تقدم الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، بالنصح لشباب جماعة الإخوان المسلمين، ناصحاً إياهم بالكف عن معاداة المجتمع وتكفيره، موضحاً أن الجهاد لا يكون ضد المجتمع المصري ولا جيشه أو شرطته، مطالباً شباب الإخوان أن يعتبروا بحال تنظيم داعش والقاعدة.
وقال برهامي في مقالة له: "إن الجهاد الذي أعلنه الشيخ حسن البنا ليس ضد مجتمعاتكم ولا دولكم ولا جيشكم وشرطتكم مهما كان من ظلم وعدوان؛ فهم لم يكفروا بعد، وقتالكم ضدهم فساد عريض في صالح الأعداء الذين يجب جهادهم بالفعل، وأيضًا بالضوابط الشرعية، وليس بالشعارات والحماسات التي تضر الأمة كلها وفي العالم كله، واعتبروا بحال داعش والقاعدة الذين رفضتم سبيلهم مِن قبل".
وتابع: "ليس من السنن الشرعية مصادمة السنن الكونية وإهمال موازين القوى واعتبار مآلات الأمور والمصالح والمفاسد، وتذكروا أن الخضر عاب السفينة لإنقاذها، وتذكروا أن الفقهاء الذين خرجوا مع ابن الأشعث قد ندموا على خروجهم على الحجاج -مع أنه قتل نحوًا من أربعة آلاف ضعف مَن قُتِلوا في محنة بلادنا الأخيرة- ومع ذلك استقر الأمر لعبد الملك الذي استعمل القوة بهذه القسوة، وأقر الصحابة الأمر لمنع مزيد الظلم والجور والفساد".
واضاف قائلا: "لا شك أن المتكلمين عن الجهاد وحتمية تسليح الثورة يتكلمون من خارج البلاد ولا يدركون حقائق الأمور في الشارع المصري -حقيقة ومجازًا- وغائب عنهم تمامًا استحالة السير في هذا الطريق وأنه لا يمكننا ذلك؛ لأنه سيكون على أشلاء الجماعة ومن يعاضدها، كما أن المعادلة الصفرية لو تحققت وهميًّا لصالح مَن يرون هدم الدولة فسيكون ذلك على أشلاء وطن وأشلاء مجتمع وأشلاء دعوة وجماعة، ولا يرضي الله ولا رسوله ذلك، والأقرب بلا شك، بل أقول: المقطوع به بالسنن الكونية والشرعية أن المعادلة الصفرية لو تحققت فلن تكون في صالحكم، وستحصلون أنتم على الصفر، نسأل الله أن يسلمكم ويسلم المسلمين من ذلك، فأدركوا الأمر، وارجعوا إلى الحق، ولا تستنكفوا من الاعتراف بالخطأ في الحسابات والتقديرات بعد الخطأ في العلم الشرعي".