عاقبة البغي

  • 221

آية من كتاب الله ترسم النتيجة النهائية للباغي والمبغي عليه.

كم يتحملُ المظلومُ نارَ الظلم محتسبًا أجرَه عند الله، سائلًا نصرَه من الله، مع غفلةٍ من قلب الظالم بحال ذلك المظلوم وعاقبة ظلمه له!

لكنه يتسلى بما في ذلك الوعد الإلهي من مبشرات بالنصر على الظالم ولو بعد حين..

1- فيستحضر أن الله هو الذي أخبر بهذا الوعد، وقولُه حقٌّ، ووعدُه حقٌّ، {ومَن أصدَقُ من الله قِيلًا}

2- وأنه هو الذي يخاصِم في حقِّه، وهو الذي تكفَّل بنصره، ففيه معنى قوله -تعالى- {نعم المَولَى ونعم النَّصِير}

3- وأن عاقبةَ البغيِ ترجع على الباغي ولا تضر المبغي عليه، وكيف تضرُّه وهو موعود بنصر الله إياه، وهو الذي قال: {يا أيها النَّاسُ إنما بغيُكم على أنفسِكم}

4- وأن الله حكمٌ عدلٌ، ومن حكمتِه وعدلِه أنه لم يجعل الحكم والجزاء لأحد من خلقِه، بل له وحده، ويكفي المظلومَ علمُه بذلك مسليًا لنفسِه ومُطمئِنًا لقلبِه. فـ {إن الله لا يظلمُ مثقالَ ذرَّةٍ}

5- وأنه موعودٌ بما وعد الله به رسله، في قوله -تعالى- {إنا لننصرُ رسلَنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويومَ يقومُ الأشهادُ . يومَ لا ينفع الظالمين معذرتُهم}

6- وأن هذا النصرَ من الله له دليلٌ على محبتِه إياه، ويكفيه ذلك شرفًا ومنزلة له عند ربه؛ فإن الله جعل الجنة للضعفاء، وجعل النار للمتكبرين.

وقد أخبر -سبحانه- أنه {تلك الدارُ الآخرة نجعلُها للذين لا يريدون عُلوًّا في الأرض ولا فسادًا والعاقبة للمتقين}

7- وأن انتصار الله للمظلوم من الظالم ليس كانتصار المظلوم لنفسه في شفاءِ صدرِه وراحةِ بالِه وعاقبةِ أمرِه.

8- وأن هذا النصر من الله سينفعُه بلا شك في آخرتِه، بخلاف انتصارِه لنفسِه فقد يكون فيه من التجاوز والظلم ما يزيد على حقِّه، ويعود ضرُره عليه.

9- وأن احتساب ذلك عند الله دليلٌ على صدقِ إيمانه، وقوة يقينِه، ففيه معنى (حسبُنا الله ونِعْمَ الوَكيل).

10- وأن ذلك كله يستوجبُ من العبد أن يحمدَ الله على حكمتِه وعدلِه ووعدِه ونصرِه، فهو الذي {له الحمدُ في الأولى والآخرة وله الحكمُ وإليه تُرجعون}.