عاجل

"أحمد الشحات" عن الشيخ أبي إدريس رحمه الله : كان يتمتع بالشخصية الإدارية العميقة منذ يومه الأول

  • 28
الفتح - الشيخ محمد عبد الفتاح أبو إدريس

قال المهندس أحمد الشحات، الكاتب والمفكر الإسلامي، عن الشيخ أبي إدريس -رحمه الله-: هو أحد مؤسسي العمل السلفي في مصر بلا نزاع، حيث قاد رحمه الله مع إخوانه من المشايخ الكرام سفينة السلفية في مصر في وقت لم يكن للسلفية فيه كيان قائم، مشيراً إلى أن الفضل بعد الله وحده في تشييد هذا الكيان وإقامة بنيانه، يعود إلى هؤلاء المؤسسين من مشايخ الدعوة السلفية وعلى رأسهم الشيخ أبوإدريس رحمه الله.

وأضاف "الشحات" -في مقال له بعنوان "الكبير الذي قاد المؤسسة في ظل تلاطم الأمواج.. قراءة في عقل الشيخ أبو إدريس رحمه الله" نشرته جريدة الفتح- أن الشيخ"أبو إدريس" كان ذا شخصية علمية فريدة في اختيار الكتب وتقييمها والتعليق عليها، كما أن اطلاعه الواسع على مؤلفات ابن تيمية وابن القيم من ناحية، وتعامله مع كتب التراث بحرص بالغ وتدقيق شديد أورث عنده تميزا علميا واضحا في عمر مبكر جدا، وذلك فضل الله يعطيه من يشاء.

وأشار إلى أنه كان له باع كبير في تحقيق كتب التراث، وكان قد أسس لذلك مركزا من أجل تحقيق هذا الهدف، ولكنه توقف عن العمل في منتصف التسعينيات، مشيراً إلى أن الدعوة كانت قد أسست معهد الفرقان لتدريس العلوم الشرعية، وكان المشايخ يدرسون فيه فروع العلم المختلفة، وقد تخرج منه كثير من الدعاة والشيوخ في مصر ممن أصبح لهم تأثير كبير بفضل الله في أماكنهم ومحافظاتهم بعد ذلك.

وتابع: وقدر الله أن ينشغل الشيخ رحمه الله بإدارة المؤسسة ويتفرغ من أجل هذا الشأن، فتوقف إنتاجه العلمي نظرا لانشغاله، لكن لم يتوقف طلبه للعلم ومتابعته، وخلال جلساتي مع الشيخ كان يذكر بعض المسائل العلمية وينصح بقراءة بعض الكتب ويذكر مصادر بعض المسائل مع أنه كان يشتكي من النسيان وضعف الذاكرة!!

واستطرد المفكر الإسلامي قائلاً: فالشيخ رحمه الله من النوادر الذين يصدق عليهم أنه قائد بالفطرة، حيث كان يتمتع بالشخصية الإدارية العميقة منذ يومه الأول، وقد سرد الشيخ رحمه الله شيئا من مسيرته الدعوية منذ أن كان أميرا للجماعة الإسلامية في الحركة الطلابية قبل خروج جماعة الإخوان من السجون، وفي الفترة التي عمل فيها تحت مظلة الجماعة ثم بعدما تركها وأسس مع إخوانه المدرسة السلفية، فقد كان رحمه الله في كل هذه المراحل يتبوأ مقعد القيادة لمن حوله؛ لما حباه الله به من صفات كثيرة منها: الحكمة وبعد النظر، والحلم والصبر والأناة، والقدرة على حل المشكلات، والقدرة على فهم الشخصيات وتحليلها، والقدرة على وضع الخطط والبرامج والمستهدفات، والقدرة على توظيف الآخرين ووضعهم في أماكنهم الصحيحة، وقلة الكلام وكثرة الصمت والتأمل وحفظ الأسرار، والقدرة على إسداء النصح وانتقاء العبارات والألفاظ، وغيرها كثير، وهذا أمر يشهد له فيه القاصي والداني.

وأكمل: فعلى قدر ما للشيخ من هيبة وتقدير في النفوس إلا أنه يكسر عنك هذا الحاجز بابتسامة جميلة واسعة ترسل إليك الطمأنينة والأنس، ولفت إلى أن الشيخ دقيق في متابعته الإدارية، لكنه في نفس الوقت رفيق ولين، فيعاتبك بلطف ورقة، فيقول ما كان ينبغي فعل كذا، والأفضل أن نفعل المرة القادمة كذا، وهذا ليس مما تنفرد به في الرأي بل لابد من شورى وقرار.. وغيرها من أساليب العتاب الرقيق والمحاسبة الرفيقة