وزراء الشباب والرياضة العرب يختارون المغرب عاصمة للشباب العربي 2016

  • 70
منصة الاجتماع اليوم


انطلقت اليوم الأربعاء بمقر الجامعة العربية أعمال الدورة الـ38 لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب برئاسة وزير الإعلام وزير الدولة الكويتي لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح بعد تسلم الرئاسة من وزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبد العزيز، وبحضور ممثل الأمين العام للجامعة العربية الدكتور بدر الدين العلالي مدير إدارة الشؤون الاجتماعية وأحمد هنداوي ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشباب ومشاركة وزراء الشباب والرياضة العرب ومن يمثلونهم.


وقال الشيخ سعد بن محمد بن سعيد المرضوف السعدي، وزير الشؤون الرياضية في سلطنة عمان، في تصريحات صحفية في ختام الاجتماع، أن وزراء الشباب والرياضة العرب، ناقش مجموعة من القضايا التي تهم القطاع الشبابي والرياضي في الدول العربية، وأقر مجموعة من الأنشطة والتوصيات التي رفعت من اللجان الفنية مثل اللجنة الشبابية واللجنة الرياضية، إضافة إلى كثير من القضايا العربية الهامة الأخرى.


وقال السعدي أنه تم إقرار اختيار المملكة المغربية لتكون عاصمة للشباب العربي في عام 2016، وأيضا تم إقرار وضع استراتيجية عربية للشباب العربي.


وعن المرئية العمانية، قال هناك الكثير من القضايا تم مناقشتها وتم اعتماد مجموعة من التوصيات الهامة من خلال اللجنة الشبابية واللجنة الرياضية، وتنفذ السلطنة مجموعة من الفعاليات من خلال ما تقره اللجنتين.


وعن زيارته ووفد وزراء الشباب والرياضة العرب للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قال كانت دعوة كريمة وهامة من فخامة الرئيس، وتأتي من اهتمام الرئيس السيسي بالشباب العربي، حيث تم التركيز خلال هذا اللقاء على أهمية العناية بالقطاع الشبابي في مختلف الدول العربية.


من جانبه، أعرب الشيخ سلمان الحمود الصباح "رئيس الاجتماع" عن شكره للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية المصري لحرصه على الالتقاء بوزراء الشباب والرياضة العرب، معتبرًا أن هذا اللقاء يعكس مكانة مصر وحرص رئيسها على دعم مسيرة العمل العربي المشترك وأهمية دور الشباب العربي في ظل استراتيجية تنموية وتوعوية حقيقية تهدف إلى احتواء طاقات الشباب العربي ورعايتها.


ونبه إلى التحديات التنموية الداخلية والخارجية التي تواجه الشباب العربي، لافتًا إلى أن مجابهة هذه التحديات تتطلب إيجاد حلول مبتكرة وجيل واسع المعرفة من الشباب يحسن استثمار معرفته ويوظفها خدمة لأوطانهم وأهلهم.


وشدد على أن جيل الشباب والنشء هم المورد والثروة الحقيقية بإمكاناته المتنامية ومهاراته وريادته وإبداعه، والتي يجب الحفاظ عليها وحمايتها خاصة وأن المنطقة العربية تواجه قضايا تنموية شائكة ومعقدة كالبطالة والفراغ والتوظيف الأمثل للموارد وتنامي حجم المسؤولية الذي أصبح يتجاوز خبرة ومقدرات الحكومات لتشمل كل القطاعات الأخرى في الدول العربية كالقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني والشباب انفسهم ومؤسسات التنشئة الاجتماعية باعتبارها اساس المجتمع ولبنته المؤقتة على ثقافته وهويته الطنية وتماسكه الاجتماعي .


ودعا الصباح إلى ضرورة العمل على توفير فرص تدريب للشباب على مفهوم القيادة وعملية اتخاذ القرار ومسؤولياته وتمكينهم من تحقيق التنمية المستدامة لأوطانهم، موضحًا أن الشباب أقرب وأكثر اقناعًا وتأثيرًا، كما أنه من الضروري العمل على إطلاق روح الإبداع والريادة الاجتماعية والاقتصادية بينهم ليكونوا بإبداعهم وقدراتهم العالية بوابات للتغيير.


وحذر من حالات الاغتراب عن الواقع التي يعيشها جزء من الشباب العربي، معتبرًا أن مرجع ذلك الصورة النمطية التي باتت سائدة بفعل وسائل التواصل الاجتماعي والإعلامي، حيث أصبح الشباب يعيش عالما افتراضيا اختلت معه معان ومسلمات كالخصوصية والتعبير عن الذات واحترام الآخرين والصبر والواقعية في أحداث التغيير .


وقال الصباح " اننا كمسؤولين وصناع قرار معنيون بالعمل على تقديم افضل الوسائل الاجتماعية والاعلامية والثقافية التي تساهم في صياغة ثقافة النشء والشباب تعزيزا للقواسم المشتركة بيننا من جهة، وبينهم وبين مجتمعاتهم من جهة أخرى "، معتبرًا أن القواسم المشتركة هي السياج الحامي من التطرف والغلو، مؤكدًا أهمية مواصلة الجهود لتعزيز العمل العربي المشترك في تنمية وتمكين الشباب .


ونوه الصباح بأهمية المؤتمر العالمي للسياسات الشبابية في "باكو" الذي عقد بالتعاون بين العديد من المنظمات الدولية وبشراكة من الامانة لفنية لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب .


وقال الصباح"انني ترأست وفد الكويت المشارك فيه والذي أكد أهمية تطوير السياسات الطنية للشباب باعتبارها رؤى لواقع ومستقبل تنمية الشباب وتمكينهم في دولهم، وضرورة استحداث اليات التنسيق والتعاون اللازمة لتبادل الخبرات في هذا المجال ".


وطالب الصباح المشاركين بضرورة استثمار برامج وفعاليات المجلس وأمانته الفنية واللجنة الشبابية والرياضية إعلاميًا والاستفادة من الأجهزة الإعلامية الوطنية ومن إمكانيات الشباب الإبداعية مع ضرورة الأخذ في الاعتبار وصولها للشباب العربي أينما وجد سواء داخل الوطن العربي أو خارجه.


وأكد حرص الكويت وقيادتها ممثلة في صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد على دعم العمل الإنساني الخير، مستلهمين من التكريم الدولي لأمير الكويت كقائد للعمل الإنساني ودولة الكويت مركزا له تجديد الالتزام بدعم جهود تنمية الشباب وتمكينهم بما هو متاح وممكن .


ومن جانبه، أكد وزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبد العزيز رئيس الدورة الـسابقة لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب أن الشباب العربي يواجه تحديات كبيرة تحتاج إلى تضافر الجهود لمعالجتها وهي مسؤولية لاتقتصر على مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب فقط بل تتخطاه إلى كافة الوزارات والمؤسسات والهيئات في الدول العربية أجمع.


وقال إن عدد الشباب يقترب من نصف عدد سكان الوطن العربي وهم بذلك في حالة الاستفادة بهم يمثلون طاقة هائلة يمكنها أن تساهم في الإرتقاء بأمتنا العربية.


وتابع عبد العزيز: إن الشباب قد تغير وأصبح خلافا لما كان عليه الأمر في الماضي هم صناع التغيير"، مشيرًا إلى أن ما تعرفه الساحة العربية اليوم لخير دليل على ظهور احتياجات جديدة للشباب، حيث خلق الشباب لأنفسهم وسائل للإعلام والاتصال الحديثة، لافتا إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت القناة الأكثر استعمالا من طرف الشباب كوسيلة للمعلومات تتجاوز كل الحدود الدولية وكل الحواجز مرتكزة فقط على التكنولوجيا الحديثة كآلية للتأثير.


وأشار إلى أن معظم الدول العربية تتبنى سياسة وطنية للشباب تتسم بالشمول والتكامل ويرتبط فيها مكون الشباب مع مكون الرياضة ارتباطا وثيقا ومن الصعب الفصل بينهما كما أن هذه السياسة تحدد احتياجات الشباب في مختلف المجالات.


وقال إنه إذا كان الشباب هم عماد النهضة ووقود التنمية فإن العصر الذي نعيشه يفرض علينا ضرورة تغيير نظرتنا إلى شبابنا ولابد من تغيير طرق التعامل مع أفكار الشباب وحماسهم وتطوير آليات توجيه طاقتهم المتدفقة حتى يستفيد بها الوطن .


وأوضح أن الرياضة أصبحت في العالم صناعة هائلة تقوم على جهود الشباب أهمها الاستثمار الجيد للمواهب الرياضية الشابة والاستثمار الأمثل للمنشآت الشبابية والرياضية التي يستنفذ فيها الشباب طاقاته.


وأكد أن تلبية احتياجات الشباب ورغباتهم هدفنا الأول ولا زال، ولكن التحدي اليوم يكمن في ضرورة الإسراع وتنويع وتيرة العمل مع الشباب، مع تقليل مدة الانجازات حتى يكون تنفيذ الحلول المقترحة سريعا وفعالا لكي يؤتي ثماره.


وقال عبد العزيز " لقد اجتمعنا في الدورة السابقة رقم 37 خلال الفترة من 4 الى 5 مايو 2014 وحرصنا على الموافقة على تنوع الأنشطة والبرامج لتحقيق اكبر مشاركة بين الشباب العربي في مختلف المجالات الشبابية والرياضية ".


وأشار إلى أنه برغم الظروف التي مرت بها الأمة العربية إلا أننا نجحنا في تنفيذ عدد من الانجازات التي تحققت مما ساهم في تبادل الخبرات وكسب قيادات شبابية جديدة، وكان من أهمها حفل ومؤتمر تدشين "المنامة" عاصمة البحرين كأول عاصمة للشباب العربي للعام الحالي، لافتًا إلى أنه سيتم اختيار دولة عربية أخرى لتكون عاصمة جديدة للشباب العربي خلال هذه الدورة ، كما تم تنفيذ عدة ملتقيات ومهرجانات شبابية ورياضية فى الدول العربية كان لها الأثر الفعال في زيادة التواصل بين الشباب العربي.


ونوه المهندس خالد عبد العزيز إلى أن لقاء وزراء الشباب والرياضة العرب مع الرئيس عبد الفتاح السيسي كان بمثابة أجندة عمل جديدة لاستثمار مقترحاتكم في القضايا الشبابية التي تفضلتم باقتراحها والتي سوف تكون بداية الطريق لرسم سياسات شبابية تتماشي مع واقع الشباب العربي الحالي.


وقال إن الهدف الذي نسعى إليه هو توحيد العلاقات والأنشطة بين الدول العربية باعتباره أحد أهم روافد العمل الشبابي والرياضي، ولابد من تكثيف دائرة الاهتمام بالشباب، مؤكدًا أن توجيهه أصبح مطلبا وطنيا وقوميا فالأمر يحتم علينا أن نتقارب ونتبادل الأفكار والتجارب الناجحة التي تساهم في صقل الشباب واستثمار طاقاته في الأنشطة الشبابية والرياضية التي تنمي قدراته ومهاراته بالإضافة إلي تأصيل القيم والثقافة الصحيحة البناءة لخدمة أوطانهم.


وأضاف أن الشباب العربى يمتلك وعيًا كبيرًا، ونعتمد على هذه الأجيال الصاعدة في تحقيق الحلم العربى الكبير والمتمثل في إعادة نهضة وحضارة الأمة العربية، ونتطلع إلى شبابنا لبناء غد أفضل فلنقدم لهم كافة الإمكانات ونسهل لهم سُبل التواصل ولنضع بين أيديهم مصادر المعرفة الصادقة.


وأشار إلى أن هذا الاجتماع سيظل علامة مضيئة على طريق التعاون والترابط العربي وسيكون شعاره هو تعزيز العلاقات مع الدول العربية من خلال تكثيف مشاركة الشباب وتفاعله مع العديد من القضايا، وسوف نكون قادرين على تحقيق الحلم.


وقال إنه آن الأوان لنتعاون جميعًا ونكثف جهودنا ونستثمر إمكانياتنا وعلاقاتنا وهويتنا وموروثاتنا التاريخية والثقافية والفكرية التي تجمعنا دائما لصالح الشباب والرياضة وبذلك نصنع حضارة خالدة مدى الحياة، مشيرًا إلى أن وزارة الشباب والرياضة في مصر على استعداد لأن تضع كل إمكاناتها لأي عمل أو جهد يكون نتاجه خدمة الشباب في الوطن العربي.