• الرئيسية
  • منوعات
  • آفاق دعوية
  • منها التوكل على الله وعلو الهمة.. "أحمد فريد" يوضح بعض المعاني الإيمانية التي تزيد وترفع مكانة العبد في الدنيا والآخرة

منها التوكل على الله وعلو الهمة.. "أحمد فريد" يوضح بعض المعاني الإيمانية التي تزيد وترفع مكانة العبد في الدنيا والآخرة

  • 19
الفتح - الدكتور أحمد فريد مستشار مجلس إدارة الدعوة السلفية

قال الدكتور أحمد فريد، مستشار مجلس إدارة الدعوة السلفية: من المعاني الكريمة الشريفة العظيمة التوكل على الله وتعليق القلب به تعالى، وأن المؤمن لا يجوز له أن يعلق قلبه بغير الله عز وجل، فالله تعالى أمرنا بأن نأخذ بالأسباب، وقال: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60]، وقال مع ذلك: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [آل عمران: 126]، فالعبد يأخذ بالأسباب بجوارحه، ولكن يعلق قلبه بالله عز وجل، ولا يجوز له أن يعلق قلبه بغير الله، أو يرجو الخير من عند غير الله عز وجل.

وأضاف "فريد" -في محاضرة له بعنوان "معان وقيم إسلامية" التوكل على الله- أن ينتظر العبد بقلبه الخير من عند الله عز وجل، لا يرجو ذلك من عند المخلوقين، وهذا يجعله يسأل الحوائج بعزة النفس؛ فإن الأمور تجري بالمقادير، والنبي -صلى الله عليه وسلم- علّم حبر الأمة ابن عباس بأن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوه بشيء لن ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له، وإن اجتمعوا على أن يضروه بشيء لن يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه.

وأشار إلى أن المؤمن ينبغي أن يكون عالي الهمة فلا يرضى بالدون، ولا يبيع الأعلى بالأدنى بيع الخاسر المغبون، لا ينافس في حطام الدنيا، بل ينافس في درجات الآخرة، قال تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين: 26]؛ لأن الدنيا كلها لا تعدل عند الله جناح بعوضة، ولو كانت تعدل جناح بعوضة لما سقى كافرًا منها شربة ماء، فالمؤمن ينبغي أن يكون عالي الهمة يطمع في جنة الله، بل في أعلى درجات الجنة.

وأوضح مستشار مجلس إدارة الدعوة السلفية، أن الصحابة رضي الله عنهم الذين رباهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان عندهم علو في الهمة، فقد سأله أحد الصحابة الكرام، وكان يكنى بـأبي فراس. قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "سلني، فقال: أسألك مرافقتك في الجنة" فهو طلب أن يكون رفيق النبي في الجنة، قال: "أو غير ذلك؟ قال: بل هو ذاك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود"، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم0- "إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس، فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وسقفه عرش الرحمن" فالعبد عندما يدعو ويطمع في رحمة الله لا يرجو أن يكون آخر من يدخل الجنة، أو يكون في أدنى درجات الجنة، بل يطمع أن يكون في أعلى الدرجات، وفي الفردوس الذي سقفه عرش الرحمن.