خارطة مستقبل للرئيس السيسي

  • 168

أولاً: أهنأ القراء وكل المصريين وكل المسلمين بقدوم شهر رمضان المبارك، بما فيه من بركات ورحمات وخيرات وحسنات.

ثانياً: أدخل في موضوع المقال مباشرة،فأقول: لست الأول الذي يكتب رسالة إلى الرئيس السيسي، وربما لا أكون الأخير، فقد سبقني من كتب، وربما يكتب بعدُ غيري،ورسالتي هذه قد تكون مكررة، وقد يكون بعض ما فيها جديداً.

قد يقرؤها الرئيس السيسي أو يقدَم له مختصرات منها، أو يقدَم له ملخص لها، وقد لا تصل إليه أصلاً، وفي كل الأحوال فقد قمت بما علي، وبما رأيته في الصالح العام،وأعرف أنها رسالة طويلة،والرئيس قد لا يجد وقتاً لقرءاة مثل هذه الرسائل الطويلة،وفكرت أن أكتب له أسبوعيا؛ ولكن قد تأتى أحداث جديدة،تشغله عن القراءة نهائياً،فَفَضلتُ أن أكتبها جملة واحدة،مساهمة معه في حمل المسئولية، ومساهمة معه في الوصول بمصر إلى بر الأمان، فأقول له:

أولاً: كل عام أنتم بخير.

ثانياً :رأيتك يا سيادة الرئيس وسمعتك في مواقف متعددة،أعجبتني، وأثرت في بشدة، رأيتك وسمعتك في حفل تخريج دفعة جديدة من ضباط الشرطة، وأمامك أوائل الخريجين من الدفعة،وأنت تخاطب الدفعة كلها، وتقول لهم :لا تظلموا، ولا تجوروا، شدتني الكلمات،وأبهرتني،وأدهشتني،فأنت أول رئيس ـ فيزماننا- يقول لضباط الشرطة الجدد:لا تظلموا ولا تجوروا، إنها نصيحة غالية نفيسة مهمة، وتوجيه شريف،بل هذا نهيٌ عن منكر، هذه الكلمات إنجاز في سجلك، وبقي أن تكمل جميلك،وتتابع هؤلاء الضباط الجدد؛ لتعرفهل فعلاً طبقوا النصيحة ونفذوها أم لا ؟!

وبقي أيضا أن تكمل جميلك مع الدفعات القديمة، والرتب القديمة من الضباط وتوجه لهم نفس النصيحة، ونفس التوجيه؛ فتقول لهم لا تظلموا، ولا تجوروا.

 وعفوا فخامة الرئيس، ومعذرة عندي سؤال، لماذا قلت لهذه الدفعة بالذات لا تظلموا ولا تجوروا؟ سؤالي هذا في داخله أسئلة متشعبة ومتولدةعنه،ولكن على كل حال،أشكرلك هذه النصيحة التي وجهتها، فهي سابقة محمودة، وغير معهودة من الرؤساء في تخريج الدفعات.

ورأيتك، وسمعتك في حفل تخريج دفعة جديدة من ضباط الجيش في الكلية الحربية، وأنت تخاطب الله تعالى، وتطلب منه أن يساعدنا، وهذا موقف مؤثر وجيد،أن تتجه إلى الله، وتطلب منه العون والرزق.

ورأيتك وسمعتك وأنت تعتذر للفتاة التي تحرش بها الشباب، وتقول لها معتذراً: إحنا وحشين، إحنا سيئين، تواسيها وتخفف عنها، كأنكتتحمل تبعات ما فعل هؤلاء الشباب، وتعتذر نيابة عنهم،ثم تصدر تعليمات صارمة لعلاج ظاهرة التحرش.

ورأيتك، وسمعتك وأنت تتنازل عن نصف راتبك، ونصف ما تملك لصالح مصر، فبدأت بنفسك، قبل أن تطلب من غيرك أن يتبرعوا لصالح مصر، وكل هذه مواقف مشرفة غير معهودة وغير مسبوقة، تدل أننا أمام رئيس جديد، ونوعية جديدة، وشخصية جديدة.

وهذا شجعني-بعد أن ترددت-أن أكتب اليك؛ لصالحك، ولصالح شعب مصر، ودولة مصر.

أكتب إليك هذه الملاحظات؛ إشفاقاً عليك، وحرصاً على نجاحك.

أكتب إليك، ولا أدرى هل تصل إليك هذه الرسالة، أم تحجب عنك، وأيا ما كان الأمر، فأناأكتب إليك إبراء لذمتي، وأداء لما علي، والذي سأكتبه هو اقتراحات، لعلك تجد فيها ما ينفعك.

ولعلك تكون أصلا عاملا بها كلها أو بعضها، ومع ذلك لابد من كتابتها.

أولاً: عين، وكلف فريق عمل يجمع لك كل ما يُكتب عنك في الصحف والمجلات والقنوات والإذاعة،سواء تأييدًا لك أو معارضة لك،ويتم عمل ملف يومي يعرض عليك كاملاً،تُلقي عليه نظرة ولو عابرة، تعرف مَنْ يكتب لصالحك، ومن يكتب ضدك! ولماذا؟

بدلاً من التقرير المختصر القصير، الذي يعرض عليك ويقدم لك،فيظني،ضروري جداً أن تتابع وتسمع وتعرف ما يقال عنك وأسبابه، حتى تستفيد منه، وتنتفع به.

ثانياً: لابد أن تسمع شكاوى ومطالب الشعب، لابد أن تعرف إحتياجات الشعب من الشعب مباشرة، وبالتالي، لابد من ديوان ينقل إليك مطالب الشعب مباشرة، وليس عن طريق الوسطاءأو الخبراء، اسمع الناس مباشرة،واعتبر مطالبهم هيالتي تحدد سياسة الحكومة، والناس لهم وجهة نظر أحيانا تكون أهم من تحليلات الخبراء.

اسمع واستمع إلى ما يقوله الناس، واعمل على تحقيقه؛ تكن من أنجح الرؤساء إن شاء الله،وابن سياسة الحكومة على ما يريده الناس.

ثالثاً: إبدء يومك بالقران الكريم، ودرسفي الفقه على الأقل لمدة ربع ساعة، أواقرأ أنت بنفسك في كتاب الفقه على الأقل ربع ساعة، وهذا هام جداً جداً.

رابعاً: انشغل بأحوال الشعب أكثر مما تنشغل بالأحوال الخارجية،اجعل السياسة الداخلية أهم عندك من السياسة الخارجية،وأعطها أغلب وقتك، وأنا أعرف أن السياسة الخارجية مهمة جداً، خاصة في وسط عالم متقلب يحتاج إلى متابعة لحظة بلحظة، أولا بأول، أعرف هذا جيداً، ومع هذا أقول لك، وأطالبك أن تجعل وجهك إلى الداخل إلى الشعب،ولا توكل الوزراء والحكومة في هذا الشأن؛ لتتفرغ أنت للسياسة الخارجيةلا، ولكن فوض وزير الخارجية للسياسة الخارجية مع متابعته أولاً بأول، وتولى أنت الأمور الداخلية، عكس ما فعل، ويفعل معظم الرؤساء، وأنا أعي، وأعرف ماذا أكتب، فالشعب هو الأمانة الأولى التي في رقبتك، والشعب هو الذي ستسأل عنه يوم القيامة، والشعب هو الأَولى بالاهتمام والرعاية من السياسة الخارجية، وكل ذلك مهم خطير، ولكن ماذا نقدم؟ وماذا نؤخر؟ ترتيب الأولويات هو الفارق بينك وبين غيرك.

خامساً:السجناءوالمعتقلون والمحبوسون، مهما كان اختلافهم معك، أو اختلافك معهم، سواء حبسوا في عهدك أو قبلك، يجب أن يعاملو معاملة آدمية إنسانية بشرية، وأن تحترم حقوقهم، وهم أولى من غيرهم بالاهتمام والمتابعة أكثر من الأحرار الطلقاء، والإحسان إليهم في ظني أفضل من الإحسان إلى غيرهم فليلة واحدة يقضيها مظلوم في الحبس أو السجنخطيرة عليك؛ فأسرع في هذا الملف بالذات،وحتى من ثبت عليه شيء،فلايتجاوز في حقه أبداً،وليتك تطلق سراح أكبر عدد ممكن بمناسبه شهر رمضان، وكذلك عيد الفطر.

سادساً :الناس يقلدونك أكثر من غيرك، وأعينهم عليك، وقديماً قالوا: الناس على دين ملوكهم، ويسمعون منك ربما أكثرمما يسمعون من شيخ الأزهر، أو المفتي؛ فحدث الناس عن الأخلاق، وعن الدين، وعن رب العالمين، وعن سيد المرسلين ،صدقني سيقبلون منك أكثر مما يقبلون من شيخ الأزهر، فلا تكلم الناس فقط عن الأسعار، والسلع، والبضائع، والأجور، والمرتبات، والاقتصاد والسياسة، وتترك الدين، صحيح أنت لست متخصصًا، ولاعالم دين، ولكن هناك أساسيات وأصول يمكنك إيصالها للناس؛ حفاظا عليهم من النار، فكما أنت مسئول عن إطعام الناس، وصحة الناس، وتأمين الناس، فأنت مسئول عن حماية الناس من النار، فانتبه لهذا، وإن اعترض عليك من اعترض، لن يغنوا عنك من الله شيئا، ولن يحاسبوا بدلا منكيوم القيامة.

سابعاً : الأثرياء، والأغنياء، والمليونيرات،والمليارديرات عليهم أن يساهموا أكثر من غيرهم في إنقاذ وإنعاش مصر، ولكن لا تفزعهم، ولا تخيفهم، ولا تضغط عليهم بشدة، وإنما خذ منهم بالرضا والمحبة والتسامح، وأعطهم في المقابل ما يعوضهم، ويرضيهم ويسعدهم، لابد أن تأخذ منهم بسخاوة النفس، وليس بالإكراه، وكل على حسب ثروته، لاتسوي بينهم وإنما على حسب المستوى، بعضهم ينفق كثيراً في العمل الخيرى؛ فاتركه ولا تأخذ منه، وبعضهم لا يدفع شيئاً، فخذ منهم بالرضا ولا تكرر أسلوب التأميم الذي فعله جمال عبد الناصر، عندما أخذ بعض ممتلكات الأغنياء لصالح الأمه ،لا تكرر هذا، ولكن خذ بقدرالضرورة القصوى، وبسماحة نفس، ومن رفض أن يساهم في إنقاذ مصر؛ فلا تكرهه ولا تجبره.

ثامنا: الأمانة صعبة وثقيلة للغايةومعقدة، ولن تستطيع أن تحملها وحدك،بل ولا حتى الخبراء والمختصون،هي أكبر ذلك،كلما حاولت أن تسدها من ناحية ستتفتح من ناحية أخرى، فاستعن بالله القوى المعين يكفيك ما أهمك، ويسددك ويلهمك الصواب، وعَلِم من حولك أن يستعينوا بالله.

تاسعاً: البطانة والمعاونون والفريق المقرب منك لا يكفي أن يكونوا من ذوي الخبرة والكفاءة؛ وإنما أيضا من ذوي الدين والإيمان لا يجاملونك ولا يريحونك على حساب الناس، لا ينافقونك، وإنما يسددونك وينصحونك، ويخافون عليك من سؤال الله ومن عذاب الله، يحرصون على نجاتك في الأخرة ويتحملونمعك المسؤولية، وهذه النوعية قليلة، ولكن فتش عنها، وابحث عنها تجدها إن شاء الله.

عاشراً: المصارحة والمكاشفة، صارح الشعب، وأشركه معك، ولا تخفي عليه شيئًا ولا تحتجب عنه، تحدث إلى الشعب على الأقل كل شهر مرة،سيتفاعل معك ويتجاوب معك – والله أعلم-ولا تطيل عليهم في الغياب، ومن قال لك: إن ظهورك الكثير يفقدك هيبتك ويجرأ الناس عليكعنده حق، ولكن الظروف الآن تتطلب وضع كل المعلومات والحقائق أمام الشعب، أولا بأول، حتى يشتركوا معك في تحمل المسؤولية بعد ذلك.

حادى عشر: اطرح أفكارا جديدة أمام الشباب،ومجالات جديدة للعمل،لابد من جديد باستمرار، ولابد من تسهيلات وتيسيرات، ولابد من الاستجابة لمطالب الشعب باستمرار-في الخير-، لابد من التشجيع على الإبتكار فشجع علماء البلاد وقربهم منك.

ثانى عشر: الشعب يحتاج إلى الحنان والرفق، والرحمة والشفقة والحب، فأعطهم جرعات كبيرة حقيقية، وكل الوزراء كذلك،في المعاملة أولاً، ثم في الكلام ثانيًا أما الآن فالشعب يشكو من الغلظة والقسوة.

ثالث عشر: نريد أن نرى المسؤولين في أوساط الناس، يحتكون بالناس، ويختلطون بالناس، ويستمعون للناس، ويستجيبون للناس، ويحترمون الناس، هذا ما افتقدناه لسنوات طويلة،في البداية سيسمع المسؤولون من الناس كلاما غليظاً شديداً موجعاً، واتهامات، بل ربما سخرية واستفزازات، ولكن بالتدريج ستتغير الأحوال، ويحدث التقارب والتعاون.

رابع عشر: نريد ابتكارحلول مصرية للمشاكل المصرية، نريد حلولاً محلية، فعلى العلماء والخبراء والمختصين أن يقدموا نتيجة علمهم، ولابد من تشجيع الناس أيضا على ابتكار واختراع حلول جديدة، ربما لا تخطر على بال الآخرين، حلول مصرية رخيصة التكاليف وسهلة التنفيذ.

خامس عشر: رأيتك وسمعتك، وأنت تتحدث عن الخطاب الديني، وأننا بحاجة إلى تجديد وتحديث الخطاب الديني، وأنا أوافقك في هذا، وأضيف أيضا أننا بحاجة إلى تجديد الخطاب الإعلامي؛ فرسالة الإعلام المصري الآن لا تنتج أجيال النهضة، أجيال التحدي لا تنتج شباباً قوياً راسخاً عاقلاً، يساهم في نهضة وقوة بلده، نريد إعلاما يعرض نماذج النجاح والمثابرة حتى نقلدها، نريد من الإعلام أن يعرض أسباب النهوض والقوة، نريد من الإعلام أن يعمق مشاعرالهوية والانتماء، نريد من الإعلام أن يساهم في بناء أجيال مختلفة تماما، تتحمل المسؤولية، ويهون عليها الصعاب، تبحث عن النجاح، وتتعب وتبتكر، نريد أجيالاً تنافس العالم في مجالات العلم والتكنولوجيا والاختراعات والانجازات الهامة،ولكن للأسف حتى الآن فالإعلام لا ينتج إلا شباباً متخلفاً، أو شباباً منكسراً، أو شباباً ضعيف الهمة، أو شباباً همته في الشهوات والملذات والتمتع بالدنيا، أو شباباً مبهوراً بالغرب وأسيراً لعاداته وتقاليده، أو شباباً لا ينافس إلا في مجالات الشر والفساد.
لذا فالإعلام يحتاج إهتماماً خاصاً، وتوجيهاً خاصاً من رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي، حتى يساهم الإعلام معه في العبور بمصر من هذه الكبوة، ولا يكون معولاً للهدم أو لعرقلة التقدم، نحتاج تجديد الخطاب الإعلامي.

سادس عشر:الكهرباء يا فخامة الرئيس، الكهرباء تهدد مصر،الكهرباء تنقل أعداداً من مؤيدك يومياً إلى معسكر معارضيك، الكهرباء تنقل يومياً أتباعك ليصبحوا من أعدائك، بسبب الخسائر التي تسببها لهم الكهرباء عندما تنقطع، أعرف أنك لست السبب في مشكلة انقطاع الكهرباء، ولكن كثيراً من الناس لا يعرفون هذا، وإن عرفوا هم يريدون حلاً، هناك خسائر كثيرة بسبب انقطاع الكهرباءتؤدى إلى غضب الناس منك وهجومهم عليك، واتخاذهم موقفا ضدك، خسائر فادحة فعلاً.

لذا أقدم لك اقتراحان:

الأول: إذا إستمر إنقطاع الكهرباء؛ فيجب تحديد مواعيد دقيقة تماما ينقطع فيها التيار الكهربائي من كل منطقة، فيعرف الأهالي بدقة معاد انقطاع التيار؛ فيتكيفون مع هذا الوضع، فيرتبون أحوالهم على أن الكهرباء ستنقطع في هذا التوقيت تحديداً، بدلا من المفاجأة والمواعيد العشوائية لقطع التيار الكهربائي، هذا الأمر مزعج جدًا وسيئ جداً، فلابد من تحديد مواعيد لا تختلف أبداً.

الثاني: لو اجتهدت في حل مشكلة الكهرباء، وتوفير ما يلزم من السيولة المالية لحلها،وأخرت بقية الاحتياجات إلى ما بعد حل مشكلة الكهرباء؛ لشعر المواطن أن هناك تحسنا ملموسا وملحوظا، وبدون حل مشكلة الكهرباء سيظل المواطن يشعر أن لا جديد في حكم الرئيس السيسي.

ملحوظة: أنا لا أتضرر من انقطاعالكهرباء، ولكن أكتب للصالح العام.

سابع عشر: أتمنى كلمة من سيادتك للمصريين في كل قطاع تحسهم فيها على الخوف من الله، والتقرب إلى الله، والتمسك بالدين في كل الأحوال والظروف والاستقامة على أوامر الدين، وغير ذلك من التوجيهات الإيمانية، وأهمها المحافظة على الصلاة.

وأظن أن أعداداً من المصريين يقبلون منك، ويهتمون بكلامك وعبارتك جداً جداً، وأظن أنك لو فعلت هذا لكنت سببا في زيادة نسبة التدين عند المصريين، وهذا شرف لك وإنجاز ينفعك عند الله سبحانه وتعالى، وهذه التوجيهات الإيمانية أنت تحسنها،وتسطيعها، ولن يتهمك أحد بالتطرف والغلو، فقط كرر هذه المعانيفيخطاباتك.

ثامن عشر: معارضوك وعلى رأسهم الإخوان المسلمين، أرجو أن تعذرهم وأن تتفهم وتقدر مواقفهم، فهم يرون أنك السبب في حرمانهم من سلطة تعبوا في الوصول إليها، ودفعوا ضريبة باهظة عبر أجيال مختلفة؛ ليصلوا إلى هذا الهدف، وكنت السبب الأساسي في إبعادهم وحرمانهم مما تعبوا في الوصول إليه هل تشعر بهذا. وكان لابد لهم أن يثوروا، ويغضبوا، ويهيجوا، ويتكلموا، ويفعلوا، وأرجوا أن تعذرهم وأن تهدأهم وتتفاهم معهم من أجل استكمال المسيرة، والمشاركة في بناء الوطن واستيعابهم كطاقة بنّاءة، خسارة أن تهدر وتستفرغ فيما لا يفيد، كيف ذلك؟ لا أدرى، ولكن مؤكد أن هناك طريقة ووسيلة لتحقيق هذا، اتعب قليلا، فرغ فكرك قليلا، أو كلف غيرك ممن يستطيعون حل هذا الملف، جمعاً لشمل المصريين، وتوحيداً للصفوف، ولا تعبأ بمن يحذرونك ويخوفونك من هذا الملف، وطالما أن هذا الملف لم يحل ستبقى مصر في دوامة المصادمات، والحل الأمني ليس هو المطلوب.

هذه خواطر تصب في صالحك وصالح الوطن والمواطنين،وأخيراً: -أحترمك،وأقدرك، وأحب لك الخير، وأتمنى لك النجاح والفلاح والتوفيق، وتحقيق الإنجازات. أتمنى لك التيسير والأمان، وأتمنى لك أن يجري الله الخير على يدك، وأن يحقق لك ما تتمناه لمصر والمصريين، وأن يجمع الله بك الشمل.

السيد الرئيس: سمعتك ورأيتك قبل ذلك وأنت تقول إنك تخشى الله، وتخاف منه، وأشعر صدقك، أحسبك كذلك، ولا أزكيك على الله، لقد حملت أمانة ثقيلة جداً جداً، الناس يوم القيامة يسئلون عن أنفسهم، وأنت تسئل عن90 مليون إنسان، هل أعطيت لهم حقوقهم؟ هل أديت واجبك نحوهم؟ فرداً، فرداً، مشفق عليك من الأمانة ومن المسؤولية ومن الحساب، أتمنى لك العافية والنجاة، فلا تنسى يوم القيامة، واستعن بمن يذكرك بيوم القيامة،يارب سلم، يارب سلم.

هذه بعض الموضوعات، وعندي موضوعات واقتراحات وآراء أخرى، لا أدرى هل أتابع الكتابة إليك، أم أتوقف؟!