في مثل هذا اليوم.. توفى فارس المنابر الشيخ عبد الحميد كشك

  • 149
الشيخ عبد الحميد كشك

توفي في مثل هذا اليوم الجمعة 6 ديسمبر 1996، الداعية الشيخ عبد الحميد كشك، أحد أشهر خطباء المنابر في القرن العشرين، صاحب أكثر من 100 كتاب في الفكر الإسلامي، وشمل خطابه النقدي اللاذع فنانين ورجال سياسة ورؤساء على رأسهم "السادات".

لقب بفارس المنابر لإلقائه أكثر من 2000 خطبة مسجلة قبل وفاته يوم الجمعة، قصَ على زوجته وأولاده رؤياه للنبي محمد "صلى الله عليه وسلم"،وعمر بن الخطاب بالمنام حيث رأى في منامه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال له: "سلم على عمر"، فسلم عليه، ثم وقع على الأرض ميتًا فغسله رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه.

فقالت له زوجته وهي التي قصت هذه الرؤيا: علمنا حديث النبي أنه من رأى رؤيا يكرهها فلا يقصصها، فقال الشيخ كشك: "ومن قال لك إنني أكره هذه الرؤيا، والله إنني لأرجو أن يكون الأمر كما كان".

ثم ذهب وتوضأ في بيته لصلاة الجمعة وكعادته، بدأ يتنفل بركعات قبل الذهاب إلى المسجد، فدخل الصلاة وصلى ركعة، وفي الركعة الثانية، سجد السجدة الأولى ورفع منها ثم سجد السجدة الثانية وفيها توفي، يوم الجمعة 25 رجب 1417هـ الموافق لـ6 ديسمبر 1996م.

وكان يدعو الله من قبل أن يتوفاه ساجدًا فكان له ما أراد، وكان كشك، قد حفظ القرآن وهو دون العاشرة وكان مبصرًا إلى أن بلغت سنه الثالثة عشرة ففقد إحدى عينيه، وفي سن السابعة عشرة، فقد العين الأخرى، والتحق بالمعهد الديني بالإسكندرية، وحصل على الثانوية الأزهرية، وترتيبه الأول على الجمهورية، ثم التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وكان الأول على الكلية طوال سنوات الدراسة، وكان أثناء الدراسة الجامعية يقوم مقام الأساتذة بشرح المواد الدراسية في محاضرات عامة للطلاب بتكليف من أساتذته.

وعُين كشك معيدًا بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة في 1957، لكنه لم يقم إلا بإعطاء محاضرة واحدة للطلاب، رغب بعدها في البعد عن التدريس في الجامعة، حيث كان يحب خطب المنابر.

ويذكر عنه أنه حينما كان في الـ12 من عمره، ارتقى منبر المسجد في قريته وخطب في الناس عندما تغيب خطيب المسجد، وفي هذه الخطبة طالب بالمساواة والتراحم بين الناس، وطالب بالدواء والكساء لأبناء القرية، الأمر الذي أثار انتباه الناس إليه والتفافهم حوله بعد تخرجه من كلية أصول الدين.

بعد تركه التدريس في الأزهر، عمل إمامًا وخطيبًا بمسجد الطحان بمنطقة الشرابية بالقاهرة، ثم انتقل إلى مسجد منوفي بالشرابية أيضًا، وفي 1962 تولى الإمامة والخطابة بمسجد عين الحياة "أسد بن الفرات" الآن، بشارع مصر والسودان بمنطقة حدائق القبة بالقاهرة، وظل يخطب في هذا المسجد قرابة الـ20 سنة.

وقد تعرض للاعتقال في 1965 لعامين ونصف، تنقل خلالها بين معتقلات طرة وأبو زعبل والقلعة والسجن الحربي، ورغم ذلك احتفظ بوظيفته إمامًا لمسجد عين الحياة، وفي 1972 بدأ يكثف خطبه ومنذ 1976 بدأت مرحلة صدامه بالسلطة، وخاصة بعد معاهدة كامب ديفيد، حيث اتهم الحكومة بالخيانة للإسلام.

كما أخذ يستعرض صور الفساد في مصر من الناحية الاجتماعية والفنية والحياة العامة، وألقي القبض عليه في 1981 مع عدد من المعارضين السياسيين ضمن قرارات سبتمبر الشهيرة للرئيس السادات، بعد هجوم "السادات" عليه في خطاب 5 سبتمبر 1981 ثم أفرج عنه في 1982 ولم يعد إلى مسجده الذي مٌنع منه، كما منع من الخطابة أو إلقاء الدروس فعكف على التأليف إلى أن وافته المنية.