الإسلام قادم .. قادم ( 1 )

  • 248

إخوتي وأخواتي، أبنائي وبناتي، أكتب إليكم من بِنين، وهي دولة تقع في غرب أفريقيا، تحدها من الغرب توجو، ومن الشرق نيجيريا، ومن الشمال بوركينافاسو والنيجر. أما من الجنوب فتطل على خليج بِنين المتصل بالمحيط الأطلنطي. يبلغ عدد السكان حوالي تسعة ملايين، وهي دولة استوائية جنوب الصحراء الكبرى ولغتها الرسمية هي الفرنسية، ومع ذلك فغالبية السكان يستخدمون لغاتهم الأصلية خاصة في التفاهم فيما بينهم كلغة اليوربا والهاوسا.

 

 
نسبة المسلمين فيها تجاوز 55 % ، أي ما يزيد على خمسة ملايين، وإن كانت الإحصائيات الرسمية تقول إن النسبة لا تزيد على 25 %، والواقع يكّذب ذلك فالمساجد والمراكز الإسلامية تنتشر في كل مكان، خاصة في الشمال حيث تزيد نسبة المسلمين على 70 %،بل إن منطقة جوغو في وسط البلاد القريبة من حدود توجو تصل النسبة إلى 90 %، أما النسبة المتبقية وهي 45 % فيتقاسمها النصارى والوثنيون؛ حيث يمثل النصارى بطوائفهم المتعددة 30 %، والوثنيون 15 % على وجه التقريب .
 
لقد بدأت رحلتنا الأولى في نوفمبر 2011 وتمثلت في قافلة دعوية تعليمية استكشافية، وتكونت من طبيب وداعية ومدرس وخبير في الإدارة، وبدأنا العمل في شمال البلاد وأثمرت الرحلة عن دخول ما يقرب من ألف شخص في الإسلام والحمد لله رب العالمين.
 
ثم تتابعت الرحلات ما بين الشمال والجنوب، واستقر بنا المقام في الجنوب، ودخل في الإسلام بفضل الله وعونه وجوده ومنهوكرمه ما يقرب من ثلاثين ألفا في المدن والقرى، مدن باراكو ونيكي وكاندي وبورت نوفو وبوهيكون وكومي وساكيتي وبوبيوآفامي وتشيتي، وقرى كثيرة تزيد على 150 قرية، لقد تم بناء مسجد واحد في منطقة أخيكون بالتعاون مع جمعية تبليغ الإسلام، وبفضل الله وحده كان ذلك سببا في دخول 65 قرية تحيط بالمسجد في الإسلام، وكل يوم يدخل المئات والحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، وأثناء رحلتي إلى مدينة تشيتي تجولنا في القرى، وأسلمت بفضل الله ثلاث قرى خلال يومين، وتجاوز العدد سبعمائة شخص، لقد أسلم ثلاثة ملوك من ملوك هذه القرى؛ فتتابع الناس ليدخلوا في دين الله أفواجا.
 
لقد انتهينا من مرحلة الاستكشاف خلال الرحلات الثلاثة الأولى، ثم بدأنا مرحلة التعرف على الدعاة المحليين من خريجي الأزهر والجامعات الإسلامية في السعودية والمغرب وموريتانيا والسودان والمعاهد الإسلامية، وبدأنا مرحلة التنسيق والاتصال وتكوين وإعداد الكوادر الدعوية لمتابعة الآلاف من المسلمين الجدد وتعليمهم القرآن والصلاة، وبدأنا مهمة مصعب بن عمير وسمينا الدعاة المصريين الذين يجوبون البلاد " المصعبيون " نسبة إلى مصعب بن عمير رضي الله عنه، أول سفير في الإسلام إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانتشروا في البلاد ونشروا التوحيد والسنة.
 
ثم تحولنا إلى المرحلة الثالثة، وهي مرحلة البناء بإنشاء جمعية خيرية وحفر الآبار وبناء المساجد وإعداد الكوادر وتوزيع الأضاحي، ونحن الآن نقوم بالإعداد لمشروع إفطار الصائم خلال شهر رمضان نستهدف من خلاله إسلام خمسة آلاف في بِنين وحدها، وألفين في دولة مالاوي بالإضافة إلى المئات من دول بوركينافاسو وتوجو وبوروندي بإذن الله والحمد لله رب العالمين.
 
إن وجبة الإفطار تتكلف خمسة جنيهات ما بين وجبات جافة كالأرز والزيت والتمر والسكر، ووجبات مطبوخة يجتمع عليها الصائمون على موائد الرحمن بالمساجد؛ حيث يتوافدون على المساجد قبل صلاة المغرب ليبدأوا في تعلم القرآن وأحكام الطهارة وتعلم الصلاة، وما لا يسع المسلم جهله، ثم يفطرون على بعض أنواع الفاكهة المنتشرة بكثرة في هذه البلاد كالبرتقال والموز والمانجو وجوز الهند، بالإضافة إلى التمور، ثم يصلون المغرب، وبعد المغرب تُلقى إليهم المحاضرات فيُسلم العديد منهم بإذن الله من أقارب المسلمين الجدد الذين يصطحبونهم معهم إلى المسجد، ومن الوثنيين والنصارى؛ وبهذا يتحول شهر رمضان إلى شهر القرآن وشهر الدعوة إلى الإسلام أيضا، وتتحقق نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم:
" إن الله زوى لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها ..." رواه أحمد في "المسند".
 
صدقت يا حبيبي، ويا سيدي، ويا معلمي، ونقسم بالله كما أقسمت، والله ليتمنّ الله هذا الأمر، وليبلغنّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، وما من بيت وبر ولا مدر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام وأهله وذلا يذل به الكفر وأهله.
 
لقد بدأنا مرحلة البناء وسوف نستمر لنشر الإسلام في بوركينافاسو، حيث يصل عدد الوثنيين إلى قرابة الأربعة ملايين، وفي توجو قرابة المليونين، وهذا يعني أننا نستهدف سبعة ملايين في كل من بِنين وتوجو وبوركينافاسو من الوثنيين فقط، وسوف نستكمل المسيرة إلى غانا بإذن الله، وسوف ترتفع أعلام الإسلام وراياته عالية خفاقة مرفوعة حول العالم شاءوا أم أبوا، وصدق الله العظيم حيث قال:
" يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون (8) هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (9) ".
(الصف: 8،9).
 
أبشروا عباد الله، فالإسلام قادم قادم.
 
" وأخرى تحبونها ونصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين " .
 
[email protected]
 
Facebook.com/said.hammad.official