عاجل

خير يوم طلعت عليه الشمس.. "داعية" يبين فضل يوم الجمعة والواجبات والآداب المتعلقة به

  • 17
الفتح - أرشيفية

حذر الداعية الإسلامي سعيد محمود مِن ظاهرة التفريط والتساهل في الواجبات والآداب المتعلقة بيوم الجمعة، وجعله يومًا للنوم والكسل واللهو، مشيرًا إلى أن تعظيم السلف ليوم الجمعة كان ناشئًا عن أمور، وهي:

أولًا: فهمهم لحكمة تشريع يوم الجمعة وصلاته:
- يوم العبادة الأعظم ومنة الله على الأمة الاسلامية حيث غذاء الأرواح بعد كد الأسبوع في غذاء الأبدان: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أَضَلَّ اللَّهُ عَنْ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الأَحَدِ، فَجَاءَ اللَّهُ بِنَا فَهَدَانَا اللَّهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ" [رواه مسلم].
- شُرعت صلاة الجمعة لجميع المكلفين القادرين على تحمل المسئوليات، أول كل أسبوع في مكان واحد، ليسمعوا فيه الترغيب والترهيب، والوعد والوعيد ما يحمله على النهوض بواجباتهم الدينية والدنيوية: قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ . فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الجمعة: 9-10].

ثانيًا: علمهم بفضائل يوم الجمعة واستحضارها دومًا:
- خير يوم عند الله -عز وجل-
؛ لما اختص بأحداث جسام: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُهْبِطَ، وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَهِيَ تُصْبِحُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مُصِيخَةً، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ شَفَقًا مِنَ السَّاعَةِ إِلَّا ابْنَ آدَمَ" [رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني].
- فيه ساعة إجابة لا يُرد فيها الدعاء: قال -صلى الله عليه وسلم-: "يَوْمُ الْجُمُعَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً، لَا يُوجَدُ فِيهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا إِلَّا آتَاهُ إِيَّاهُ فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ" [رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني].
- يشهد يوم الجمعة لأهله يوم القيامة: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في قول الله: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ . وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ . وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج: 1-3]، "اليَوْمُ المَوْعُودُ يَوْمُ القِيَامَةِ، وَاليَوْمُ المَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، وَمَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَلَا غَرَبَتْ عَلَى يَوْمٍ أَفْضَلَ مِنْهُ" [رواه الترمذي، وحسنه الألباني].
- يكفِّر سيئات الأسبوع من الصغائر: قال -صلى الله عليه وسلم-: "الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ" [رواه مسلم].
- مَن مات فيه وقاه الله فتنة القبر: قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ" [رواه الترمذي، وحسنه الألباني].

ثالثًا: إقامتهم للواجبات والآداب المتعلقة بيوم الجمعة، ومنها:
1- تأكيد صلاة فجر الجمعة في المسجد (بخلاف حال كثيرٍ مِن الخلف، فإنها أكثر صلاة يتخلفون عنها في هذا الزمان، لاسيما يوم الجمعة، للاستزادة من النوم!): قال -صلى الله عليه وسلم-: "أَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ عِنْدَ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- صَلاةُ الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي جَمَاعَةٍ" [رواه البيهقي في شعب الإيمان، وصححه الألباني].
2- قراءة الإمام في الفجر (السجدة) و(هل أتى) بخلاف حال كثير من الخلف، فإنهم إن فعلوا، قرأوا بعض الآيات من السورتين!: عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ: (الم . تَنْزِيلُ) السَّجْدَةِ، وَ(هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ)، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْجُمُعَةِ سُورَةَ الْجُمُعَةِ، وَالْمُنَافِقِينَ" [رواه مسلم].
3- الاغتسال والتطيب والتسوك ولبس أحسن الثياب بخلاف حال كثيرٍ مِن الخلف، فإنهم إذا ذهبوا إلى الحفلات والمناسبات فعلوا ذلك، وأهملوه في الجمعة!: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاسْتَاكَ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ ثُمَّ جَاءَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَلَمْ يَتَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ، ثُمَّ رَكَعَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْكَعَ، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ إِمَامُهُ حَتَّى يُصَلِّيَ، كَانَ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهَا" [رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني].
4- التبكير الى صلاة الجمعة: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْأُولَى فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتْ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ" [متفق عليه].
5- الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ؛ فَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا" [رواه البيهقي، وحسنه الألباني].