ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها.. "داعية" يوضح بعض المعاني والفوائد من دعاء تفريج الهم والحزن

  • 25
الفتح - الداعية الإسلامي سعيد السواح

قال الداعية الإسلامي سعيد السواح: إن السبيل لتفريج الهموم والغموم، والفرج بعد الحزن، هذه الوصية الجامعة من رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- وتستمع بفؤادك وجوارحك وأركانك لهذه الكلمات المشرقة المضيئة، يخبرنا عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي قال: "ما أصاب أحدًا قط همٌّ و لا حزنٌ، فقال: اللهمَّ إني عبدُك، و ابنُ عبدِك، وابنُ أَمَتِك، ناصيَتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤُك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حزني، وذَهابَ همِّي، إلا أذهبَ اللهُ همَّهُ وحزنَه، وأبدلَه مكانَه فرجًا"، قال: فقيل: يا رسولَ اللهِ ألا نتعلَّمُها؟ فقال: "بلى، ينبغي لمن سمعَها أن يتعلَّمَها" [رواه أحمد].

وأشار "السواح" -في منشور له على صفحته على "الفيس بوك"-: وكما بين لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنه لا غنى للعبد المؤمن عن الدعاء، فالدعاء هو العبادة فلتعترف لربك بالعبودية وأنه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، قال تعالى: {مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} [هود: 56]، فنواصي جميع خلقه بين يديه سبحانه، وحكم ربك نافذ فى حقك فإن قدر لك العطاء، أو المنع فبيده وحده وأراد لك الحياة أو الموت فبيده وحده وقضاء ربك كله عدل.

وأضاف: ثم يأتى توسل الإنسان لربه بأسمائه ما علمنا منها وما لم نعلم حتى ما استأثر بها فى علمه، وبعد توسلك بأسماء ربك وبعد رجائك فى ربك، يأتى الطلب، أن يكون القرآن ربيع قلبي فكما أن الربيع فيه إظهار آثار رحمة الله تعالى وإحياء الأرض بعد موتها فكذلك القرآن هى مادة الحياة لقلبك وبدنك، به تزول الظلمات والهموم والغموم.

وتابع الداعية الإسلامي: قال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور: 40]، فكانت نتيجة هذا الدعاء وإقبالك على ربك موقنًا بالإجابة أن الله يذهب عنك الهمّ والحزن ليس ذلك فحسب، ولكن يبدلك مكانه فرجا وفرحا، وقد نبهنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن كل من سمعها أن يتعلمها لعظم هذه الكلمات وتلك الدعوات فلا تشتكي همًا ولا غمًا ولا حزنًا بعد اليوم، داعيًا بترديد هذا الدعاء: "اللَّهمَّ رحمتَك أَرجو فلا تَكِلني إلى نَفسِي طرفةَ عينٍ، وأصلِح لي شَأني كلَّه لا إلَه إلَّا أنتَ" [رواه أحمد وأبو داوود].