"الفاو": المياه ستتناقص في العالم بحلول 2050 لتهدِّد الأمن الغذائي

  • 66
الفاو

نبّهت منظمة "الفاو" والمجلس العالمى للمياه (WWC) في تقرير مشترك صدر اليوم الثلاثاء، إلى أن كميات كافية من المياه ستتوافر لإنتاج المواد الغذائية اللازمة من أجل تلبية احتياجات ما يتجاوز تسعة مليارات نسمة كعدد منتظر لسكان العالم بحلول عام 2050، غير أن الاستهلاك المفرط، وتدهور المناخ وتبعات ما يشهده من تغيّرات سوف تقلِّص إمدادات المياه في العديد من أجزاء العالم ولا سيما في البلدان النامية.

ودعا تقرير "الورقة البيضاء" المعنون "نحو مستقبل آمن مائيا وغذائيا"، إلى سياسات حكومية من قبل القطاع العام واستثمارات من قبل القطاع الخاص، تضمن الإنتاج المستدام للمحاصيل والماشية والأسماك وتضع في الاعتبار الحفاظ على الموارد المائية، وفقا لـ "وكالة أنباء الشرق الأوسط".

وأكد التقرير الدولى المشترك أن هذه الإجراءات ضرورية للحد من الفقر، وزيادة الدخل، وضمان الأمن الغذائي لأعداد كبيرة من سكان المناطق الريفية والحضرية.

وقال رئيس المجلس العالمى للمياه بنديتو براجا، بمناسبة انطلاق أعمال منتدى المياه العالمى السابع فى مدينتى دايجو وجوينبوك بكوريا الجنوبية، أن "الأمن الغذائى والمياه مرتبطان على نحو وثيق.

ونحن نعتقد أنه من خلال تطوير المناهج المحلية ورصد الاستثمارات اللازمة، سيصبح بوسع زعماء العالم ضمان أن تتاح المياه كمياً ونوعياً، ويمكن التوصل إلى تلبية متطلبات الأمن الغذائى فى عام 2050 وما بعده".

وأضاف رئيس المجلس، أن "جوهر التحدى هو اعتماد برامج تنطوى على استثمارات تستند إلى عوائد المدى البعيد، مثل إعادة تأهيل البنى التحتية... وإذ يتعين أن تتخذ الزراعة مسار الاستدامة لا الربحية المباشرة".

وبحلول عام 2050 ستكون- حسب التقرير المشترك- هناك حاجة إلى نحو 60 فى المائة من الغذاء الإضافى لإطعام العالم- وما يصل إلى 100 فى المائة لإطعام البلدان النامية- فى حين ستظل الزراعة أكبر مستهلك للمياه على المستوى العالمي، وهو ما يمثل فى كثير من البلدان نحو الثلثين أو أكثر من إمدادات المياه المستمدة من الأنهار والبحيرات والموارد المائية الجوفية.

ويشير تقرير "فاو" والمجلس العالمى للمياه إلى أن الكثير من سكان العالم ومعظمهم من الفقراء سوف يواصلون كسب معيشتهم من الزراعة فى عام 2050، حتى بالرغم من التوسع العمرانى الحثيث.

ومع ذلك، سيشهد القطاع تراجعاً فى إمدادات المياه المتاحة نظراً إلى تزايد الطلب التنافسى من جانب المدن والصناعة. وفى الوقت الراهن، تؤثر ندرة المياه على أكثر من 40 فى المائة من سكان الكوكب، والمقدر أن تصل هذه النسبة إلى الثلثين بحلول عام 2050.

ويُعزى ذلك- على الأكثر- إلى الاستهلاك المفرط للمياه في إنتاج الغذاء وقطاع الزراعة، فعلى سبيل المثال، فى مناطق واسعة من جنوب وشرق آسيا، والشرق الأدنى وشمال إفريقيا، وأمريكا الشمالية والوسطى يستخدم من المياه الجوفية كميات تفوق ما يمكن أن يتجدد طبيعياً فى طبقات المياه الجوفية.