ليس كعزلة الصوفي.. أبو بسيسة: الاعتكاف فرصة لتهذيب النفس وبداية تغيير ودفعة إيمانية ليعود المرء أقوى

  • 15
الفتح - أرشيفية

قال رجب أبو بسيسة الكاتب والداعية الإسلامي، إن الاعتكاف فرصة ومحطة إيمانية لتقوية قلب الإنسان وتهذيب نفسه ودفعة إيمانية تعينه بعد توفيق الله على مواجهة الشهوات والفتن وعلى التخلص من الكسل والفتور، موضحًا أن الاعتكاف فرصة تُعين العبد على مواجهة تحديات الحياة، وأن قرار الاعتكاف يحتاج توفيق من الله قبله وأثناء القيام به وبعد الانتهاء منه. 

وأكد أبو بسيسة أن الاعتكاف بداية تغيير وانطلاقة حقيقية نحو الارتقاء، مبينًا أن الاعتكاف يعني الانقطاع لأيام داخل المعتكف ليعود العبد أقوى وأكثر بذلًا وعملًا وسعيًا وحركة، ونصح كل معتكف أن يفتح عينيه على الوقت جيدًا حتى لا يمر دون فائدة خاصةً بعد الانتهاء من صلاة التراويح والتهجد وكذلك بعد الإفطار والسحور، محذرًا من الكلام الجانبي إذا كان بدون هدف فتركه أولى وأفضل.

وشدد على أن الاعتكاف ينتهي بظهور رؤية هلال شوال وليس ليلة السابع والعشرين من رمضان، مضيفًا: "فإنما الأعمال بالخواتيم"، مضيفًا أنه على المعتكف أن يراقب ردود أفعاله ويكن مبتسمًا وهادئًا ويستحضر نية صالحة وأن يتخلص من العادات السيئة، وأن يُحسن من وضع التنفل والتعبد، وألَّا يكتفي العبد بمجرد الاعتكاف فحسب بل بأثر الاعتكاف على سلوكه وعباداته ونشاطه.

وأوضح أن الاعتكاف يعني التفكير في إدراك الصف الأول وختم القرآن والتسابق على الطاعات وتجنب المنكرات والخوف من الرياء والسمعة، وجلوس العبد وخلوته مع نفسه بين الفينة والأخرى، مشيرًا إلى قوله تعالى: "قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا"، مضيفًا: "وهي التي يسميها ابن القيم العزلة والخلوة الشرعية" 

وتابع الداعية قائلا: "فالعزلة المقصودة ليست كعزلة الصوفي بل هي عزلة لتعود أقوى للمجتمع فهي انقطاع لتعود وليست انقطاع للهروب والتنصل من التكاليف".