حوار "الفتح" مع عضو "هندسية النور

  • 107
محرر الفتح مع عضو هندسية النور

هناك العديد من طرق الري الحديثة تساهم في توفير 50 %من المياه التي تحتاجها الأراضي الزراعية..

ولا بد من توافر سياسة التوزيع العادل لمياه الري


في ظل الوضع المتقلب وغير المستقر وتساؤلات العديد من المواطنين حول الوضع المائي المصري، خاصة بعد الخطوات الجادة لإثيوبيا لبناء سدها المزعوم، وما يتردد حول أزمة نقص المياه وشكوى العديد من الفلاحين المصريين خاصة قاطني المحافظات التي تعتمد بشكل أساسى على الزراعة، سلطت "الفتح" الضوء على العديد من التساؤلات لاكتشاف طبيعة العمل بهذا القطاع الهام، والتعرف على أهم المقترحات لتفادى عملية نقص المياه، وعرضت اقتراحات للعديد من الحلول لمثل هذه المشكلات التي تواجه المزارع المصري، وكان لنا هذا الحوار مع المهندس محمد رمضان حسن عضو اللجنة الهندسية لحزب النور، وعضو لجنة الموارد المائية لحوض النيل بنقابة المهندسين، ومدير هندسة الري بمركز طامية بالفيوم، وإلى نص الحوار:

• بداية ما هي أهم المشكلات التي تواجه المزارع المصري أثناء ريه للأراضي الزراعية، وما هي طرق الري المتبعة في مصر؟

هناك العديد من طرق الري المتبعة، فمثلا لدينا في محافظة الفيوم يتم الري بطريقة بالغمر، وهو ري دائم على مدار الـ24ساعة طوال أيام الأسبوع، ومن هنا لا تكفي كمياه لري أراضى المزارعين والمنتفعين، ويترتب على ذلك عدم ري الأراضي الزراعية بالكاملة؛ وبالتالي لا يستطيع المزارع زراعة كامل أرضه، أما باقي محافظات مصر تعمل بنظام المناوبة بحيث يتم ملأ الترع وبدوره يقوم المنتفع بسحب حصة الري الخاصة به من تلك الترع، وغالبًا لا يكون لديهم مشاكل مثلما يحدث في الفيوم، بالإضافة لمشاكل نهايات الترع والتي غالبًا يحدث بها مشاكل.

• ما هي الإجراءات التي يجب اتخاذها من وزارة الري متمثلة في إداراتها لتجنب مثل هذه المشكلات؟

لا بد من توافر سياسة للتوزيع العادل لمياه الري، ومن خلال أطقم مهندسين وفنيين وبحارة، ويكون دورهم العمل على توفير الحصص لكل بحر على حدة بالكمية المقررة له وفق هذه السياسة على المنتفعين، فضلًا عن الفتحات التي ينبغي أن تتحصل على حصتها كاملة، وتطهير المجارى المائية، وينتج عن هذا وصول المياه للمزارعين بصورة طبيعية.

• ما هو تصوركم للارتقاء بطرق الري بحيث يتم توفير الكميات المهدرة من المياه، وتحقيق أكبر قدر استفادة منها؟

حاليًا هناك طرق حديثة للري مثل الري بالرش، والري بالتنقيط أو عن طريق الرشاشات الثابتة أو المحورية، وكل هذه طرق ري حديثة، وهذه الطرق توفر حوالي 50% من نسبة المياه التي تحتاجها الأراضي الزراعية، مثال ذلك لو أننا لدينا مساحة فدان من الأرض الزراعية يلزمه 100مكعب مياه غامرة على مدار الأسبوع ، فالري بطريقة من الطرق سالفة الذكر سوف يلزمه 50 مترا مكعبا فقط عن لنفس المدة؛ بالتالي أستطيع بكمية المياه المتوفرة لدى أن نزرع 50% مساحة إضافية جديدة بهذه المياه، وهذا سيساهم بشكل كبير في حل مشكلة نقص المياه والقضاء على كافة النتائج المترتبة عليها.

• ما هي أهم الترع الرئيسية والفرعية وترع التوزيع بمركز طامية، وما زمام كل منها؟

يعتبر "بحر وهبة" أهم الترع الرئيسية لتوزيع المياه بمركز طامية، ويتم التفريع منها إلى ترع فرعية، ومن خلاله يتم توزيع المياه على باقي أنحاء المركز، وبالنسبة لزمامها ما يقرب من ألف فدان.

• هل كميات المياه بتلك الترع تكفي المنطقة بأكملها أم أنه يحدث عجز في بعض الأحيان؟

كمية المياه الحالية المدفوعة لمركز طامية كافية، ويعتبر الصيف الحالي جيدا ولم يحدث مشاكل في نهايات الترع كما كان يحدث في السابق، هذا وإن كان هناك بعض التعديات في الأراضي الصحراوية لأنه بطبيعة الحال يتمتع مركز طامية بظهير صحراوي متسع، ومثل هذه التعديات تؤثر في بعض الأحيان على النهايات، لكن في الحقيقة الوزارة مسخرة كامل جهدها للحد من مثل هذه التعديات، واستطاعت أن توصل المياه للنهايات بصورة طيبة، وقد ظهر ذلك جليًا هذا العام.

• هل تجرون عمليات تطهير للمجاري المائية في دائرة مركزكم، وهل يحدث مثل هذا الأمر في المراكز الأخرى؟

بالطبع عمليات التطهير قائمة على قدم وساق، وتوصيل المياه يعتمد بشكل أساسي على تطهير المجارى المائية، وهذا شيء متبع في جميع أنحاء الجمهورية، والوزارة تولى هذا الأمر اهتمامًا كبيرًا جدًا.


• هل توجد لديكم الكفاءات والكوادر الجيدة التي تستطيع تطوير منظومة الري بالمديرية، أم لا تزالون تحتاجون للعديد منها في المستقبل؟

حاليا يتولى أبناء الفيوم إدارة الري داخل المحافظة ممثلين في مدير إدارة شرق المهندس أيمن نضر، ومدير إدارة غرب المهندس علاء عبد السلام، وهما من أكثر الشخصيات المتفهمة لطبيعة المشكلات التي تواجه المحافظة في هذا الجانب وكيفية حلها، وظهر هذا واضحًا خلال العام الحالي؛ وذلك من خلال تغيير أسلوب الري وطريقة توزيع المياه بخلاف الأعوام السابقة، ومن أهم الصعوبات التي تواجهنا في المحافظة هو أن الصرف الزراعي مرتبط بالري، وذلك لأن الصرف يتم ببحيرة قارون، ويترتب على ذلك عدم استطاعتنا رفع كميات المياه إلا عندما يصل منسوب المياه بالبحيرة إلى منسوب معين، ولكن خلال هذا العام لم تكن هناك مشكلات كبيرة على الرغم من أن المنسوب كان أقل من أي عام مضى بنسب بلغت حوالي 50 سنتيمتر، وهذا إن دل فإنما يدل على أن هناك سياسة توزيع مياه عادلة، وترشيد متبع خلال العام أدى إلى الدفع بكميات المياه اللازمة لتوصيل المياه للنهايات والقضاء على أغلب المشكلات.


• هل تنفذ المديرية حملات توعية للفلاحين بخصوص ترشيد استهلاك المياه؟

بالطبع هذا يحدث من خلال إدارة التوجيه المائي، وهى مختصة بتكوين روابط على البحور، هذه الروابط تكون مهمتها زيادة التوعية للمواطنين وتعريف المواطنين بأن المياه حق لهم ولابد من المحافظة عليها، وفى نفس الوقت التأكيد على أن المياه ملكية خاصة لهم، بالإضافة إلى مشاركتهم للوزارة في إدارة منظومة المياه؛ بحيث يكون هناك مشاركة شعبية ما بين المواطن ووزارة الري، ويؤدى ذلك بالطبع إلى أن يكون هناك تناغم وتفاهم بين المنتفع والوزارة ومعرفة بالواقع.

• هل هناك خطط مستقبلية لاستبدال المساقي والمراوي بمواسير لتقليل الفاقد في الماء الحادث أثناء عملية النقل؟

بالفعل حاليًا هناك خطة يتم تطبيقها وتسمى بـ"مشروع تطوير الري"، والهدف منها تحويل المساقى والمراوي إلى مساقى ومراوي مبطنة بحيث يتم التقليل من فاقد المياه ووصوله للمنتفعين بسرعة، ويتم تطبيق ذلك الآن على مستوى الجمهورية.

• كيف ترى التلوث في بحيرة قارون وكيفية التخلص منه؟

نرى أن حل المشكلات التي تعانى منها بحيرة قارون مسئولية مشتركة بين عدد من وزارات الدولة مثل الري والزراعة والإسكان؛ حيث إن البحيرة تصب فيها مياه الصرف الزراعي، وبالطبع هذا الصرف به العديد من المواد الكيماوية، فضلا عن دخول مياه الصرف الصناعي، فلا بد من وجود تنسيق بين هذه الوزارات للعمل على معالجة هذه المياه بصورة جيدة للحد من حالات التلوث التي تشهدها البحيرة.

• كيف ترى النقص الحاد في مياه الري والشرب الذي صار واضحًا خلال الفترة الماضية، وما هي مقترحاتكم لمعالجة هذا الأمر؟

بالنسبة لمياه الشرب دورنا معهم في وزارة الري يقتصر على إمدادهم بالمياه التي يحتاجون إليها من خلال إمداد محطات التنقية، أما بالنسبة لتوزيع المياه فهذا أمر يخص الشبكات، ولكن من خلال الخبرة العملية أود أن أؤكد على صيانة الشبكات الحالية وإعادة تأهيلها بحيث تكون قادرة على خدمة التوسعات العمرانية الجديدة.

أما بالنسبة لمياه الري، فظهر واضحًا هذا العام السيطرة الكاملة وتلافى العديد من المشكلات مقارنة بالأعوام السابقة، وبدليل قلة عدد الشكاوى المقدمة بشأن نقص مياه الري، وذلك كما ذكرت بسبب السياسة الجديدة المتبعة خلال هذا العام من قبل القائمين على إدارة الري بالمحافظة، وذلك يؤكد نجاح تجربة اعتماد المحافظة على كوادرها في إدارة هذه العملية.

• هل هناك تعاون بين حزب النور والمحافظة في هذا الجانب، وما هي أوجه التعاون؟

نعم هناك تعاون بين الحزب والمحافظة في هذا الجانب، لكن ليس مبرما به بروتوكول يحكمه، وهذا التعاون قائم على حل المشكلات التي يعانى منها المزارعون، وأيضا السعي لتسهيل عملية الري داخل المحافظة، بمعنى أنه لو وجدت هناك مشكلة بالري تعد اللجنة الهندسية بالحزب مذكرة وترسلها للجهات المختصة وتتابع المشكلة لحين حلها، ومثال على ذلك كان هناك بعض الإشكالات التي تخص بحر "فانوس" بمركز طامية، وبالتواصل مع الجهات المعنية المتمثلة في المحافظة ووكيل وزارة الري، تم بالفعل التوصل إلى حل والنجاح في إيصال أصوات المواطنين وحل مشكلاتهم.

• هل من الممكن إيجاد حلول لزيادة كميات المياه المقررة لمحافظة الفيوم؟

نعم من الممكن أن تزيد كميات المقررة للمحافظة، وبالفعل هناك مشروع يسمى بـ"الاتزان المائي بين بحيرة قارون وبجيرة وادي الريان"، وهو قائم على أخذ كميات من مياه بحيرة قارون ووضعها بوادي الريان؛ وبهذا نستطيع تخفيض منسوب مياه البحيرة ومن خلال ذلك نستطيع الدفع بمياه زائدة للمحافظة, هذا الأمر بمثابة عملية طردية، ويترتب على ذلك أيضا استطاعتنا توسعة مساحة الأراضي الزراعية بهذه المياه الزائدة.

• كيف ننهض بمحمية "وادي الحيتان" ونضعها على خارطة السياحة العالمية؟

تعتبر محمية "وادي الحتان" من المحميات النادرة على مستوى العالم، وبالطبع تستحق اهتماما أكبر من قبل الدولة والأجهزة المعنية، وتستطيع الدولة بعقد العديد من الاستثمارات بها لما تتمتع به من جو رائع ومناطق فريدة ونادرة؛ كي تكون منطقة جذب للسياحة العالمية، فضلًا عن اعتبارها امتدادا للمناطق السياحية بالقاهرة، وكان هناك فكرة عبارة عن إنشاء عدة طرق جديدة تساهم في جذب سائحي محافظتي القاهرة والجيزة بدلًا من سفرهم لمحافظات أخرى مثل الإسكندرية، فضلًا عن جذب السائح الأجنبي.

وبالطبع هذا يتطلب إنشاء فنادق ومنتجعات سياحية وطرق مهيأة للمساهمة في انتعاش السياحة بهذه المناطق؛ ويترتب على ذلك فتح استثمارات جديدة وتوفير فرص عمل للعديد من أبناء المحافظة وغير ذلك، ولكي نصل إلى تحقيق هذا لا بد من العمل في منظومة متكاملة تحت رعاية الوزارة المعنية.