أوقفوا هذه المهاترات

  • 161

لقد أظهرت النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية، فوز المشير السيسي رئيسا لمصر، وفرحنا نحن أبناء الدعوة السلفية بهذه النتيجة، وحمدنا الله عز وجل أن كتب التوفيق للمرشح الذي أيدناه، والذي ارتأيناه الأحق والأجدر والأنسب لقيادة مصر في هذه  المرحلة الصعبة، وانتشالها من هذه الكبوة التي لم نشاهد مثلها في تاريخنا المعاصر، وبدأنا نشعر بأن مصر سوف تخطو مع هذا الرئيس أولى خطوات الاستقرار والبناء، والخروج من هذه المحنة الكبيرة، كما فرح أبناء الشعب المصري بفوز السيسي على طريقتهم الخاصة "طبل وزمر وزغاريد" في كل مكان، هذا هو تعبيرهم المعروف والمشهور عن فرحتهم عندما تكون هناك فرحة غامرة، ولكن هناك قسم ثالث غريب وعجيب، انشغل تماما عن فوز المشير الكاسح، وانشغل تماما عن التعبير عن فرحته بهذا النجاح إن كان قد فرح بالفعل، وجعل كل همه بدلا من الإشادة بحصول الرجل على أكثر من 23 مليونا من الأصوات، جعلوا يبحثون عن المليون الذين أبطلوا أصواتهم، من هم؟! وفيما يشبه الاتفاق، قالوا: إنهم السلفيون أبناء الدعوة السلفية وحزب النور، وذلك في خطة ممنهجة، عبر قنوات الفضائية المملوكة لأشخاص معروفين ومعروفة اتجاهاتهم وانتماءاتهم، وكذلك العديد من الصحف المملوكة لأولئك المليارديرات أيضا.

 ونحن نتساءل:

كيف عرفتم أن الذين أبطلوا أصواتهم هم السلفيون أبناء الدعوة السلفية وحزب  النور؟! هل يمكنكم أن تقولوا لنا كم عدد الأصوات التي تنتمي للأحزاب الكرتونية التي أعلنت وقوفها بجانب الرجل والتي لم تنتخبه؟! أم أنكم تدعون أن جميع المنتمين إلى تلك الأحزاب والتي لايعلم عنها أحد من أبناء الشعب المصري قد أيدت 13 ألفا من اللجانالمنتشرة حول 27 محافظة؟! كيف يمكن مراقبتها وحصر عدد السلفين الذين أدلوا بأصواتهم منهم، وعدد الذين أبطلوا أصواتهم منهم؟!

 أنتم مع الأسف توجهاتكم تجاه حزب النور معروفة، وخوفكم من موقعه في الانتخابات البرلمانية معروف، والله وحده سبحانه وتعالي يعرف ما في قلوبكم، غير أن النوايا يظهرها هذا السيل من الهجوم والذي خرج في وقت واحد وبلغة واحدة، مع أن الكثير من الفضائيات أكدوا أن الخطاب الموجود على بطاقات الانتخابات للمليون الذين أبطلوا أصواتهم ليس خطابا سلفيا، إنما خطاب إخواني وغير إخواني، ونحن لو قطعنا أصابع أيدينا لنثبت لكم أننا انتخبنا هذا الرجل ما صدقتم، لقد أفسد عليكم حزب النور وأتباعه فرحتكم الغائبة بنجاحه الكاسح. نسأل الله له التوفيق، ونطلب منكم أن توقفوا هذه المهاترات.