لابد من محاسبة النفس.. "برهامي": مراجعة أخطاء الماضي سبيل لإصلاح المستقبل لا لمجرد جلد الذات

  • 22
الفتح - الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية

أكد الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، أن مراجعة الحسابات أمر ضروري للإنسان؛ لكي ينظر فيما أخطأ فيه، أو قصر؛ ولكي يتقدم إلى المستقبل بطريقة أفضل؛ ولكي يتعامل في أموره كلها بسلوك أرقى مما كان عليه عقلًا وتفكرًا وسلوكًا قلبيًا وخلقا في معاملة الناس وحركة في مجتمعه وواقعه، لا لكي يعيش في دائرة الحزن المحيط، الذي يدفعه إلى ترك العمل والاستسلام للواقع المؤلم؛ فيهِن ويضعف ويستكين للباطل، الذي يراه في العالم، قال تعالى: {وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139]، وقال تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا} [آل عمران: 146]، مشيرًا إلى أن هذا التوازن عند المصائب والخسائر الظاهرة كان سلوك النبي ولم تمنعه عصمته -صلي الله عليه وسلم- أن يقول في أمور اجتهد فيها: "لو استقبلت من أمري ما استدبرت، ما فعلت كذا، أو لفعلت كذا"، مرات عديدة.

وشدد "برهامي" -في مقال له بعنوان "النقد البنّاء .. وجلد الذات .. وقراءة الواقع" نشرته جريدة الفتح- على ضرورة مراجعة أخطاء الماضي؛ لنصلح المستقبل لا لمجرد جلد الذات لندخل الدائرة المفرغة من الحزن والغم والهم الذي لافائدة منه، موضحًا أن هذا هو الضرر المحض؛ ولذا كانت الاستعاذة منه في الأحاديث الصحيحة كثيرة "وأعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل".

وأضاف نائب رئيس الدعوة السلفية: وأسوء من جلد الذات جلد الآخرين، وتعليق الفشل عليهم، وأن تقصيرهم هو السبب، متابعًا: مع أن القائل ربما كان المقصر الحقيقي، موضحًا أن المتفرج الناقد في مقاعد الجمهور لا يشارك في شيء، ولا يؤدي دوره لا علمًا ولا عملًا ولا دعوة، ولا تواصلًا مع الناس، ولا مشاركةً سياسيةً، ولا اجتماعية ولا مالية، ولا شىء إلا أنه يحسن نقد الأخرين، ويزعم أنه يريد الإصلاح، وهذا محله من الخلل الذي لابد أن ننقذ أنفسنا منه؛ لكي لا نكون كالذين قالوا "لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلوا" [آل عمران: 168]، مع أنّ ذنبهم ومعصيتهم كانت من أكبر أسباب الهزيمة.