لهنّ حَياةٌ مشرِّفةٌ ومواقفُ مميَّزة ضربَتْ أعظَمَ وأروعَ الأمثلة.. نساء لهن لائحة شرف من رسول الله ﷺ (2)

  • 99
الفتح - أرشيفية

لقد ظفِرَ الصَّحابَةُ -رضي الله عنهم- رجالًا ونسَاءً، كِبَارًا وصِغَارًا بعطْفِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- النَّبويِّ وحنَانِه الأَبَويِّ وهَديِهِ الجمِيلِ وخُلُقهِ النَّبِيلِ. هذه حَياةٌ مشرِّفةٌ ومواقفُ مميَّزة، بل ضربَتْ أعظَمَ وأروعَ وأبدعَ ما تزيَّنَت به البشَريَّةُ من صفاتِ الحبِّ والموَدةِ والصِّدقِ والتَّضحيَةِ والاقتِداءِ والافتِداءِ والسَّمع والطَّاعة والتَّبجيل والاحترَام تجاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عدة من الصحابيات ممن لهن مواقف رائدة في حياته -صلى الله عليه وسلم-، وما كان منه حيال ذلك تشريفا وثناء ورضا ورفعة، مما يدل على المكانة في ديننا للمرأة التقية الصالحة.


أَعْظَمُ لَائِحَةِ شَرَفٍ نِسَائِيَّةٍ (2)


اقرأ أيضًا..

لهنّ حَياةٌ مشرِّفةٌ ومواقفُ مميَّزة ضربَتْ أعظَمَ وأروعَ الأمثلة.. نساء لهن لائحة شرف من رسول الله ﷺ (1)


النِّسَاءُ اللَّاتِي لَهُنَّ لَائِحَةُ شَرَفٍ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ كَثِيرٌ؛ وَمِنْهُنَّ:-


مَنْ تَشَرَّفَتْ بِأَنْ سَتَرَتِ النَّبِيَّ فِي اغْتِسَالِهِ:

(فَاطِمَةُ -رضي الله عنها- بِنْتُ النَّبِيِّ ﷺ)

عَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ -رضي الله عنها-، قَالَتْ: ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَامَ الفَتْحِ، فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ، وَفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ، قَالَتْ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: "مَنْ هَذِهِ"، فَقُلْتُ: أَنَا أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: "مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ". [البخاري: 357، ومسلم: 336/82].


مَنْ تَشَرَّفَتْ بِأَنْ أَشَارَتْ عَلَيهِ  لمَّا اسْتَشَارَهَا:

(أُمُّ سَلَمَةَ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ أُمُّ المُؤْمِنِينَ -رضي الله عنها-)

عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ بْنِ الحَكَمِ -فِي حَدِيثِ قِصَّةِ الحُدَيْبِيَةِ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِأَصْحَابِهِ: "قُومُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا"، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنَ النَّاسِ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَتُحِبُّ ذَلِكَ، اخْرُجْ ثُمَّ لَا تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً، حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ، وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ، فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ نَحَرَ بُدْنَهُ، وَدَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا، فَنَحَرُوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا... الحَدِيثَ. [البخاري: 2731، 2732].


مَنْ تَشَرَّفَتْ بِأَنْ أَطْعَمَتِ النَّبِيَّ ﷺ فِي بَيْتِهَا:

(أُمُّ سُلَيْمٍ الأَنْصَارِيَّةُ -رضي الله عنها-)

عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ -رضي الله عنه-، يَقُولُ: قَالَ أَبُو طَلْحَةَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ: لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ضَعِيفًا، أَعْرِفُ فِيهِ الجُوعَ، فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ، ثُمَّ أَخْرَجَتْ خِمَارًا لَهَا، فَلَفَّتِ الخُبْزَ بِبَعْضِهِ، ثُمَّ دَسَّتْهُ تَحْتَ يَدِي وَلَاثَتْنِي بِبَعْضِهِ، ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، قَالَ: فَذَهَبْتُ بِهِ، فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ فِي المَسْجِدِ، وَمَعَهُ النَّاسُ، فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّه: "آرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ". فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "بِطَعَامٍ" فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِمَنْ مَعَهُ: "قُومُوا" فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِالنَّاسِ، وَلَيْسَ عِنْدَنَا مَا نُطْعِمُهُمْ؟ فَقَالَتْ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ وَأَبُو طَلْحَةَ مَعَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "هَلُمِّي يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، مَا عِنْدَكِ" فَأَتَتْ بِذَلِكَ الخُبْزِ، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ، فَفُتَّ، وَعَصَرَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً فَأَدَمَتْهُ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ فِيهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ قَالَ: "ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ" فَأَذِنَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ: "ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ" فَأَذِنَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ: "ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ" فَأَذِنَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ: "ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ" فَأَكَلَ القَوْمُ كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا، وَالقَوْمُ سَبْعُونَ أَوْ ثَمَانُونَ رَجُلًا. [البخاري: 3578، ومسلم: 2040].


مَنْ تَشَرَّفَتْ بِأَنْ أَهْدَتْ لِلنَّبِيِّ ﷺ فِي يَومِ عُرْسِهِ بُرْمَةً فِيهَا طَعَامٌ:

(أُمُّ سُلَيْمٍ الأَنْصَارِيَّةُ -رضي الله عنها-)

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا مَرَّ بِجَنَبَاتِ أُمِّ سُلَيْمٍ دَخَلَ عَلَيْهَا فَسَلَّمَ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صـلى الله عليه وسلم- عَرُوسًا بِزَيْنَبَ، فَقَالَتْ لِي أُمُّ سُلَيْمٍ: لَوْ أَهْدَيْنَا لِرَسُولِ اللَّهِ هَدِيَّةً، فَقُلْتُ لَهَا: افْعَلِي، فَعَمَدَتْ إِلَى تَمْرٍ وَسَمْنٍ وَأَقِطٍ، فَاتَّخَذَتْ حَيْسَةً فِي بُرْمَةٍ، فَأَرْسَلَتْ بِهَا مَعِي إِلَيْهِ، فَانْطَلَقْتُ بِهَا إِلَيْهِ. [البخاري: 5163 معلقا، ومسلم: 1428/95]. "حَيْسَةٌ": هِيَ الطَّعَامُ الْمُتَّخَذُ مِنَ التَّمْرِ وَالْأَقِطِ وَالسَّمْنِ. "بُرْمَةٌ": قِدْرٌ مُتَّخَذٌ مِنْ حَجَرٍ، وَقِيلَ: مِنْ غَيْرهِ.


مَنْ تَشَرَّفَتْ بِأَنْ بَشَّرَهَا النَّبِيُّ  أَنَّ ابْنَهَا فِي الْجَنَّةِ:

(أُمُّ الرُّبَيِّعِ بِنْتُ البَرَاءِ -رضي الله عنها-)

عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ أُمَّ الرُّبَيِّعِ بِنْتَ البَرَاءِ وَهِيَ أُمُّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ أَتَتِ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَلَا تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ، وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ، فَإِنْ كَانَ فِي الجَنَّةِ صَبَرْتُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ، اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي البُكَاءِ، قَالَ: "يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الجَنَّةِ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الفِرْدَوْسَ الأَعْلَى". [البخاري: 2809]. "غَرْبٌ": لَا يُدْرَي مَنْ رَمَى بِهِ.


مَنْ تَشَرَّفَتْ بِأَنْ بَشَّرَهَا النَّبِيُّ ﷺ بِالْجَنَّةِ:

(الرُّمَيْصَاءُ امْرَأَةُ أَبِي طَلْحَةَ -رضي الله عنهما-)

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "رَأَيْتُنِي دَخَلْتُ الجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ، امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ". [البخاري: 3679، ومسلم: 2457].