عاجل

ماذا يحدث في ليبيا؟.. خلافات داخلية وانشقاقات قبل الانتخابات الرئاسية.. وسيف القذافي وحفتر أبرز المرشحون

مؤتمر باريس.. هل ينجح في تذليل أية عقبات أمام إجراء الانتخابات الليبية؟

  • 156
رئيس الحكومة الليبية

مرشحون من كافة التيارات.. والخلافات الأمنية والقانونية تهدد الاستحقاق الرئاسي

رغم تمسك المجتمع الدولي شكوك حول إجراء الانتخابات

كتب- عمرو حسن

تعيش ليبيا سنوات من إنعدام الأمن والأمان والاستقرار، ونزاع القوى الوطنية والمجتمعية والميليشيات الداخلية والخارجية نحو السلطة وفرض القوة والأمر الواقع بالسلاح والدعم المحلي والإقليمي والدولي، والمواطن الليبي بين هذا وذاك يواجه الظروف الاقتصادية والاجتماعية القاسية، مفتقدًا لمقدراته وثرواته الطبيعية التي تتمتع بها أراضي البلاد.

مؤتمر باريس

وتعددت المؤتمرات والاجتماعات من دول الجوار وعلى رأسهم مصر، وكذلك القوى الدولية الفاعلة، إلا أن تلك المتمرات لم يكتب لها النجاح في إنهاء الأزمة الليبية، وعبور الأزمات السياسية بنجاح، ولعل أخر وبرز تلك المؤتمرات مؤتمر باريس حول ليبيا الذي يعقد غدًا في العاصمة الفرنسية باريس بمشاركة مصر وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا كرؤساء للمؤتمر، كما تشارك الأمم المتحدة كقائد للمحادثات.

ويتفق المشاركون في المؤتمر على ضرورة إجراء الانتخابات الليبية في موعدها في 24 ديسمبر المقبل، واستكمال بقية الاستحقاقات الانتخابية بعد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية، كما يعد مؤتمر باريس إحدى الاجتماعات التي تسعى لوضع حلول للعراقيل الأمنية والقانونية والسياسية التي من الممكن أن تمثل عوائق نحو الاستحقاق الرئاسي الليبي.

عقبات أمنية وقانونية

 ويذكر أن المخاوف من الفشل في عقد الانتخابات البرلمانية بسبب المخاطر الأمنية من تأثير الميليشيات اللليبية والأجنبية على سير العملية الانتخابية، وكذلك الخلافات القانونية بسبب وضع قوانين انتخابية بشكل فردي دون توافق القوى السياسية والقانونية والمجتمعية في البلاد

الحكومة الحالية

في فبراير الماضي، تم تشكيل حكومة ليبية برئاسة عبدالحميد الدبيبة لتقود زمام الحكم في ليبيا حتى الانتخابات الرئاسية في ديسمبر المقبل، إلا أن الخلافات السابق ذكرها بالإضافة لمزاعم نحو إرادة الدبيبة في الاستمرارفي منصبه كرئيس للحكومة الحالية، والحول دون إجراء الانتخابات الليبية، إلا أن أخرين يؤكدون أنهم مجرد مزاعم، وأن من مصلحة الدبيبة أن تُجرى الانتخابات لأنها أحد المرشحين فيها، ويسعى ليكون الحاكم الشرعي للبلاد.

المجتمع الدولي

يسعى دول العالم على رأسها أمريكا والاتحاد الأوروبي ودول جوار ليبيا إلى إجراء الانتخابات الليبية في موعدها، كأحد الخطوات الهامة والرئيسية نحو التخلص من أزمة ليبيا التي طالت منذ عام 2011 وحتى اليوم، كما أن دول الجوار الليبي بالإضافة لدول أوروبا تعرضوا لأضرار كبيرة بانتشار الميليشيات المسلحة والإرهابية في ليبيا واتخاذها المدن الليبي موطن لها.

الانتخابات الليبية 

تقام الانتخابات الليبية في 24 ديسمبر المقبل، ومن المرجح أن تتعدد قوائم المرشحين، كتاية عن كثرة المرشحين المحتملين في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ولعل أحد أسباب ذلك الصلاحيات الكبيرة التي يمنحها القانون الليبي للرئيس القادم، وأعلنت عدة شخصيات سياسية ترشحها للتنافس على كرسي الرئاسة، مثل مندوب ليبيا السابق لدى الأمم المتحدة، السفير إبراهيم الدباشي ورئيس تكتل إحياء ليبيا والسفير السابق في الإمارات عارف النايض، وكذلك عضو البرلمان عبد السلام نصية ورئيس حزب التجديد سليمان البيوضي، إلى جانب فنان كوميدي، وآخرون غير معروفين لدى الرأي العام.

مرشحون محتملون

لعلها أسماء محتملة، لكنها في الحقيقة تعد قائمة بالمرشحين النهائيين، لأنهم أبرز أسماء الساسة والشخصيات التي تحمل أصواتًا كثيرة، وقبول بالشارع اللليبي، وتنتشر التوقعات في ليبيا بترشح كل من قائد الجيش الليبي خليفة حفتر ورئيس البرلمان عقيلة صالح، ومن المحتمل أن يترشح وزير الداخلية بحكومة الوفاق السابقة فتحي باشاغا، كذلك قد يترشح رئيس الحكومة الليبية الحالية عبد الحميد الدبيبة.

سيف الإسلام القذافي

أحد أبرز الأسماء التي تحمل كثير من الجدل، وهذا لأن سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الراحل معمر القذافي، يعوّل عليه أنصار النظام السابق للعودة إلى السلطة، خاصًة أنه أعلن في حوار مع صحيفة "نيويورك تايمز" عن عودته القريبة إلى معترك السياسة الليبية، إلا أن عدد ليس بقليل من الليبيبن وعلى رأسهم من قاموا بالثورة ضد أبيه يرفضون ترشحه، بالإضافة لبعض الجماعات السياسية.

تعليقات الخبراء

وفي ذلك السياق، قال اللواء محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، والخبير الأمني، إن ليبيا دولة جوار وامتداد للأمن القومي المصري، واستقرارها يمثل استقرار لتأمين الحدود الغربية، مشيدًا بمشاركة مصر في مؤتمر باريس من أجل ليبيا غدًا في فرنسا، مؤكدا على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية لليبيا في موعدها للتخلص من الميليشيات والمرتزقة.

وأكد وكيل المخابرات العامة المصرية ، في تصريحات خاصة لـ"الفتح"، إن توافق القوى الليبية هو أحد أهم عوامل نجاح المسار السياسي وإجراء الانتخابات، واكتمال خارطة الطريق نحو الاستقرار الليبي وانتهاء الأزمة، مضيفًا أن ليبيا في حاجة للتوافق بين أبنائها وطرد الغرباء.

 واستنكر رشاد تفضيل بعض القوى والشخصيات الليبية لمصالحها الشخصية على المصلحة الليبية، رغم كل ما مرت به ليبيا وشعبها من أزمات زوخلافات طاحنة كثيرة، أثرت على المقدرات الليبية، مشددًا على أن الحلول تكمن في أن تتم الانتخابات الرئاسية الليبية في وقتها. 

وأوضح الخبير الأمني، أن مصر تتمنى أن ترى شقيقتها ليبيا دولة مستقرة يسودها الخير، وأن تعيش مؤسساتها في استقرار، الذي سيضمن بالتبعية ضمنان الأمن القومي المصري تحديدصا من الناحية الغربية، وأنه لا استقرار في ليبيا دون الانتخابات.

وقال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن القوى الدولية والمجتمع الدولي ودول الجوار الليبي تصر على إجراء الانتخابات الليبية في موعدها، على أن تلي الانتخابات الرئاسية، انتخابات برلمانية في يناير المقبل، مضيفًا أن المشاورات والمؤتمرات الدوليةـ، وعلى رأسها مؤتمر باريس حول ليبيا الذي سيعقد غدًا بمشاركة مصرية سيؤكد ضرورة إجراء الانتخابات الليبية في موعدها رغم التطاحن، وسيسعى لوضع حلول لأي معوقات.

وأشار غباشي، في تصريحات خاصة لـ "الفتح، إلى أن خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا من أسباب الخلاف على إجراء الانتخابات لأنه يقول بضرورة إجراء الانتخابات البرلمانية أولًا، ثم امتثال الشعب الليبي للاستفتاء على الدستور، وبعدها يتم عقد الانتخابات الرئاسية، مضيفًا أن المشري قال ما نصه، "إن إقرار الانتخابات الرئاسة الليبية أولًا، كإقرار بالنازية في حكم ألمانيا"

وأردف دكتور القانون، أن هناك شخصيات مرشحة للانتخابات اللليبية لا تزال محل خلاف، مثل سيف القذافي، لافتًا لتأكيدات القوى الدولية على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها وطرد المرتزقة والمليشيات، مؤكدًا أن مؤتمر باريس من أجل ليبيا، يظل فرصة لتعزيز إجراء الانتخابات الليبية في موعدها، وضرورة الخروج من أزمة الانتخابات الليبية والتخلص من المرتزقة والمليشيات.

وقال السفير هاني خلاف، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن المشاركة الرسمية المصرية المتمثلة في حضور الرئيس السيسي لمؤتمر باريس حول ليبيا، هامة للغاية، لأن مصر دولة محورية من بالنسبة لليبيا، مضيفًا أن الاتفاقيات بين السيسي وماكرون سيكون لها أثر مهم لفتح عدة مسارات من أجل إجراء الانتخابات الرئاسية الليبية في موعدها.

ونوه مساعد وزير الخارجية، في تصريحات خاصة لـ"الفتح"، على ضرورة إجراء اتفاقيات بين كلًا من مصر وفرنسا وتونس على توحيد الرؤى والاستراتيجيات نحو الخروج من الأزمة الليبية الراهنة وإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، ووضع حلول للخلافات وأسباب تعطل الانتخابات مثل الأحداث الأمنية ومواقف الميليشيات، والأسباب القانونية، وأن يكون هناك موقف مشترك لعلاج الأزمات وسير الانتخابات الليبية. 

وأكد الدبلوماسي السابق على أن الأزمة الليبية لم تنتهي بالكامل بعد، وأشار إلى أن مصر تدعم كل مؤسسسات الدولة الليبية والشخصيات السياسية التي تسعى لاستقرار ليبيا، وتقف على قدم واحدة من جميع المرشحين، مضيفًا أن مصر لم يعد لديها الحساسيات القديمة، مؤكدًا أن القاهرة لا تتدخل أبدا في الشأن الداخلي الليبي.

وتابع، " من المهم لدى الدولة المصرية حل الأزمة الليبية لتبقى حدودنا أمنة، وأن الاتجاه المصري الحالي يوحد ويقرب وجهات نظر المؤسسات الليبية، ويوحيد الجهود نحو الاستقرار الليبي".

وحذر خلاف من دور الميليشيات السلبي الذي قد يؤثر على إجراء الانتخابات الليبية في موعدها، مشددًا على أن كثير من المعارضين والجماعات يريدون تعطيل الانتخابات لأنهم لا يحبذون فكرة الانتخابات من الأساس، نافيًا المزاعم حول نية عبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة الحاليفي تأجيل الانتخابات، قائلًا،" هو عايز يترشح لرئاسة ليبيا ويريد إقامة الانتخابات ليفوز بها".