ما المشكلات السياسية التي تعانيها الأقليات المسلمة في أوروبا؟

المشاركة السياسية لأفراد الجاليات الإسلامية في الدول الأوروبية ببلاد المهجر ما زالت معدومة

  • 21
الفتح - الحياة السياسية أرشيفية

تواجه الأجيال المسلمة الجديدة الموجودة في قارة أوروبا خطرًا داهمًا جراء تعرضها لمسخ الهوية الإسلامية والانسلاخ من الدين.


مشكلات الأقليات المسلمة بسبب عيشها في مجتمعات غير إسلامية

تعاني الأقليات المسلمة في أوروبا الكثير من المشكلات الناتجة عن اغترابها وعيشها في مجتمعات غير إسلامية، وهذه المشكلات تحدث الآن وبدرجات متفاوتة من بلد إلى آخر، ومن المتوقع أن يتفاقم بعضها مستقبلًا، أو تظهر مشكلات جديدة تعززها الأوضاع المتغيرة في الدول الأوروبية، ومن تلك المشكلات:


المشكلات السياسية:

من المعروف أن الأقليات المسلمة في الدول الأوروبية تنتمي إلى بعض الدول الإسلامية في مناطق متعددة من العالم، ورغم أن الكثير من هذه الأقليات قد قطعت صلتها السياسية بالبلاد التي أتت منها، فإنها تتأثر بشكل أو بآخر بما يجري في بلادها الأصلية، وقد يوجد أحيانًا ما يشبه الانتماء السياسي، إما الذاتي أو المفروض بحكم الحاجة إلى العودة إلى أرض الوطن من وقت لآخر.

ومع ذلك، فليس لأفراد الجاليات الإسلامية في الدول الأوروبية مشاركات سياسية تذكر في بلدانهم السابقة، أما في بلاد المهجر، فمشاركتهم السياسية ما زالت معدومة أو في بداياتها ولم تتبلور بصورة واضحة، ورغم أن الكثير من المسلمين في المجتمعات الأوروبية يحملون جنسيات الدول التي يقطنونها ولهم حق الانتخاب، فإنهم حتى الآن ليس لهم أي مشاركات ملموسة في المجال السياسي، رغم أن بعضهم يشارك في الانتخابات المحلية.

وقد بدأت في الآونة الأخيرة موجة من الاهتمام السياسي بين المسلمين في بعض الدول الأوروبية، كما أن بعض السياسيين الأوروبيين أخذوا يفكرون في كسب أصوات بعض المسلمين ممن يقطنون في مناطق نفوذهم، وقد نشأ جدل بين بعض مثقفي المسلمين في بعض الدول الأوروبية عن جدوى المشاركة في الحياة السياسية وعن كيفية هذه المشاركة، وهل من الأفضل أن تكون من خلال الأحزاب القائمة في الدول الأوروبية، أو أن الأفضل تأسيس أحزاب إسلامية في كل بلد يتكاثر فيه المسلمون، ورغم أن هذا الجدل ما زال في بداياته ولم يحسم بعد، فقد ظهر في بريطانيا حزبان سياسيان يحاولان أن يمثلا المسلمين هناك.

كما أن بعض السياسيين المسلمين قد رشحوا أنفسهم عن المناطق التي يسكنون فيها، وقد نجح على الأقل أحد المرشحين ووصل إلى البرلمان البريطاني، وهناك بعض المساعي المشابهة في فرنسا وألمانيا وبعض الدول الأوروبية الأخرى إلا أنها ما زالت في بداياتها.

أما الجمهوريات الواقعة تحت السيطرة الروسية، ففيها الكثير من السياسيين الذين ينتمون إلى المسلمين، وقد فاز الكثير منهم في الانتخابات المحلية، هذا مع ملاحظة أن أولئك السياسيين ليسوا مهتمين بتمثيل الإسلام أو تطبيقه في الحياة العامة، باستثناء بعض الجمهوريات التي تحاول أن تستقل عن روسيا، مثل: الشيشان.