بداية صلة فرنسا بالإسلام وتعرض الجالية المسلمة للعنصرية الفرنسية

  • 31
الفتح - الأقليات المسلمة في فرنسا

تبلغ مساحة دولة فرنسا 547,020 كليو متر مربع، ويبلغ تعداد سكانها 58,109,160 نسمة، حوالي 90% منهم نصارى كاثوليك، فيما يقدر عدد المسلمين فيها بنحو 5,000,000 نسمة، وهي دولة زراعية بشكل رئيس، كما أن للصناعة موقع مهم في اقتصاد البلاد.

وتواجه الأجيال المسلمة الجديدة الموجودة في قارة أوروبا خطرًا داهمًا جراء تعرضها لمسخ الهوية الإسلامية والانسلاخ من الدين.


بداية صلة فرنسا بالإسلام:

بدأت صلة فرنسا بالإسلام في القرن الأول الهجري؛ إذ تعرض الجزء الجنوبي منها إلى عدد من الحملات الإسلامية، وقد توقف الزحف الإسلامي بعد هزيمة المسلمين في توربواتيه المعروفة باسم "بلاط الشهداء" عام 327 م،  وقد عاش بعض المسلمين في المدن التي فتحوها أو قريبًا منها، فأثروا في أهلها ونقلوا إليها بعض الصناعات وأساليب الفلاحة.


المرحلة الثانية لاتصال المسلمين بفرنسا:

أما المرحلة الثانية لاتصال المسلمين بفرنسا، فبدأت مع بداية القرن الرابع عشر الهجري، أي بعد الحرب العالمية الأولى، عندما هاجر كثير من المسلمين من شمالي إفريقيا وذلك لحاجة فرنسا للأيدي العاملة،  وقد وصل عددهم إلى أكثر من مائة ألف بعد الحرب العالمية الأولى، وقد تضاعف هذا العدد بعد الحرب العالمية الثانية،  ويقدر عدد المسلمين الآن في فرنسا بحوالي خمسة ملايين نسمة، معظمهم من بلاد المغرب العربي، ويتركز الكثير منهم في مدينة باريس، التي يقدر عدد سكانها من المسلمين بأكثر من مليون نسمة.

جدير بالذكر أن غالبية المسلمين في فرنسا من طبقة العمال؛ إذ تبلغ نسبتهم أكثر من 65% سواء كانوا من شمالي إفريقيا وهم الغالبية العظمى، أو كانوا من تركيا وبعض الدول الإفريقية، وهم يعيشون في ظروف غير مواتية من الناحية الدينية والثقافية والاجتماعية، ويوجد أكثر من 60 ألف من الفرنسيين الذين اعتنقوا الإسلام، أكثر من 65% منهم من النساء، ويوجد في فرنسا أكثر من ألف مسجد ومصلى منتشرة في أنحاء الجمهورية.


تعرض الجالية المسلمة في فرنسا للعنصرية:

وتتعرض الجالية المسلمة في فرنسا إلى الكثير من التحديات العنصرية، خصوصًا من الفرنسيين الذين عادوا من دول شمالي إفريقيا، كما يعاني المسلمون من عدم وجود مدارس إسلامية توفر التعليم لأبنائهم، عدا بعض المحاولات في فترة العطلة الأسبوعية وهي غير كافية، وقد أسست قبل سنوات الكلية الأوروبية للدراسات الإسلامية في مدينة شاتو شينون لعلها تسهم في سد بعض من هذا النقص، ولعل من أسوأ أنواع المضايقات العنصرية التي عرفت عن فرنسا، موقفها من الواجبات والشعائر الإسلامية، مثل: الحجاب، والذبح الإسلامي وغير ذلك، ورغم أن أعداد المسلمين في فرنسا كبيرة واعتنق الإسلام بعض الفرنسيين المشهورين مثل "روجيه جارودي" وغيره، فإن حقوق المسلمين ما زالت مهضومة ويتعرضون لكثير من الممارسات العنصرية.


الهيئات الإسلامية في فرنسا:

ويوجد في فرنسا مئات الجمعيات والهيئات الإسلامية في المدن الرئيسة، يجمع معظمها اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، كما توجد الجمعية الثقافية الإسلامية والتجمع الإسلامي واتحاد الطلاب المسلمين.