السوريون يعيشون أسوأ أزمة في العالم.. المأساة فاقت كل الحدود وكسرت كل التوقعات

  • 117
صورة أرشيفية

"أكبر حالة طوارئ إنسانية في عصرنا الراهن" هكذا جاء وصف المفوض السامي لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس، للأزمة السورية، في بيان له ذكر فيه أن ما يقرب من نصف السوريين اضطروا إلى مغادرة ديارهم والفرار للنجاة بحياتهم؛ بسبب تعرض السكان في بعض المدن للحصار والجوع، فيما يجري استهداف المدنيين وقتلهم دون تمييز، حيث تعتبر عمليات المفوضية الخاصة بسوريا "الأضخم حتى الآن" في تاريخ المفوضية منذ نشأتها قبل 64 عاما.


فقد أصبح عدد اللاجئين السوريين الأكبر في العالم بعد لاجئي فلسطين، حسب التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة التي تشير أيضا إلى وجود نحو 6 ملايين و500 ألف نازح داخل سوريا، وأكدت أن أكثر من نصف هؤلاء اللاجئين والنازحين من الأطفال، فيما يعيش 38% من اللاجئين بالخارج في ملاجئ دون المستوى، وتشير التقارير إلى أن هناك مئات الآلاف فروا إلى دول مجاورة، ولا توجد إحصاءات رسمية بأسمائهم.


فقد عشرات السوريين حياتهم خلال الهجرات غير الشرعية عبر البحر فيما يسمى بـ"قوارب الموت"، لا سيما على شواطئ تونس ومصر وليبيا وتركيا.
وأكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس، أن أزمة اللاجئين السوريين بلغت منعطفا خطيرا، وطالب الدول الأوروبية والخليجية أن تكون أكثر سخاء وحفاوة باللاجئين السوريين، وأشار إلى أن نحو 4 ملايين لاجئ سوري في دول الجوار باتوا يشكلون أكبر عدد من اللاجئين تحت رعاية المفوضية العليا التابعة للأمم المتحدة، وحذر من أن نحو مليوني سوري دون 18 عاما مهددون بأن يشكلوا جيلا ضائعا، وشدد على أن القضية تتجه نحو منعطف خطير.


وقد اضطرت منظمات الأمم المتحدة لتقليص مساعدتها لملايين المدنيين بسبب المشاكل المادية؛ حيث استبعدت عددا منهم من المعونات الشهرية مما أثار أزمة كبيرة بينهم، فقد قررت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين السوريين في مصر الشهر الماضي استبعاد الأطفال من الاستفادة من الكوبون الغذائي؛ مما أثار غضب اللاجئين بشدة، حيث أكدوا أنهم ذهبوا إلى مكتب المفوضية وأخذوا بصمة العين مسبقا، أما أطفالهم الذين تم استبعادهم من الاستفادة من الكوبونات الغذائية، فقد أخبرتهم المفوضية أنه لا داعي لأخذ بصمة عين الأطفال؛ حيث تؤخذ "بصمة العين" لضمان تجنب تكرار المساعدات ولإثبات هوية الشخص، ليفاجأوا بعد ذلك بعدم صرف المساعدات إلا لمن أخذت له بصمة العين.


فرار من الجحيم إلى الجحيم، ولم يكد الفارون من جحيم الحرب يغادرون وطنهم السورى الجريح وهم يظنون أنهم وصلوا إلى ساحل النجاة، حتى بدأ فصل جديد من الآلام والمعاناة فى حياتهم، وإن كانت بطعم مختلف وبشكل أقل، إلا أن أوضاع السوريين فى مصر أفضل من نظرائهم الذين اضطرتهم الظروف للجوء إلى الأردن أو العراق أو حتى لبنان الذى تعج شوارعه بالضيوف الذين لم يجدوا من يأويهم من برد الشتاء فافترشوا الأرض والتحفوا السماء؛ إذ إن السوريين فى مصر يعيشون وسط المجتمع بخلاف نظرائهم فى الأردن الذين يتم احتجازهم بمخيم الزعترى الصحراوى فى خيام لا تدفع عنهم ثلوج الشتاء ولا لهيب الصيف فى مناخ قارى لم يتعود معظمهم عليه.


وفى العراق لم يكن لاجئوه أفضل حالا من البلدان الأخرى لاسيما وهو يخوض حربا مع داعش، فقد شُرد الملايين من أبنائه، ولا تجد المشاكل الصحية وسوء التغذية اهتماما ورعاية فى الوقت الذى ينصب فيه اهتمام العالم على الأوضاع السياسية ومصالح الدول الكبرى؛ حيث قالت ممثلة اليونيسف، أناماريا لوريني: "اليونيسف قلقة بشأن تدهور الوضع الغذائي للاجئين السوريين في لبنان؛ فسوء التغذية بات يشكل تهديدا جديدا وصامتا لدى اللاجئين، وهو ناجم عن تدني مستوى النظافة الشخصية وعدم توفر مياه الشرب الجيدة، وانتشار الأمراض وغياب التحصين وممارسات التغذية غير السليمة للأطفال الصغار".


تسعى الجمعيات الخيرية والدعوية إلى تخفيف معاناة اللاجئين فى الدول المستضيفة، لكنها تظل دون مستوى حاجاتهم المعيشية البسيطة بسبب اتساع رقعة المأساة، خاصة فى فترة هبوب المنخفضات الجوية الباردة التى تفاقم من مآسيهم.