحوالي 20.6%؛ إذ وصل العدد إلى 1,887,906 مسلمًا مع انتهاء عام 2015، وبزيادة قدرها 389,199 مسلمًا عن عام 2010 والذي بلغ عدد المسلمين فيه 1.498.707 مسلمًا.

وبطبيعة الحال ارتفعت نسبة المسلمين من بين إجمالي السكان في إسبانيا؛ إذ كانت أعداد المسلمين تقدر بنسبة 3% من إجمالي السكان، وظلت هذه النسبة ثابتة على مدار أربع سنوات في الفترة ما بين 2010 و2013، وفي العامين الأخيرين ارتفعت النسبة إلى ما يقرب من 4% من النسبة الإجمالية للسكان في إسبانيا.

كما أن عام 2014 سجل أكبر معدل زيادة في أعداد المسلمين بزيادة قدرها 126.218 مسلمًا، وبنسبة زيادة قدرها 7% عنه في عام 2013 بينما شهد عام 2015 أقل زيادة على مدار الأعوام الأخيرة؛ إذ وصلت إلى 29.497 عنه في عام 2014 بنسبة قدرها 1.6%.

وعلى الرغم من ذلك فإن المسلمين ما زالوا يواجهون عدة مشاكل وتحديات في الجانب الدعوي والتعليمي كما أشرنا في تقرير (الإسلام في إسبانيا.. "الفتح" تستعرض النشاط الدعوي للأقلية المسلمة وأهم المراكز التابعة لها).

كما تواجه الأجيال المسلمة الجديدة الموجودة في قارة أوروبا خطرًا داهمًا جراء تعرضها لمسخ الهوية الإسلامية والانسلاخ من الدين.

 

والآن نعرض أهم المشكلات والتحديات الدينية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تواجه المسلمين في إسبانيا..

يواجه المسلمون في إسبانيا الكثير من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن كونهم مهاجرين فقراء في مجتمع غير مسلم، يحمل الكثير من المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والمسلمين، ويمكن تحديد هذه المشكلات في عدة مجالات كالآتي: 


المجال الديني:

عانى المسلمون في إسبانيا معاناة شديدة من سقوط الدول الإسلامية في إسبانيا، ورغم أن الحكومة الإسبانية النصرانية أقامت معاهدة مع آخر ملوك الطوائف بحماية المسلمين والمحافظة على حقوقهم، لكن هذه المعاهدة لم تحترم واضطهد المسلمون بكافة الوسائل القمعية والمنافية لأدنى حقوق الإنسان بغرض تصفيتهم.

وفي العصر الحديث، هاجر بعض المسلمين إلى إسبانيا كما ذهب بعض الطلاب للدراسة هناك، وقد ازداد عدد المسلمين إلى حوالي ثلاثمائة ألف نسمة في الوقت الحاضر. وتتمثل مشكلات المسلمين الآن في عدة أمور منها:

- نقص الثقافة الإسلامية وانتشار الجهل بالدين بين غالبية المسلمين.

- نقص الدعاة وعدم توافر وسائل التوجيه الإسلامية رغم الجهود التي تبذلها المراكز الإسلامية.

- عدم وجود الوحدة والتعاون الضروريين بين المسلمين في إسبانيا، مما قاد إلى بعض الخلافات بين الجماعات العاملة هناك.

- انتشار بعض الفرق الضالة خصوصًا بين بعض المسلمين الجدد بتأثير من بعض من أسلموا في بريطانيا.


المجال الاجتماعي:

لا شك أن من أظهر التحديات التي تواجه المسلمين في إسبانيا هو المحافظة على الأسرة، بخاصة الحفاظ على الأطفال من التأثيرات السلبية للمجتمع غير المسلم، وهذه التأثيرات السلبية تتم من خلال المدرسة والتلفزيون والاختلاط في المجتمع بصورة عامة، وقد قاد هذا الوضع إلى انتشار الكثير من مظاهر الانحلال والانفلات من الأخلاق الإسلامية، وقد واجه المسلمون بعض مظاهر التأثير السلبي للمجتمع الإسباني في بعض الأمثلة من الزواج المختلط والسفور والانغماس في بعض السلوكيات المنافية للإسلام.


المجال الثقافي:

يعاني المسلمون في إسبانيا من الانقطاع عن الثقافة الإسلامية والعربية لعدم التواصل بينهم وبين المجتمعات الإسلامية في الدول التي جاء منها المهاجرون، ولعدم وجود المدارس الكافية ونقص مناهج التعليم، فإن نقص الثقافة الإسلامية واضح جدًا في أوساط الجالية الإسلامية في إسبانيا، ورغم أن المراكز الإسلامية تقيم من وقت وآخر بعض المحاضرات والدروس، فإنها محدودة الأثر لقلة حضورها ولتباعد حدوثها.


المجال الاقتصادي:

يتكون المسلمون في إسبانيا من عمال غير فنيين وموظفين عاديين في الدوائر الرسمية والشركات الخاصة من ذوي الدخول المتدنية أو المتوسطة، وبالتالي فإن أوضاع المسلمين الاقتصادية أقل من أهل البلاد من الأسبان أنفسهم.

ومن الجدير بالذكر أن بعض المسلمين الموجودين في إسبانيا يعولون أسرًا وأقارب خارج إسبانيا، بخاصة في شمالي إفريقيا، وهذا يعني أنهم لابد أن يقتسموا ما يحصلون عليه من دخل اقتصادي مع بعض أقاربهم في البلاد التي جاءوا منها.

ورغم أن إسبانيا لها علاقات اقتصادية مع بعض الدول الإسلامية وقد تعتمد في تسهيل تجارتها مع تلك الدول على بعض العمال المسلمين، فإن ذلك لم يسهم في تحسين أوضاع العمالة المسلمة في إسبانيا، ولا تكاد تجد من يملك تجارة كبيرة أو مصنعًا من المصانع من بين المسلمين العاملين في إسبانيا، ولهذا فإن الأوضاع الاقتصادية للمسلمين في إسبانيا متدنية بصفة عامة وأن بعضًا منهم يعاني من البطالة، بخاصة وأن هناك أعدادًا كبيرة منهم يعدون مهاجرين غير نظاميين.


المجال السياسي:

بالرغم من أن عددًا من المسلمين في إسبانيا يحملون الجنسية الأسبانية، فإن مساهمتهم السياسية في العملية الانتخابية وغيرها محدودة، وذلك لانشغالهم بالسعي وراء لقمة العيش ونقص الوعي السياسي عند بعضهم وعدم قناعة بعضهم الآخر بجدوى المشاركة السياسية، ولهذا كله فإن الوجود السياسي للمسلمين في إسبانيا يكاد يكون معدومًا.

وأما خارج إسبانيا، فإن الأمر لا يكاد يختلف كثيرًا بالرغم من وجود صلات بين المسلمين وبلدانهم التي جاءوا منها وذلك للأسباب نفسها تقريبًا التي صرفتهم عن المشاركة في الحياة السياسية في أسبانيا، يضاف إلى ذلك أن مستوى المشاركة السياسية التي تقوم على الشورى يعد متدنيًا في الكثير من البلدان التي هاجر منها المسلمون في إسبانيا. وعلى الجانب الإيجابي، فإن مشكلات المسلمين السياسية تعد أقل ما يواجههم من مصاعب في الوقت الحاضر.

جدير بالذكر أن بعض المسلمين من أصل إسباني حاولوا أن يحركوا الأوضاع السياسية في إسبانيا من وجهة نظر سياسية؛ إذ حاولوا تأسيس حزب إسلامي في جنوبي البلاد، كما طالب هؤلاء باستقلال ذاتي لهذه المنطقة وزيادة ارتباطها بالعالم الإسلامي لوجود روابط تاريخية وحضارية مع هذا العالم، وقد خفت حدة هذا الصوت في السنوات القليلة الماضية.